يا قدس ويا جنين ..العرب (مش سائلين)

4 د للقراءة
4 د للقراءة
يا قدس ويا جنين ..العرب (مش سائلين)

صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه

فلسطينيو الداخل ، أيها الأشاوس ، ( قَلّعوا شوككم بأيديكم ) . قلتها لكم منذ سنوات . أنتم لوحدكم ، وياليت تترككم الأنظمة العربية لوحدكم ، لأنكم قادرون على توجيه ضربات موجعة للعدو الصهيوني المُحتل — لأن الأنظمة العربية تتسابق لإظهار أيها أكثر عمالة للعدو — يا ليتها إلتزمت الحياد ، لكنها أصبحت عِبئاً عليكم ، وعائقاً لنضالكم . أمّا سُلطة العمالة والخيانة فقد إنصهروا مع العدو ، ويخدمون العدو أكثر من أشد حكوماته تطرفاً .

شجاعتكم ، وجسارتكم ، وإستعدادكم للثأر تعجز عنه دول . فقبل ان تجف دماء شهداء جنين ، جاء ردكم مزلزلاً ، ومُرعباً للعدو ، فبطل واحد من أبطالكم الشجعان ، قتل وجرح عدداً مقارباً لما قام به جيش العدو الجرار المدجج بأعتى ، وأحدث الأسلحة فتكاً وقتلاً . جسارة ، وشجاعة بطل من أبطالكم الأشاوس حَوّل عزاء جنين الى فرح .

وعلينا ان لا ننسى تأثير هذه العمليات البطولية على سكان الكيان الذين يسكنهم الرعب أصلاً ، وحتى كبار قادتهم يتشككون بإستمرار الكيان . كرروا عملياتكم البطولية حتى يترسخ تشككهم بإستمرار الكيان وجودياً . لا ترحموا العدو ، ولا تتركوه يرتاح ، إضربوه في كل مكان تصله أياديكم الطاهرة . أكثِروا من تلويث تراب فلسطين الطهور بدماء هؤلاء الخنازير ، فالطهر عادة يسبقه تلوث وفَقْدٌ للطهارة . أرعِبوهم ليقتنع صغارهم وكبارهم بأن جذوة نضالكم لن تنطفيء ، وان مراهنتهم على نسيانكم لقضيتكم محض هُراء . خيِّبوا ظنهم بقدرتهم على التنبوء بمستقبلهم وإستمرارية كيانهم . اقتلوهم حيث ثَقِفتموهم لتزداد الهجرة المعاكسة ، ليعودوا خائبين ، مهزومين الى ديارهم الأصلية .

يا فلسطينيي الداخل ، لا تتأملوا عوناً من العرب أبداً . فأملكم هذا ليس أكثر من سراب ، ومضيعة للوقت ، وتأخيراً للتحرير . نصيحة من مواطن عربي تسكنه قضيتكم ، لكنه يعجز عن تقديم أية مساندة — كما كل الشعوب العربية التي تقف بجانبكم ، لكنهم عاجزون — وليس بيدي ، ولا بايدي كل العرب أكثر من توظيف أقلام الشرفاء منهم ، او المشاركة في مسيرة ، او الإكتفاء بالتأييد او الذهاب الى أضعف الإيمان المتمثل بتأييدكم قلبياً . أيها الأبطال حان الوقت لتنتهجوا آليه الإنكفاء والإعتماد على الذات ، والتأكد بأن الأشواك التي تملأ مسيرتكم النضالية لا سبيل لإقتلاعها وإزالتها الّا بأياديكم الطاهره . وكان الله في عونكم ، وسدد ربي ضربكم للعدو في أي مكان تتمكنون من الوصول اليه .

أيها البواسل ، لا تركنوا على ما يُطرح من حلول ، وخاصة حلّ الدولتين . هذا الطرح ليس أكثر من تخدير ، إن لم يكن تمييعاً للقضية ، تمهيداً لضياعها . فحلُّ الدولتين غير قابل للتطبيق مُطلقاً ، ويستحيل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة كحدٍ ادنى ، الا اذا كانت الخطة المستترة تتمثل في إعلان الدولة الفلسطينية شكلياً لسويعات محدودة ، يعقبها إعلان إتحاد فيديرالي او كونفيدرالي مع الأردن ، وفي هذا يكمن إنهاء القضية ، وضياع الأردن .

أيها الأبطال ، حتى بطولاتكم وتضحياتكم متفردة ، متى وأين حصل ان يستشهد ( ٣ ) ثلاثة أشقاء في يومٍ واحدٍ ، ووالدهم في سجون الإحتلال . لله دركم في تفردكم وسخاء عطائكم لقضيتكم . أيها الشهيد البطل / خيري علقم ، لك من إسمك نصيب ، فإستشهادك كان خيراً على القضية ، وعلقماً على الصهاينة .

ويشرفني ان أختم ، بإقتباس كلمات نشرها رفيق العمر ، صاحب الفكر العروبي الأبي ، ورجل المسيرة المُشرِّفة شيخ المهندسين المهندس / ياسين محمد الطراونة حيث سطّر بقلمه النبيل كما شخصه ، وقال : [[ أقسى السجون تلك التي لا أبواب ولا جدران لها ، وأفضل العمليات ضد العدو تلك التي لا راعي خلفها . والشهداء هم من يَدْعُون لنا ، ولا حاجة لندعو لهم ، لأنهم أشرف خلقِ الله ]] .

Share This Article