صراحة نيوز – بقلم / الدكتور عبدالمهدي القطامين
لو من عمل الشيطان كما يقول اهل الفقه ولكنها هنا من باب التخطيط الاستراتيجي كما يقول اهل الإدارة وهي تعتمد على بناء البدائل الاستراتيجية واختيار الانسب منها وفقا لمتغيرات الحالي والمستقبلي ولو تم الاعتماد على هذه اللو لما أصبحنا نخشى المطر حين يجيء لانه يكشف عورات من خططوا ونفذوا البنية التحتية في هذا القطاع الحيوي.
وادخل معك عزيزي القاريء بالتفاصيل التي لا يكمن فيها الشيطان هنا لانها ضرورة لبحث الأسباب والمسببات وهي بالتأكيد تفضي للنتائج التي وصلنا اليها في الشتوة الأخيرة .
وليعد القاريء المحترم على أصابع يديه وان لم تكفي يمكنه الاستعانة بأصابع القدمين أيضا .
يوجد لدينا وزارة مياه وري الوزارة تأسست عام ١٩٨٨ وكان الهدف منها ما هو وارد في ادبياتها على موقعها الإلكتروني الخاص بها وهنا اقتبس “وزارة المياه والري
تولي المسؤولية الكاملة عن المياه والصرف الصحي والمشاريع المتعلقة بها، وتولي المسؤولية الكاملة عن تطوير وادي الأردن
واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك.
رفع مستوى قطاع المياه وتطويره وتنظيمه ومراقبته بما في ذلك مستوى جودة خدمات المياه
تطوير سياسات قطاع المياه
التخطيط الإستراتيجي لقطاع المياه ووضع الإستراتيجيات والخطط الوطنية للمياه والبرامج التنفيذية اللازمة لذلك
مناطق المملكة”.
يبدو هذا كلاما جميلا منمقا طيب اذا كان هذا هو دور وزارة المياه والري لماذا لم تخطط منذ قيامها لبناء سدود تجمع هذه المياه التي أنعم الله بها علينا وهي تكفينا لسنوات شربا وريا لو احسن جمعها لكفتنا شر تهديدات النتن كل يوم والتي يطلقها لمحاربتنا في حصتنا من مياه السلام المزعوم
واذا كانت هذه فلسفة وزارة المياه والري لماذا اذن تم تأسيس شركات المياه التالية تباعا
١. شركة مياه العقبة تأسست عام ٢٠٠٤ لتدير مياه العقبة ثم الجنوب لاحقا ونصف الجنوب ما زال يعطش في الصيف ويتمنى قطرة الماء ان تصل في العداد الذكي المياه .
في العام ٢٠٠٦ تم تأسيس شركة مياه الأردن (مياهنا) لإدارة مرافق المياه والصرف الصحي في العاصمة عمّان ومناطق أخرى.
في العام ٢٠٠٧ تم توقيع اتفاقية بين سلطة المياه و”مياهنا” لتفويضها بإدارة وتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي لمدة طويلة الأجل
وفي العام ٢٠١٠
تأسست شركة مياه اليرموك بموجب قرار مجلس الوزراء وبدأت أعمالها في أوائل عام 2011، وهي شركة مملوكة بالكامل لسلطة المياه الأردنية وتتولى إدارة وتشغيل قطاع المياه والصرف الصحي في محافظات الشمال (إربد، جرش، عجلون، المفرق)
ما ذكرت أعلاه يضاف اليه سلطة وادي الاردن التي تأسست عام ١٩٧٧ لتقوم باعمال التنمية الاجتماعية والاقتصادية في منطقة وادي الاردن في المنطقة الممتدة من الحدود الشمالية الى الطرف الشمالي من البحر الميت ومن نهر الاردن غربا الى كافة مناطق أحواض اليرموك والزرقاء الواقعة تحت مستوى ٣٠٠ متر فوق سطح البحر اضافة الى المنطقة الواقعة بين الطرف الشمالي للبحر الميت والحد الشمالي لتنظيم مدينة العقبة جنوبا ومنسوب ٥٠٠ م فوق سطح البحر وحدود المملكة غربا ” وهنا لاحظوا معي دقة الوصف وتحديده ويكفي ان اقول لكم معلومة تستند الى إحصائيات دائرة الاحصاءات العامة ووزارة التخطيط ان نسبة الفقر والبطالة في منطقة وادي عربة تجاوزت ٦٥ بالمئة من عدد السكان بعد هذه التنمية التي شهدتها .
المهم ما علينا السؤال الذي يسأله الناس بعد هذا الكم من الشركات المائية والسلطات والوزارة هو بكل وضوح اين الماء يا أصحاب قرار الماء ؟
يبدو السؤال مؤلما للجميع وساتركه مفتوحا للإجابة عليه من اهل الاختصاص وأعود برحلة سريعة الى شركات المياه فكل شركة ذكرت لها مدير عام ومساعد مدير عام ورئيس مجلس إدارة وأعضاء مجلس إدارة يتم تعيينهم كلهم من قبل وزير المياه وكما يرى وربما تكون احد الشروط المهنية لرئيس مجلس الإدارة مثلا ان يكون يشرب المياه وهذه تكفي لملىء مقعد رئيس المجلس وكذلك الأعضاء وعلى الاغلب يكون رئيس مجلس الإدارة وزيرا سابقا ليس مهما وزير ماذا ولكن وزير وبس .
في ظل هذه “الميمعة ” تدور صراعات بين أعضاء المجلس ورئيسه وبين الوزير احيانا وتتداخل الصلاحيات وتتضارب وتدور الإدارة في حلقة مفرغة قوامها هل غضب الوزير ؟
وهل غضب رئيس مجلس الإدارة؟
وهل غضب المدير العام ؟ ثم مرة اخرى يطل سؤال المواطنين في عز الصيف اين الماء يا وزارة الماء ؟
ثم تسألون لماذا وصلنا الى ما نحن عليه الآن؟
النتيجة لو بنينا السدود لاغنانا الله عن كل هذا التوهان ومن حقنا ان نسأل وزارات المياه المتتالية لماذا اوصلتمونا الى ما نحن عليه الآن؟
نريد إجابة يا أصحاب المعالي ويا أصحاب العطوفة ويا موسرجية الوطن.

