كريشان وجبهتنا الداخلية

3 د للقراءة
3 د للقراءة
كريشان وجبهتنا الداخلية

صراحة نيوز  – بقلم د. مازن منصور كريشان

صباح الامس الثلاثاء الموافق ٣ ك ٢ اقتحم وزير الامن الاسرائيلي المتطرف  ايتمار بن غفير المسجد الاقصى تحت حراسة مشدده من الشرطة الاسرائيلية.
التعليق.

  لهذا الاقتحام اكثر من دلالة واكثر من زاوية للنظر الى الابعاد السياسية من ورائه وانا انظر اليه من زاويتين :
الزاوية الاولى معنوية.
  خلال العام المنصرم ٢٠٢٢ وصلت معنويات الاسرائيليين الى الحضيض بسبب العمليات الفدائية الفلسطينية الموجعة المؤلمة التي قامت بها مجموعة (عرين الاسود ) او كتائب نابلس وجنين وطول كرم او  ما يطلق عليه (الذئاب المنفردة) ضد اهداف عسكرية وامنية اسرائيلية موقعة خسائر في الارواح والمعدات من ناحية.

ومن ناحية اخرى وحسب ماذكرته( وسائل الاعلام الاسرائيلية)  قيام هذه الذئاب المنفردة باقتحام قواعد عسكرية اسرائيلية والاستيلاء على اسلحة وذخائر  من مستودعات اسلحتها مثال ذاك :
— اقتحام قاعدة زنوفر في الجولان والاستيلاء على( ٧٠ الف طلقه) و(٧٠ قنبله يدوية).
— اقتحام قاعدة جفعات جنوب فلسطين والاستيلاء من مستودعتها على( ٣٠ الف طلقه).
اضافة الى محاولة الاجهزة الامنية الاسرائيلية احباط العشرات من عمليات تهريب الاسلحة عبر الحدود دون جدوى تذكر فاحبط القليل وهرب الكثير .
هذه العمليات ضربت منظومة الامن الاسرائيلي من جذورها وكشفت سرقة الاسلحة عن خيانات وضعف الولاء والانتماء  لدى بعض منتسبي الجيش الاسرائيلي الذين مهدوا الطريق للاستيلاء على هذه الاسلحة والذخائر جبنا او للحاجة المادية.
ونظرا للوضع الامني المتردي في فلسطين المحتلة شهدت المطارات الاسرائيلية هروبا لمجموعات كبيره من الاسرائيليين.
امام هذا الوضع المعنوي المتردي كان لا بد من انتخاب حكومة يمينية متطرفة برئاسة نتنياهو اولا ومن ثم قيام هذه الحكومة بعدة اجراءات صارمة لرفع معنويات الاسرائيليين ثانيا :
حيث قامت بحملة اعتقالات واسعة للشباب الفلسطيني في مدن الضفة الغربية وبعدها اقتحام مدينة نابلس بحثا عن مجوعات عرين الاسود وبعدها قصف مواقع عسكرية في مدينة دمشق ادعت انها لحزب الله ثم جاء اقتحام المسجد الاقصى متجاهلة تهديدات حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية .
الزاوية الثانية تصعيدية.
حكومة نتنياهو تخطط لتأزيم وتصعيد الوضع الامني في الضفة الغربية وتدفع الفلسطينيين الى انتفاضة مسلحة تمهيدا لتنفيذ صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية وضرب عمقها الاستراتيجي الاردني بعد ان اجهض من قبل العمق الاستراتيجي العربي دوليا.
نعتقد ايمانيا واستنادا الى وصف القرآن الكريم للمرحلة الاخيرة من الصراع العربي الاسلامي الاسرائيلي انه اقترب الوعد الحق بزوال هذا الكيان الهزيل معنويا مهما ملك من القوة المادية.
هذا لا يعني باي شكل من الاشكال ان لا نعمل ليل نهار على تقوية جبهتنا الداخلية ونزع فتيل ازماتنا .
اللهم نصرك الذي وعدت.

Share This Article