تنظيم قطر لمونديال كأس العالم 2022، فإننا نرى كأس العالم لكرة القدم بنكهة عربية تعكس الثقافة والحضارية العربية للعالم أجمع. كيف يظهر ذلك في شعار وملاعب المونديال؟
تستضيف قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 لأول مرة في تاريخها، ولأول مرة في تاريخ الدول العربية. فلم تحظى من قبل أي دولة عربية بشرف استضافة هذه البطولة الكبيرة والتي تضم مجموعة من أفضل منتخبات العالم في كرة القدم. فلقد أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا فوز قطر بتنظيم البطولة في عام 2010. منذ ذلك الحين، عملت قطر بكل جهد من أجل تقديم نسخة هي الأفضل في تاريخ البطولة وبنكهة عربية تعكس الثقافة والحضارة العربية. فكيف تنعكس الثقافة العربية على بطولة كأس العالم لكرة القدم.
المونديال .. حلم عربي قد يتحقق يومًا ما
يبرز مونديال كأس العالم لكرة القدم كواحد من أهم وأشهر البطولات في الرياضة على مستوى العالم. على مدار أربعة سنوات، تتنافس مختلف المنتخبات العربية والأجنبية في تصفيات كأس العالم من أجل حجز مقعدًا والمشاركة في البطولة. لم تنال بعض المنتخبات العربية فرصة المشاركة في البطولة حتى الآن مثل السودان، ليبيا، فلسطين، العرق والأردن. مع ذلك، هناك بعض المنتخبات العربية التي شاركت أكثر من مرة في البطولة وقدمت أداء جيدًا منها السعودية، المغرب، الجزائر وتونس إلى جانب مصر.
مع ذلك، لم يسبق لأي منتخب عربي الوصول للمراحل النهائية في البطولة وتجاوز دور الـ 16 في كأس العالم على الإطلاق. بالفعل، تأهلت بعض المنتخبات لهذا الدور (الـ 16) مثل السعودية وغيرها، ولكن لم تتخطاها. هذه العوامل تجعل الطابع العربي يغيب عن كأس العالم.
المشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم هو مجرد حلم لبعض المنتخبات العربية والتي لم يسبق لها المشاركة في البطولة. البعض الأخر يحلم بالفوز بالمونديال أو على الأقل الوصول للمربع الذهبي وهو ما يضفي على المونديال النكهة العربية. هذا ما نتمناه جميعًا، ونحلم برؤية أكبر عدد من المنتخبات العربية في كأس العالم وتحقيق أحد المنتخبات العربية للمونديال.
ملايين من المشجعين في الدول العربية
تأهلت للمشاركة في كأس العالم قطر 2022 أربعة منتخبات عربية وهي تونس، المغرب، السعودية وبكل تأكيد قطر الدولة المضيفة. هناك ملايين من المشعين لهذه الدول، ليس فقط في بلادها ولكن في جميع أنحاء العالم العربي. فنحن العرب ندعم بعضنا البعض ويظهر ذلك في الكثير والكثير من المواقف. فهذه المنتخبات العربية الأربعة تجد دعم ومساندة من كافة الدول العربية، وهو أمر لا يحدث أبدًا لأي منتخب أخر يشارك في البطولة.
يختلف المشجعين في طريقة دعمهم وتشجعيهم للمنتخبات العربية، وطريقة الاستمتاع بكرة القدم الجيدة التي تقدمها منتخبات أجنبية مثل فرنسا، الأرجنتين، البرازيل وألمانيا. فالبعض يجلس أمام شاشات التلفاز يشاهدون كافة تفاصيل المباريات ويتابعون الأخبار أول بأول ويشاهدون البرامج التحليلية. أكبر مثال على ذلك هو قنوات بي ان سبورتس والقنوات الرياضية العربية الأخرى.
كأس العالم لكرة القدم بنكهة عربية
حلم تتويج أحد المنتخبات العربية بكأس العالم يقترب شيئًا فشيئَا. فبعد أن كان استضافة أحد الدول العربية للمونديال حلم صعب المنال، أصبح الآن حقيقة. فها هي قطر تصبح الدول الأولى عربيًا تستضيف البطولة في نسخة استثنائية لم تحدث على الإطلاق. أيمانًا من قطر بدورها في إبراز الثقافة والحضارة العربية، فلقد قامت بتشييد مجموعة من الملاعب على أحدث طراز عالمي واستخدمت تصميمات مبتكرة مستوحاة من ثقافة وحضارة العرب.
تظهر الثقافة العربية في كأس العالم أيضًا في الملاعب بشكل واضح. على سبيل المثال، تصميم ملعب “الثمامة” مستوحى من القحفية العربية، ملعب “البيت” مستوحى من الخيام البدوية، ملعب “الجنوب” يرمز إلى المراكب التقليدية بينما يرمز ستاد “لوسيل” إلى الفوانيس الحرفية. لا يكتفي مونديال قطر بأغنية واحدة، ولكن هناك أكثر من أغنية يقدمها مجموعة من المغنين الأجانب إلى جانب المطربة القطرية عائشة، وتأتي الأغنية الأولى بعنوان باللغة العربية “هيا هيا”. فوق ذلك، تأتي ساعة العد التنازلي لبداية مونديال قطر لكأس العالم بشكل مستوحى من الساعة الرملية وهي من الأمور العربية الخالصة التي أشتهر بها العرب القدامى. وفق كل هذه الأمور، نجد أمامنا كأس العالم لكرة القدم بنكهة عربية.