الوطن يَهيمُ .. على وَجههِ

6 د للقراءة
6 د للقراءة
الوطن يَهيمُ .. على وَجههِ

صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه

أكاد أُجَنّْ . وأتمنى ان أبكي . لأن الدمعة تُخفف من لهيب القلب على وطني الحبيب الذي كان عزيزاً ، وأصبح كما الأسد الجريح . ما يحدث مؤسف ، ومؤلم ، ومدمر ، وكارثة . وطن ينهار ، حتى إختفت شمس النهار !؟

حكومتنا غير الرشيدة . حكومتنا المُختبئة . حكومتنا العنيدة . ما الذي دهاكِ !؟ وما الذي أخرسكِ!؟ صحيح اننا تعودنا منكِ على الصمت ، والإختباء ، والتحجج بالكسور ، والكورونا ، في أمورٍ وحوادث ، كانت كوارث أصابت الوطن . هل إحترفتِ الإختباء !؟ إذاً أين ذهبتِ الخُيلاء !؟ والعجرفة ، والعنطزة !؟ الكوارث العديدة التي أصابت الوطن خلال العامين السابقين كانت مؤلمة . لكن ما يمر به الوطن الآن يُشكل كارثة . ولا ينفع العناد ، والخُيلاء ، والعجرفة ، ولا تنفع لغة التحدي .

بحسبة بسيطة : لماذا لم تحسبوا كلفة أضرار الإضراب ، وتوقف النقل بكافة أنواعة وأشكالة !؟ وتعطل مصالح الوطن والمواطنين . لماذا لم تحسبوا ما ضاع على الخزينة من إيرادات خيالية خلال أيام الإضراب !؟ لماذا لم تقدروا كلفة الإستنفار الأمني بكافة أشكالة !؟ لماذا لم تحسبوا كلفة قنابل الغاز المسيل للدموع !؟ لماذا لم تحسبوا كلفة العصيان الذي وصل الى أغلب مناطق الوطن !؟ لماذا لم تحسبوا كلفة تراجع النشاط السياحي ، عندما يتم حجز السائحين في الباصات ، ويتم تكسيرها وهم يرتجفون خوفاً !؟ لماذا لم تحسبوا كلفة الأرضيات على البضائع التي تكدست في الموانيء !؟ لماذا لم تحسبوا ان هناك بضائع آنية الإستهلاك ، وسريعة العطب !؟ لماذا لم تحسبوا كلفة تأخير التحميل والتنزيل للسفن التي ستكلف الشركات الأردنية مبالغ طائلة كغرامات تأخير في التحميل والتنزيل ( Demurrage ) . لماذا لم تحسبوا كلفة تأخر التوريد للصادرات الأردنية ، وان هذا سينعكس سلباً على الصادرات الأردنية !؟ لماذا لم تحسبوا كلفة ما تم تدميره وتكسيره من بعض الرعاع !؟ لماذا لم تحسبوا كلفة إصلاح ما تم تدميره !؟ لماذا لم تحسبوا المبالغ التي خسرتها الموازنة خلال تلك الأيام !؟ إذا كان الناتج الإجمالي الوطني ( ٣٢ ) مليار دينار سنوياً ، فان خسارة الوطن من الإيرادات الوطنية تساوي ( ١,٢ ) مليار دينار في إسبوعين فقط ، وستتضاعف بسبب عدم وجود حلول في المدى المنظور . أيهما أفضل للوطن والمواطن : ان يتم دعم المحروقات بمبلغ ( ٥٥٠ ) مليون دينار ، وينشط الإقتصاد وتنعكس إيجاباً على الموازنة او ان يخسر الوطن ( ١,٢ ) مليار دينار في إسبوعين ، ويضاف اليها الخسائر والأضرار المذكورة أعلاه !؟

لماذا لم تحسبوا كلفة التأمين على السفن ، حيث سيتم تصنيف ميناء العقبة على انه منطقة غير مستقرة أمنياً ، مما يُضاعف أجور الشحن والتأمين على السفن !؟ لماذا لم تحسبوا ان هكذا وضع أمني ، قد ينزلق الى ما هو أسوأ !؟

يا رجل لماذا لم تقدم إستقالتك لتحتفظ بعنادك !؟ مع اننا لا نتوسم خيراً بمن يخلفك ، لأنك انت ومن سبقك ، ومن سيخلفك مثل ورق الشَدِّه ، نفس القياس ، ونفس الرسمات ، وتختلفون في (( السِحنه )) فقط .

يا رجل خلص ، ما عَرِق وجهك ، خجلاً !؟ يا رجل كل ما وصل اليه الوطن (( وما طق شرش الحيا عندك )) !؟ يا رجل حِلّْ عَنّا . كنت سفيراً فاشلاً ، وكل الذي عملته انك ( لخّمت ) طالباً أردنياً مبدعاً ( حتى عميت قماره ) لان جامعته طلبت منه كتاباً من السفارة بانه لا مانع لديها من ان يحصل على بعثة الماجستير والدكتوراه لتفوقه ، وأصابك الحسد والقهر لانك وددت تجيير البعثة لأحد أقاربك . وكنت وزيراً لأيام معدودة ولم تُنجز شيئاً ، وكانت خطوة ضرورية لتقفز للرئاسة ، مع أنك إحترفت عمل السكرتارية ، وانت تعرف انه ليس من صلاحيات السكرتير إتخاذ القرار . يا رجل خلص روح ، وحِلّ عنا ، وها قد حصلت على لقب صاحب دولة لتنعم بالمسمى والمزايا ، وستصبح عيناً تكريماً لك لتدميرك الوطن .

ليس من المعقول ان لا يوجد عاقلٌ في هذا البلد !؟ ليس من المعقول ان يُترك الوطن هائماً على وجهه!؟ شَرَرُ الشَرِ بدأ بإستشهاد العقيد / عبدالرزاق الدلابيح رحمه ربي وصبّر أهله . نُذُرِ الفوضى بدأت إرهاصاتها . الإقتصاد الذي أنهكتموه بسوء إدارتكم وفسادكم سينهار إذا إستمر الصمت ، والشلل ، وعدم القدرة على إجتراح الحلول .

وأختم ببعض أبيات من الشِعر :-

لا يرفع سعر الخيول ألا السباق / ولا يرفع قدر الرجال الا المواقف
وقال الشاعر الأردني المبدع / صيام المواجدة :-
إذا ما نام راعٍ عن قطيعٍ / أقام الذئب في الليل إحتفالا
وتغدو القاصيات من الرعايا / بِشَرْعَةِ ذئبها مُلكاً حلالا
فَقُل لرُعاتنا هلا أفقتم / فحتى الكلب قد سرق الغِلالا
فلا ندري أنِمتم أم زعمتم / بأن النومَ سُلطانٌ تَعالا .

Share This Article