الليث .. غادر العرين .. لجوار ربه .. الذي إتقاه

3 د للقراءة
3 د للقراءة
الليث .. غادر العرين .. لجوار ربه .. الذي إتقاه

صراحة نيوز – عوض ضيف الله الملاحمه

خَسِرت الساحة النضالية الأردنية والعربية ليثاً يصعُب تعويضه . إنتقل الى جوار ربه المناضل المهندس / ليث فرحان الشبيلات ، راضياً مرضيا .

لا معرفة شخصية بيننا ، مع أننا سكان نفس المنطقة ، التقيته مراتٍ محدوده . لكنني كنت ، وما زلت ، وسأبقى أحترم صِدقه في مواقفه الوطنية والقومية . كما أحترم مصداقيته ، ونزاهته ، ونضاله ، وإستشرافه للمخاطر التي تهدد الوطن .

لم يعد هناك ليثاً يزأر ، ولا رجلاً يَصهِل دون خوف ، بعد اليوم . أبو فرحان ، لم يكن مناضلاً عادياً . لقد كان مناضلاً صلباً ، شرساً ، قوياً ، مِقداماً ، لم يكن يخشى عند قول كلمة الحق لومة لائم ، ولا تَرصُّد مُترصِّد ، ولم يأبه بالسجن ، ولا بما كادوا له ، لا بل انه لم يأبه حتى بحكم الإعدام الذي صدر ضده لإخافتهِ وثنيهِ عن نهجه .

بعض الرجال ، لا يمكن تعويضهم . ويبقى مكانهم شاغراً ربما لعقودٍ من الزمن . بعض الرجال لا يُقهر ، ولا ترتعد فرائصه من الترصد ، ولا يعرف الخوف أبداً . بعض الرجال — كما الليث ليث — كلما إشتد الخطب ، وإدلهم الليل ، ونجح الكائدون بكيدهم ، كلما إزداد تمسكه بمبادئه .

ليث ، أيها الليث الذي غادر عرينه ، لجوار ربه الذي إتقاه ، وكان يخشاه ، حق خِشيته ، سيبقى مكانك خالياً ربما لعقودٍ طويله يا أبا فرحان . لقد كنت مناضلاً معارضاً صلباً صاحب رؤية ثاقبة لإعادة أمور الوطن الى نصابها . وكنت تكرر ، ودموعك الحرى على وجنتيك ، وأنت في حالة يأسٍ مُطبق ، وتختم حديثك وتقول : (( اللهم إني قد بلّغت .. اللهم فأشهد )) . نعم لقد بلّغت ، وأشهدتَ ، وناضلتَ ، وصبرتَ ، وعانيتَ ، حتى أنك إضطُررت للهجرةِ فهاجرت . نعم أيها الليث ، وضع الأردن كما تفضلت وقُلت في آخر تسجيلٍ صوتي لك (( راح الأردن )) ، نعم أبا فرحان ، الأردن راح ، وهو ذاهبٌ الى الهاوية بتسارعٍ شديد ، ولا أحد يعبأ . نم قرير العين أبا فرحان لقد أفنيتَ عُمرك في نضالك الوطني والقومي . وصحيح انه لم يُستجب لك ، لكنك نَصحتَ ، ووضحتَ ، ووعيّتَ ، وفَسرتَ ، وبلّغتَ وكل الشرفاء أمثالك شهود . الى جنان الخلد يا أبا فرحان ، يا إبن الطفيلة الأبية مُنجبة الرجال الأبطال المناضيلن الصابرين .

Share This Article