صراحة نيوز – رعى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، مساء اليوم الأحد، فعاليات المنتدى العربي للزراعة تحت عنوان “الأمن الغذائي العربي في مواجهة التحديات”، والذي يستمر 3 أيام في عمّان، بمشاركة عربية من عدة وزارات وجهات وهيئات معنية بالزراعة والمياه والأمن الغذائي تمثلت بجامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة.
ويهدف المنتدى إلى مناقشة اهم قضايا الزراعة والمزارعين لتمكين القطاع الزراعي من تحقيق الأمن الغذائي والخروج باستراتيجيات وحلول لمشاكل النظم الزراعية وتطويرها بما يتواءم مع التحديات الراهنة.
وفي كلمته، رحّب الفايز بالمشاركين، مؤكداً أن المملكة لطالما كانت بلد الوفاق والاتفاق العربي، بأصالة شعبها وحكمة قيادتها، وسعيها الدؤوب لاجتماع كلمة العرب ووحدة موقفهم، مشددا على أهمية المواضيع التي يناقشها المؤتمر، على المستويين القومي والقطري، مثلما هو على المستوى الدولي.
وأضاف أنه في الوقت الذي يواجه فيه الغذاء على مستوى العالم، تحدي الزيادةِ المفرطةِ في السكان، والهدر الكبير في الموارد الزراعية الأساسية، يدخل التغير المناخي كتحدٍ إضافي، ليعمق أزمة الغذاء إلى مستوى مقلق، قد يتحول إلى قلق غير مسبوق مع أي تحدٍ جديد، قد يعيق تجارة الغذاء، أو يتسبب بمزيد من حالات النزوح واللجوء، وهو وضع يقتضي من دول العالم الحذر الشديد والتعاون الكبير، لتبني الإجزاءات الوقائية والاحتياطية اللازمة، لمواجهة كل ما يمكن أن يهدد الأمن الغذائي الدولي والإقليمي والقطري.
وأوضح أن مثلث الغذاء والطاقة والمياه بات اليوم محط الاهتمام الأكبر، على الصعيد القطري والإقليمي والدولي، ويمكن أن نضيف لهذا المثلث البحث العلمي والتكنولوجيا، مما أملى ضرورة التنسيق والمواءمة بين الاستراتيجيات الوطنية الثلاث، لكل من الأمن الغذائي والطاقة والمياه، على أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار، لدى صياغة الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي، كعامل مهم للزراعة الذكية، وتحلية المياه وترشيد استخدامها، وتطوير الطاقة المتجددة.
وأشار الفايز إلى أن البلدان العربية ما تزال أمام تحديات كبرى، فيما يتعلق بالأمن الغذائي في مهامه الثلاث وهي: وفرة الغذاء، وصحة الغذاء، والقدرة الاقتصادية للمواطنين على الحصول على الغذاء، وأمامها شوط طويل للتنسيق بين الخطط الاستراتيجية لأمن الغذاء، والطاقة، والمياه، والبحث العلمي، وتبني الزراعة الذكية، أما على صعيد التكامل بين دولنا، فإنه ينقصه البناء على الميزات النسبية لكل دولة، والتعاون في مجالات إنتاج الغذاء وتسويقه وتطوير التجارة البينية، وهنا لا بد من تعزيز الثقة، بجدوى جهود المنظمات الزراعية والتمويلية العربية، في توجيه سياسات الأمن الغذائي العربية، بالقدرة الذي تتيحه الإرادات السياسية للدول، وان تكون هذه المنظمات عاملاً محفزاً لهذه الإرادات.
ومن جهته، أكد الرئيس التنفيذي للمنتدى المهندس عوني الكلوب، أن قوة القطاع الزراعي مهمة لتوفير الأمن الغذائي، مشيرا إلى تعرض هذا القطاع في الوطن العربي للتهميش، رغم توافر الإمكانيات والكفاءات.
وأضاف أن إدارة المنتدى تهدف لتأسيس منصة للتواصل والتعاون العربي وتبادل الخبرات في الشأن الزراعي واستقطاب المختصين والخبرات والنخب في الشأن الزراعي من أجل حوار مثمر ودوري بين العاملين كافة من أجل التنمية الزراعية المستدامة.
وقال المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية البروفيسور إبراهيم آدم أحمد الدخيري إن أهم ما نتمنى تحقيقه خلال هذا المنتدى التأطير لمنظومة مشتركة لتطوير النظم الزراعية بما يوائم التحديات الراهنة للأمن الغذائي كاستخدام طرق الزراعة الحديثة الموفرة للماء.
ويبحث المنتدى سبل التعاون وتبادل الخبرات والفرص المتاحة في المجال الزراعي والتحديات التي تواجهه بما يساعد على النهوض بالإنتاج والمردود.
ويشير تقرير أوضاع الأمن العربي 2021، الصادر عن المنظمة العربية للتنمية الزراعية إلى أن قيمة العجز بلغت 51 مليار دولار، فيما بلغت قيمة الفجوة الغذائية 38 مليار دولار.