المِثلية الجِنسية .. إنحراف عن الفِطرةِ .. السَّوية

8 د للقراءة
8 د للقراءة
المِثلية الجِنسية .. إنحراف عن الفِطرةِ .. السَّوية

صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
(( الجزء الثاني ٢/٢ ))

إصرار الغرب الرسمي على دعم المثلية الجنسية ، ليس مثيراً للدهشة لنا بل لقطاعات واسعة من شعوب الغرب ، لوجود قطاع محافظ يميني مسيحي متدين ، يرفض هذا التوجه ، ولكنه يقف عاجزاً ، لأن حركة الدفاع عن حقوق المثليين تقفز خطوات كبيرة جداً ، مع انها كانت حتى وقت قريب غير موجودة . حتى نهاية الستينات من القرن الماضي لم تكن هناك حركة للدفاع عن حقوق المثليين ، ونقطة التحول في تاريخ تلك الحركة تعود الى تاريخ ١٩٦٩/٦/٢٨ ، حيث داهمت شرطة نيويورك بار ( Stone Wall ) ، الذي يرتاده المثليين ، وسبب المداهمة ان المافيا كانت تديره وتتاجر في الخمور المهربة ، وذلك لمصادرة الخمور المهربة ، وطرد رواده من المثليين لأن هذا الشذوذ كان ممنوعاً في أمريكا في وقتها ، وحدثت إشتباكات أثناء المداهمة ، وإتسعت تلك الإشتباكات ، وتم تسليط الأضواء عليها ، واعتبرها المثليون إنطلاقة للدفاع عن حقوقهم . وبعد عام بدأت مسيرة الفخر (Pride March) للمطالبة بحقوقهم . بعدها إنتشرت هذه المسيرة في كل أنحاء أوروبا وبدأت تكتسب زخماً كبيراً . وبدأت بعض الشخصيات تتشجع وتعلن عن هويتها المثلية ، لدرجة انه أصبح على المشاهير ان يدعموا هذه الحركة إلزامياً .

المحطة الثانية جاءت عام ١٩٧٨، حيث كان هناك شخصاً مشهوراً إسمه ( هارفي ميلك ) وكان مثلياً ، ومسؤولاً كبيراً في كاليفورنيا ، القى خطاباً مؤثراً طالب فيه المثليين بالإعلان عن هويتهم الجنسية ، قائلاً لهم : يجب على عائلاتكم ، واصدقائكم اذا كانوا يحبونكم فعلاً ان يتقبلوكم كما أنتم . الى أن بدأت محطة أخرى هامة عام ٢٠١٥ ، حيث أقرّت المحكمة الدستورية الأمريكية العليا بمبدأ الزواج من نفس الجنس ، السيدة تتزوج سيدة ، والرجل يتزوج رجلاً . وترتب عليها الكثير من القوانين المُربكة والداعمة لحركة المثليين والمتحولين جنسياً . وفي عام ٢٠٢٢ حوالي ( ٢٢ ) دولة في العالم أقرت بحق المثليين في الزواج ، وأغلبها دولٌ غربية .

ويبقى السؤال : ما سر الحاح الغرب للترويج للمثلية الجنسية !؟ وزير الخارجية الروسي / سيرجي لافروف عندما تم سؤاله قال : لا أعلم سر الحاح الغرب على ذلك ، لكن ربما انها ضمن نظرية ( المليار السعيد Golden Billion ) ، الذي يسعى لتقليص عدد سكان الأرض ، وهذه نظرية مؤامرة تتبناها بعض النخب الغربية ، التي تقول : أن موارد الأرض لا يمكن ان تكفي ( ٨ ) مليارات نسمة ، وإنما تكفي لمليار نسمة يعيشون سعداء . وتلفزيون السي ان ان ، التقى ثلاثة زعماء أفارقة وتم سؤالهم عن مواقفهم من حقوق المثليين !؟ وكانت إجاباتهم دبلوماسية ، مثل : هذه ثقافتنا ، اتركونا وشأننا . وعندما أصروا على رئيس أوغندا ، رد : بأن هذا أمرٌ مُقزز . وأثار كلامه ردود فعل غاضبة في الغرب . وأجاب المفكر / عبدالوهاب المسيري ، على سِر إهتمام الغرب بالمثلية الجنسية ، بأن السبب لأن شعوب الغرب مُرفهة جداً ، شبعت من الملذات الطبيعية التي لم تَعُدْ تُشبِعهم ، وبدأت تبحث عن ملذات غير طبيعية أملاً في ان يجدوا مزيداً من اللّذة . كما أشار الى ان لذّة الإنحراف هي لذّة بلا ثمن ، فعلاقة الرجل والمرأة يترتب عليها إنجاب أطفال وأُسرة والتزامات .

ما يجب الإشارة اليه ان موقف الكنائس الأمريكية والأوروبية شبيه بموقف الأديان السماوية الأخرى ، حيث تعتبر المثلية الجنسية خطيئة ، عقوبتها الرجم او القتل ، لكنها أصبحت عاجزة عن وصف المثلية الجنسية بأنها خطيئة . وحظيت المثلية الجنسية بدعم غير محدود من الرئيس / أوباما ، حيث أصدر عدداً من التشريعات الداعمه لحقوق المثليين ، لكن هذا الزخم تَعرّض لإنتكاسة عندما أتى الرئيس / ترامب لأنه جمهوري يميني محافظ رافض لحقوق المثليين ، حيث إتخذ مجموعة من الإجراءات التي اعتبروها معادية لهم ، مثل رفضه التحاق المثليين بالقوات المسلحة . وأفصح عن موقفه الرافض بعد خروجه من السلطة عندما عبّر عن إستهجانه وقال : كيف لا يُسمح بتعليم الإنجيل في المدارس لكن يُسمح بتعليم ان الرجال يمكن ان يَحمِلوا للطلبة في سن الروضة !؟ لكن الرئيس/ بايدن عمل على محو كل ما فعله ترامب وتوسع في إقرار حقوق المثليين بشكل غير مسبوق ، حيث ضمت إدارته أكثر من ( ٢٠٠ ) مثلي ومتحول جنسي . الرئيس الروسي بوتين كرر رفضه لتبني الغرب هذا الدعم للمثليين . رئيس المجر خاطبهم قائلاً : الأم إمرأة ، والأب رجل ، إتركوا أطفالنا وشأنهم ، هذا أمر غير مقبول . قال ذلك رداً على الغرب الذي يقول : ليس بالضرورة ان تكون الأم إمرأة ، وأن الرجل ممكن ان يحمِل ، وان الأسرة من الممكن ان تتكون من ذكرين ، او من إمرأتين .

أصبح اللوبي الذي يدافع عن المثلية يلاحق اي عالِم يقول ان الجنس البشري يتكون من إمرأة ورجل فقط ، حتى ان محاضرة لعالمة بيولوجي المانية ألغيت لانها تقول ان العلم لا يعرف الا الذكر والأنثى وأُقيمت مظاهرات وإحتجاجات . وفي المقابل عمّت مظاهرات أغلب الولايات الأمريكية معارضة لنهج دعم المثليين ، وقد رفعت فتاة أمريكية يافطة كُتب عليها كلمات مُعبِّرة أعجبتني ولم تغب عن بالي ، وهي (( God created Adam & Eve , He didn’t create Adam & Steve )) وتعني : أن الله خلق آدم وحواء ليتزاوجوا ، ولم يخلق آدم وستيف . ماريا زاخاروف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قالت ساخرة من الغرب : لدينا رجل وإمرأة ، ولديهم (٨٠ ) نوعاً يربكهم ويربكنا وينبىء باخطار كثيرة جداً . المانيا تدين تصريحاً لمسؤول قطري عن المونديال لأنه قال : إن المثلية الجنسية تخريباً للعقل .

كل ما سلف يطرح سؤالاً :- أين البشرية من النهج الرباني القويم السليم الذي دعانا اليه على ألسنة كل الأنبياء والرسل والديانات السماوية !؟ أدعو الأباء والأمهات مراقبة أبنائهم مراقبة شديدة لحفظهم من الإنجرار الى هكذا رذائل . وقبل ذلك الحرص على تربية الأبناء على مباديء الدين السماوي الذي يدينون به ، وان يغرسوا في أبنائهم الأخلاق السوية . لان هذه الإنحرافات عابرة للأديان والجنسيات والأقوام والبلدان ، ولا تستثني لا غني ولا فقير ، ولا وزير ولا غفير ، ولا أسود ولا أبيض .

تنبيه الى كل الآباء والأمهات ، عليكم الحذر من وقوع أولادكم في هذا الفخ الشنيع البشع المميت . وعليكم ان تواجهوا هذا الخطر منفردين لأن حكومات العالم المتخلف لن تساعدكم في وقف المد المثلي لأن حكومات الغرب المانحة وصناديق الإقتراض تشترط على الحكومات تعديل القوانين والتشريعات لإعطاء المثليين حقوقهم والسماح لهم بممارسة عهرهم بِحُرِّية .

Share This Article