صراحة نيوز – اصدر الشيخ عبد الكريم سلامة الحويان بيانا ضمنه توضيحا لمداخلة له خلال لقاء مساء يوم أمس ضم العديد من الشخصيات الأردنية في منزل وزير الثقافة الأسبق الدكتور بركات عوجان تاليا نصه.
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۚ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ” الأعراف 89
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله حمد الشاكرين واستعين به سبحانه في كل أمر وحين، واعوذ بالله من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وادعو بدعاء أبينا ونبينا الكريم سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام: “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر”ِ البقرة 126.
أخاطب في بياني أهلي وعزوتي، قبائل الجنوب عامة وأهلنا في معان خاصة أهل الجردا، فأنتم عنوان الأصالة وملح البلاد واوتاده الصلبة المتجذرة والمجبولة بالعز والكرامة التي ما فتئت وما إنفكت يوما عن حماية مملكتنا الأردنية الهاشمية التي أحتضنت قيادتنا ومؤسس مملكتنا المغفور له بإذن الله الشريف عبد الله بن الحسين منذ وصوله رحمه الله عام 1920 الى ارض الحشد والرباط، وما زالت قبائل الجنوب العريقة وكافة القبائل الأردنية الأصيلة من شتى الأصول والمنابت يدا بيد وكتفا بكتف متلاحمة ومتعاضدة للحفاظ على أمن وإستقرار وطننا الأغلى والأعز وولاءها ملتصق بالقيادة الهاشمية الغراء .
فمن يشكك بقبائلنا الأردنية أو يمس بطرفها فهو عدو الأحرار الأوفياء لهذا الوطن الكريم.
أسرد هذه المقدمة لما تابعته من ردود أفعال على حديث ادليت به في منزل معالي د. بركات عوجان قبل يومين، كان جميع الحضور فيه داعمون لمطالب أخواننا المعتصمين الذين يعانون، ومعهم كافة الأردنيين، جراء إرتفاع أسعار المحروقات والفقر والبطالة والفساد التي وصلت إليها البلاد وأفقرت العباد، وأن هؤلاء المعتصمين يقفون بالنيابة عن كل المظلومين في بلادنا.
لقد تطرقت في مداخلتي إلى “فئة” محدودة جدا وصفتها “بالبعض” خرجت عن القانون وهي لا تنتمي إلى جموع المعتصمين الكرام او عشائرنا الغراء الذين لا يختلف على شرعية مطالبهم أحد، فاغتالت أبطالنا بدم بارد من شهداء الأمن العام نشامى الوطن وحاماة سياجه من خلال خلايا إرهاب نائمة، كما أنه وبحسب مقاطع فيديو إنتشرت في وسائل التواصل الإجتماعي أظهرت مجموعات معزولة لا علاقة لها بالحراك السلمي وإعتصام أصحاب الشاحنات الذي هو حق كفله الدستور، قاموا بتكسير عدد من المركبات وأعمال أخرى خارجة عن القانون، والمعتصمون من هؤلاء براء، براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
إن مداخلتي في منزل معالي بركات عوجان لا علاقة لها بعزوتي وسندي قبائل الجنوب وأهلها الكرام، وإنني أرفض كل من يحاول الربط بينها وإثارة المجتمع عليها، مستغلا حالة “الإنفلات” في وسائل التواصل الإجتماعي لدى البعض التي تجاوزت القيم والأخلاق والدين والعادات والتقاليد والتي يحاسب عليها القانون وهو حق مكفول للجميع.
وأخاطب هنا أهل الحكمة والرأي، وهم كثر، في جنوب الخير والكرم والجود، فأنتم جامعات ومدارس في القيم والعادات والتقاليد، فعشيرة الحويان وعشائر الأردن قاطبة يد واحدة وكلمة ورأي واحد ضد الظلم وإرتفاع الأسعار والفساد ولكنها في ذات الوقت على قلب رجل واحد في الدفاع عن سلامة وأمن وطننا والوقوف خلف قيادتنا.
وفي الختام أقول أن هذا الحدث والموقف الذي تعرضت له يؤكد ما تضمنه الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) رواه البخاري
اللهم إغفر لنا واعفوا عنا وجنبنا الزلات والفتن ما ظهر منها وما بطن
أخوكم
عبد الكريم سلامة الحويان