أخر الرجال الرجال ….!

3 د للقراءة
3 د للقراءة
أخر الرجال الرجال ....!

 

صراحة ينوز – كتب ماجد القرعان

شاركت اليوم الجمعة مع حشود المواطنين الذين خفوا من كافة بلدات ومدن المملكة لتقديم واجب العزاء في مدينة الحسين للشباب بوفاة فقيد الوطن المغفور له الدكتور عبد السلام المجالي رحمة الله واسكنه فسيح جناته .

وليعذرني أبناء المرحوم والأعزاء والأصدقاء ابناء عشيرة المجالي التي نعتز بها لعدم تمكني من حضور مراسم التشييع لكنني تابعت تلفزيونا الحشد الكبير الذي حضر لوداع الفقيد .

وهذا الحضور الكبير للأردنيين سواء للمشاركة في تشييع الجثمان أو تقديم واجب العزاء وما غصت به منصات التواصل الاجتماعي من منشورات تستذكر مواقف المرحوم وترثيه بأطيب العبارات انما يدل على المكانة التي يحظى بها وهي مكانة أصبحت نادرة في عصرنا الحالي يحظى بها فقط من تركوا الأثر الطيب وهو ما كان للفقيد الكبير الذي كان يعي ان مصير الكرسي إلى زوال وأن الناس لا يعلق في ذاكرتم سوى السمعة الحسنة والعمل النافع .

لقد ترك الفقيد إرثا كبيرا من الإنجازات التي تدل على صدق مواطنته والتي تحققت للأردن بفضل بعد نظره ورؤيته للمستقبل وعدم ارتجاف يده من اتخاذ القرارات بعد ان يكون قد تأكد من سلميتها وهو ما عُرف عنه حرصه على مشاورة أصحاب الاختصاص حيث لم يُسجل عليه في كافة المواقع التي تولاها ومن ضمنها ” وزيرا للصحة وشؤون رئاسة الوزراء في الحكومة الأولى للشهيد وصفي التل” انه من اصحاب قرارات الفزعة أو الخوف والتردد وهو ما جعله قريبا جدا من الملك الباني الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه والذي كلفه بتشكيل حكومته الأولى بين عامي 1993 و1995.

والحديث يطول عن الإنجازات التي كان وراء تحقيقها وتطورها خلال خمسة عقود أمضاها في العمل العام متنقلا بين الطب والجيش والتعليم الجامعي والعمل السياسي وصولا إلى رئاسة الوزراء فشواهدها ماثلة وملموسة لكن الأهم أيضا في شخصية الفقيد الذي امتاز بها من وضوح وشفافية وحسن الملقى وحسه الإنساني وانفتاحه على الجميع والذي بتقديري ” مجازا” أنه آخر الرجال الرجال الذين أسهموا في مسيرة الوطن .

رحم الله أبا سامر الذي قدم للوطن ما استطاع من انجازات ومواقف سيذكرها التاريخ فقد انتقل إلى الرفيق الأعلى راضيا مرضيا تاركا السيرة العطرة التي يتوجب أن يتصف فيها كل إنسان حر شريف .

 

Share This Article