صراحة نيوز – كتب أ. د. خالد عطية السعودي
لعل من أكثر القضايا التي شغلتني على مدار فترة طويلة.. قضية التعليم، وقد بقي هذا الملف راكدا بسبب كثير من القيادات الساكنة التي توالت على حمله وإدارة المؤسسات الخاصة به.. إذْ وقفت الإنجازات عند تسيير الأعمال اليومية واتخاذ القرارت المستهلكة.. في غياب رؤية متكاملة ورسالة واضحة لمستقبل التعليم.. وعندما أقول التعليم أعني جناحيه (العام والعالي) فالتعليم ملف واحد والعمل على تجزئته، دعوة لتفريق دمه بين القبائل..!
باستلام أ. د. عزمي محافظة لهذا الملف بذراعية التعليم العام والتعليم العالي، أعاد لي الأمل بأن ثمة إرادة حقيقية في إصلاح التعليم، لا سيما وأن معالى أ. د. عزمي محافظة قد نجح نجاحا باهرا في رئاسة المركز الوطني لتطوير المناهج، وقدم جهدا استثنائيا في هذا المجال الأكثر أهمية وحساسية، فرسم سياسات عميقة تجاوزت إنتاج الكتب المدرسية والمصادر التعليمية، إلى بناء خطة إستراتيجية تقوم على بناء محتوى يتمركز على تنمية المهارات القابلة للتحويل والتفكير النقدي، ورقمنة المناهج، وتطوير الاختبارات، وبناء القدرات المؤسسية والبشرية للمركز، بالإضافة إلى إعادة تحديث نطام المركز ورسم عدد من المهام والصلاحيَّات الجديدة التي من شأنها تمكين هذه المؤسسة الوطنية من تحقيق الأهداف والغايات المرجوَّة من إنشائها.
وقد انعكست هذه الرؤية على تطور ملف التعليم، حيث يلاحظ أننا اليوم بدأنا نضع أيدينا على مكامن الخلل ومواطن التقصير..ففي جعبة المحافظة العديد من الاستراتيجيات المهمة التي ستطال الثانوية العامة، والمناهج والإشراف والتدريب، والتكنولوجيا، والتعليم المهني، والقيادات التربوية…
وما يقال عن التعليم العام، فإن تحولا آخر سيشهده التعليم العالي، إذ كثيرا ما تبنى معالي الوزير خيارًا مؤداه أن جودة نظام التعليم العالي في الأردن تشكّل أولوية بالنسبة للدولة…
الأيام القادمة – بإذن الله – ستحمل بشائر كثيرة.. دعواتنا أن يبارك الله الجهود ويأخذ بالأيادي الطيبة.. إنه سميع قريب مجيب الدعوات..