18 عاماً على رحيل أبو عمار.. ويبقى السؤال: من قتل الختيار؟

6 د للقراءة
6 د للقراءة
18 عاماً على رحيل أبو عمار.. ويبقى السؤال: من قتل الختيار؟

18 عاماً على رحيل أبو عمار.. ويبقى السؤال: من قتل الختيار؟

صراحة نيوز – يمر عام آخر على ذكرى اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ولا يزال الغموض يلف قضية اغتياله، ولا يزال آلاف المواطنين يحيون ذكرى رحيله كل عام حاملين معهم نفس التساؤل: “من قتل الختيار؟”

واستشهد ياسر عرفات، في الحادي عشر من تشرين الثاني عام 2004، حيث تصادف يوم غد الذكرى الـ 18 لرحيله.

حياته:
وولد محمد عبد الرؤوف القدوة الحسيني “ياسر عرفات”،  في القاهرة في 24 آب/أغسطس 1929، ووالده كان يعمل في التجارة، وعندما تُوفيت والدة أبي عمار، وهو في الرابعة من عمره، أرسله والده إلى القدس المحتلة.

عام 1937، عاد ياسرعرفات مرة أخرى إلى القاهرة ودرس الهندسة المدنية في جامعة الملك فؤاد، وخلال فترة دراسته، أسس رابطة الخرّيجين الفلسطينيين، التي كانت محط اهتمام كبير من جانب وسائل الإعلام المصرية آنذاك، وتزوج بعد ذلك  في سن متأخّرة بالسيدة سهى الطويل، وأنجب منها بنتاً واحدة.

السياسة والنضال:
بدأ أبو عمار مسيرته السياسية عندما انتخب رئيساً لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في العاصمة المصرية القاهرة عام 1952، ثم أسس مع عدد من رفقائه حركة التحرير الوطني الفلسطيني، “فتح”، في تشرين الأول/أكتوبر 1959.

أعلن عرفات رسمياً انطلاق الحركة مطلع كانون الثاني/يناير 1965، غداة تنفيذ أولى عملياتها المسلحة، حين فجر عناصرها نفقاً داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي أصاب جنديين إسرائيليين بجراح.

قواعد حركة فتح التي أسسها عرفات هبطت في الأردن ولكنها لم تستمر طويلاً، لتنتقل إلى لبنان بعد اندلاع قتال بين الفدائيين والجيش الأردني، أسفر عن سقوط ضحايا كثر من كلا الجانبين،عرفت بأحداث “أيلول الأسود”.

وفي عام 1982، اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي لبنان، في عملية كان أحدُ أهدافها القضاءَ على المقاومة الفلسطينية ما اجبر الفدائيين على مغادرة بيروت إلى تونس مع عدد كبير من جنودها، بينما غادر آلاف المقاتلين الآخرين إلى عدد من البلدان العربية.

أمّا في تونس، فاستهدف “الموساد” قادةً فاعلين وبارزين في “فتح”، إذ اغتيل خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد). وتميّزت تلك الفترة بمحاولات عرفات الدؤوبة من أجل المحافظة على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية.

عام 1988، اتخذ المجلس الوطني الفلسطيني قراراً بقيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس، وأُعلن حينها، من العاصمة الجزائرية، تشكيل حكومة موقتة.

أوسلو:
في الـ 13 من أيلول/سبتمبر 1993، وُقّعت اتفاقية “أوسلو” بين منظمة التحرير الفلسطينية، ممثَّلة بالرئيس الراحل ياسر عرفات، و”إسرائيل” ممثَّلة برئيس وزرائها وقتها إسحق رابين، وذلك في البيت الأبيض الأميركي، بحضور رئيس الولايات المتحدة آنذاك بيل كلينتون.
تمخّض عن هذا الاتفاق وجودُ كيان فلسطيني في الأراضي الفلسطينية، سُمّي “السلطة الوطنية الفلسطينية”، وأوجد شرعية جديدة للعملية التفاوضية، تقوم على الاتفاقيات الثنائية، وليس على القرارات الدولية الصادرة.

استمرت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعد الإعلان عن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني، إلا أن قيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام  2000 جعل قادة الاحتلال ينظرون إلى عدم جدوى التفاوض مع الراحل ياسر عرفات خاصة في ظل أعمال المقاومة النوعية التي أوجعت الاحتلال، اتهم خلالها عرفات بتحريك هذه العمليات وتيسيرها.

عملية السور الواقي:
في 29 مارس عام 2002، وفيما سماها جيش الاحتلال بعملية السور الواقي، تحرك أكثر من 30 ألف جندي إسرائيلي ومئات الدبابات لاحتلال مدن الضفة الغربية،، وتوجهت مباشرة إلى مقر إقامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المعروف باسم «المقاطعة»، كانت حكومة شارون قد حددت قبل شهور تحركات عرفات لتقتصر على مدينة رام الله فقط، لكنها قررت تضييق دائرة الحصار أكثر فأكثر.

كانت الأوامر تقتضي بحصار عرفات دون قتله، وخرج شارون ليعلن أنه سيحول الزعيم الفلسطيني إلى مسخ وسيدمر صورته أمام شعبه، وحوصر عرفات مع 430 شخصًا، كان من بينهم الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات ، ليرد حراس عرفات برصاص بنادقهم، حتى تهدمت جدران المقاطعة باستثناء مبنى واحد، تكسرت معظم أجزائه، باستثناء غرفة وحيدة ظل عرفات يمارس منها مهامه اليومية بصفته رئيسًا للسلطة الفلسطينية.

مرضه ووفاته:

عام 2004 أصيب أبو عمار بمرض عضال عجز الفريق الطبي عن تشخيصه، وفي أقل من شهر واحد فقط فارق الحياة و أنهى مسيرته الحافلة بالوقائع والأحداث، وأعلن رسمياً عن وفاته بتاريخ 11 نوفمبر 2004، من إحدى المشافي العسكرية في فرنسا.

نبأ الوفاة شكل صدمة كبيرة لدى الشارع الفلسطيني، وخلق العديد من التحليلات و التوقعات حول طبيعة المرض المريب الذي ألم به ولم يمهله طويلاً، كل ذلك جاء بالتزامن مع شهادات وملاحظات عديدة سجلت من أشخاص كانوا حول الرئيس الراحل قبل وفاته، كلها أجمعت على أن صحته  كانت تتدهور بشكل متسارع وبطريقة غير منطقية، ما ولّد انطباعاً مؤكداً لدى المواطنين أن الوفاة لم تكن عادية، إنما مدبرة وتوجهت أصابع الاتهام نحو الاحتلال وبعض الشخصيات المحيطة بالرئيس الراحل من السلطة الفلسطينية التي قررت سريعاً بعدم تشريح جثة أبي عمار وتشييع جثمانه بشكل فوري.

من قتل الختيار؟
وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، أخذ خبراء روس وفرنسيون وسويسريون عينات من جثمان عرفات، بعد فتح ضريحه في رام الله، من أجل فحص سبب الوفاة. وعلى الرغم من وجود غاز “الرادون” المشع في العينات، فإن الخبراء استبعدوا فرضية الاغتيال.
لكنّ معهد “لوزان السويسري” للتحاليل الإشعاعية كشف وجود “بولونيوم مشعّ” في رفات عرفات، وسط تقديرات بأنه مات مسموماً بهذه المادة.
وبعد صدور نتائج التقارير الروسية والسويسرية، تشكلت اللجنة الوطنية المكلفة بالتحقيق بظروف استشهاد الرئيس ياسر عرفات عام 2010 برئاسة  اللواء توفيق الطيراوي، ولكنها لم تكشف ما توصلت له حتى اللحظة.

قبل أيام قليلة جرى تداول  مجموعة من الوثائق قيل إنها سربت من  لجنة التحقيق، عرضت فيها تفاصيل تحقيقات وشهادات للعديد من الشخصيات المقربة من عرفات والذين كانوا على تواصل معه، ولكن لم تتأكد صحتها و لم تخرج لجنة التحقيق عن صمتها.

Share This Article