الوطن ( بتقلى ) .. والحكومة ( بتتفلى)

5 د للقراءة
5 د للقراءة
الوطن ( بتقلى ) .. والحكومة ( بتتفلى)

صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه

الأوطان لا تُدار بالعناد . الأوطان لا تُدار بالإنقياد لصناديق الإقراض اللعينة المُستعمِرة . الأوطان لا تُدار بقرارات فردية . الأوطان لا تُدار بالعصبية . الأوطان لا تُدار ( بالتناحة ) . الأوطان لا تُدار ( بالهوش ) و( المباطحة) . الأوطان لا تُدار بإنتهاج سياسات غير وطنية . الأوطان لا تُدار بالأضغان والأحقاد . الأوطان لا تُدار بالغطرسة من أشخاص ليسوا بمستوى إدارتها . الحكومات لا تُدار بالبذخ على المواكب ، وتبديل عشرات السيارات الفارهة لكبار مسؤولي الدولة ، في وقت العسر ، والإعلان بأن الموازنة لا تحتمل ترف دعم المحروقات . الأوطان لا تُدار بعيداً عن مصلحة المواطن . لأنه لا قيمة لا بل لا وجود للوطن بدون المواطن .

المسؤول الذي لا يخاف الله في الوطن والمواطن ليس مسؤولاً ، بل كارثة تدمر الأوطان . الحكومات غير المؤهلة لإدارة شؤون الوطن حكومات فاشلة ، ضعيفة ، لا تملك أدوات إدارة الأوطان . الحكومات غير القادرة على إجتراح الحلول في الأزمات حكومات هزيلة . الحكومات غير القادرة على إبتداع الحلول والتفكير خارج الصندوق ليست حكومات كفؤه .

المواطن يُقدِّم ما تفرضه عليه قوانينكم الجائرة المُستنزِفة لقدراته وإمكاناته ، فيدفع الضرائب ، وفواتير المياه ، والكهرباء ، والمسقفات — وكأن المواطن يستأجر بيته من الحكومة — ورسوم التراخيص المبالغ بها ، والجمارك الجائرة .. وغيرها . المواطن يدفع دمه ويفتدي وطنه بحياته وهذا أقصى وأقسى ما يمكن ان يقدمه اي مواطن لوطنه . وبهذا ينتهي دوره في تقديم واجباته . وبعدها يأتي دور الحكومات في توفير حياة كريمة للمواطنين . وأية حكومة ليس لديها القدرات لتوفير حياة كريمه ، ( درب القلعة التي تودي وماتجيب ) . المواطن أدى ما عليه . من واجب الحكومات التي تتبغدد بخيرات الوطن ان تؤدي واجباتها تجاه المواطن . باللهجة الأردنية الشعبية يعني : ( أدى المواطن ما عليه ، وانتم بدكم تأدوا ما عليكم بالطول بالعرض .. إحنا مش شغلنا ، هذا شغلكم ومحور مسؤلياتكم ) .

المواطن أُنهِك ، وإستُنزِف ، وفَرغت جيوبه ، وتحمّل كل أنواع الديون والقروض ، ووصل الى حد الفقر المدقع ، وعَضَّهُ الجوع بنابه ، وأصبح غير قادر على توفير الدفء لأطفاله . أنتم لا تفكرون ، او لستم قادرين على إدارة شؤون الوطن ، والأسهل ، والأيسر عندكم الإلتفات لجيب المواطن التي أصبحت خاوية بسبب إستهدافكم .

كل حصيف متابع للشأن العام يعرف بأن الوطن والمواطن ليسوا من إهتمامكم أبداً ، كل تفكيركم ينحصر في الإستمتاع بالرفاهية والمزايا التي تتبغددون بها بسبب إشغالكم مناصب لستم أهلاً لها . وكل ما يُشغل تفكيركم الإستعراض أمام الكاميرات ( فتنذخون ) ببضعة جُملٍ تخديرية مُعَدةٍ مُسبقاً ، وتنسون او تتناسون ما تقولون بعد سويعات ، لأنكم غارقون في الملذات ، ولا تعبأون بالشعب الذي صدّقكم بسطاؤه ، الذين لا يعرفون ان كلامكم المعسول ليس أكثر من تفننٍ بصياغاته .

النقل بكافة أشكاله وأنواعه هو عصب الإقتصاد ، فإذا دارت العجلات ، تحرك الإقتصاد ونمى ، وإزدهر . وإذا إرتفعت أسعار النقل ، ترتفع كل الأسعار دون إستثناء . فكيف يستقيم الأمر ، وكيف لعجلة النقل ان تدور ويكسب السائق وصاحب المركبة ليتمكنوا من الإنفاق على عائلاتهم إذا كانت كلفة الديزل لوحده تستنزف ( ٦٠ ٪؜ ) من إيراد الشاحنة !؟ هذا عدا عن كُلف الصيانة ، وتبديل الزيوت ، وأثمان الإطارات التي تكلِّف الآلاف ، وكلف التراخيص الباهظة ، والإستهلاك وغيره !؟

إتقوا الله في الوطن والمواطن ، إذا كان نهجكم يتوافق مع شرع الله ، وإذا كنتم تتقون الله فينا . وكل المؤشرات تؤكد أنكم لا تتقون الله حق تُقاتهِ ، إلا إستعراضاً ، وأنا واثق أنكم حتى عندما تضطرون لأداء الصلاة في مناسبة رسمية لا يمكنكم تجنبها ، أنكم تُصلّون دون وضوء ، وأقسم ان ذلك حصل أمامي وأنا شاهد على ذلك . فإذا أقدم بعضكم على الصلاة بدون وضوء ، فكيف تدخل الضياء الى قلوبكم المُعتمة !؟

ما قيمة الوطن بدون المواطن !؟ لا بل ماهو الوطن بدون مواطن !؟ أصلاً لا وجود ولا قيمة للوطن بدون المواطن . لا بل هل تنشأ أوطان بدون مواطنين !؟ الوطن بدون المواطن ليس اكثر من تراب و( عفار ) وصخور صَلِده ، كما قلوبكم التي تقسو وتتجبر ولا ترحم . الناس ( بتتقلى ) من الغلاء ، وأنتم ( تتفلون) وغارقون في النِعمْ . حسبنا الله وهو نِعم الوكيل فيكم .

Share This Article