صراحة نيوز-أكد وزير الإدارة المحلية وليد المصري على أهمية اعتماد حلول هندسية علمية ومستدامة لإعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق المتضررة من الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها محافظات المملكة، وخاصة محافظة الكرك، حفاظاً على أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
ودعا الوزير خلال جولة ميدانية في الكرك الأربعاء إلى توحيد جهود المؤسسات الوطنية لتأهيل المناطق المتضررة، مشيراً إلى أن كميات الهطول المطري التي شهدتها المحافظة بلغت نحو 70 ملم في الساعة، وهو رقم غير مسبوق في الأردن ويشكل تحدياً كبيراً للبنية التحتية الحالية، ما يستوجب إعادة تصميم شبكات التصريف والبنية التحتية بما يتوافق مع واقع التغير المناخي.
وأشار المصري إلى أن الكميات الكبيرة من الأمطار لا تستطيع أي بنية تحتية تقليدية استيعابها، مما يفرض اللجوء إلى حلول عاجلة للتعامل مع التداعيات، بالتوازي مع إعداد حلول هندسية علمية دائمة ومستدامة. كما شدد على أهمية إعادة بناء الجزء المتضرر من سور قلعة الكرك ووضع خطة شاملة لصون القلعة والمباني التراثية وإحياء شوارع المدينة القديمة، تنفيذًا لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني.
وحذر الوزير من خطورة البناء داخل مجاري السيول والأودية، داعياً إلى تكثيف جهود التوعية المجتمعية والتعاون مع المواطنين لمنع تكرار المخالفات، وإيجاد حلول آمنة للمباني القائمة حالياً في هذه المواقع. ووجّه الفرق الفنية بإعداد تقارير هندسية مفصلة بالتعاون مع الجهات المعنية لتحديد حجم الأضرار ووضع خطط معالجة عاجلة ومتوسطة وطويلة الأمد.
من جانبه، أوضح محافظ الكرك قبلان الشريف أن المحافظة شهدت هطولات مطرية غزيرة بلغت أحياناً نحو 130 ملم خلال أربع ساعات، أي ما يعادل ثلث المعدل المطري السنوي، مما شكل ضغطاً كبيراً على شبكات التصريف وكشف عن ثغرات تنظيمية قديمة، مؤكداً أنه سيتم إعداد تقرير شامل يتضمن حجم الأضرار وسبل المعالجة قصيرة وطويلة المدى.
وشملت جولة الوزير مناطق ضمن بلديات الكرك الكبرى، ومؤتة، والمزار، وعي، حيث اطلع على الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، بالإضافة إلى الأثر الذي طال جزءاً من سور قلعة الكرك، واستمع إلى شرح الفرق الهندسية المعنية منذ أيام لتقييم حجم الأضرار، كما ناقش مع المواطنين ورؤساء اللجان البلدية ومديري الشؤون البلدية آليات وضع حلول مستدامة قادرة على مواجهة الهطولات المطرية الغزيرة المتكررة.
