صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
تنادت مجموعة من الشخصيات العربية ، عروبية النهج والفكر ، للقيام بجهد إيجابي لوقف ما تمر به أقطار الأمة العربية من إنحدار ، وإقتتال دمّر الأقطار ، وأنهك الشعوب ، وركز التخلف ، والفقر ، والجوع ، والبطالة ، هذا بالإضافة لما ينتج عن الإقتتال من دمار ، وسفك دماء ، وزيادة أعداد الأرامل ، والأيتام ، وتشويه صورة العرب أمام العالم ، ونعت العرب بأقذر الألفاظ . مع ان العرب كشعوب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وهم لم يصنعوها ، ولم يخططوا لها ، لكن الأنظمة العربية هي التي توقد نيرانها .
قامت هذه المجموعة عروبية الإنتماء بتأسيس مجموعة السلام العربي ، وأرى أنها أقرب للحركة تسمية ، كما أرى من الضرورة لإزالة الشُبهة عنها ، بأن تُسمى حركة السلام العربي العربي ، حتى لا يُفهم انها تنشد السلام مع العدو الصهيوني . كما يؤلمني عدم مناسبة ما شاب الترخيص من تحجيم للدور العظيم المأمول من هذه المجموعة الخيّرة بشخوصها وأهدافها . وأُسجل شكري وفخري بوطني الحبيب الأردن لأنه هو البلد العربي الوحيد الذي وافق على منحها التراخيص اللازمة لممارسة نشاطها .
بوم السبت الموافق ٢٠٢٣/١/٢٨ ، شهدت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة ، بيتنا العروبي ، الثقافي ، الدافيء ، المنفتح على الآخر ، الذي محوره وإطاره التفكير الإيجابي ، شهدت يوماً بهيجاً حافلاً ، بإستضافة ثُلة عروبية مميزة تتمثل في رئيس وأعضاء الهيئة التنفيذية لمجموعة السلام العربي بحضور رئيسها فخامة رئيس الجمهورية اليمنية السابق فخامة / علي ناصر محمد ، للحديث عن الحالة العربية ودور مجموعة السلام العربي .
وبالنسبة لي شخصياً ، فإنني أعشق أي عملٍ تكون العروبة محوره ، وهدفه ، وغايته . ومن هذا المنطلق ، تشرفت بأن يكون لي كلمة كمداخلة هدفت منها الإستيضاح الذي يعزز الإرتياح ، والإطمئنان ، دون ان يكتنفه التشكيك بالأهداف — لا سمح الله — ولكن الخوف من فشل أي جهد عروبي . وهنا سوف أوجز ما طرحته أثناء مداخلتي : بداية أرى انه ما دامت المجموعة تبحث عن السلام العربي العربي ، فلا بد ان يكون هناك صراعات تستدعي السعي للسلام . وقناعتي الأكيدة انه لا توجد صراعات بين الشعوب العربية — بإستثناء المجموعات التي تدور في فلك الأنظمة العربية — وأن الصراعات تنحصر بين الأنظمة العربية ، عندها لا بد ان تختلف آلية المجموعة لتحقيق أهدافها النبيلة . لأن هذه الأنظمة لم تأتِ بالخير للأمة العربية ، منذ مجيئها بعد تحرير الأوطان ، وتحرر الشعوب من الإستعمار .
وأضفت :- بأنني أرى ان الصراعات بين الأنظمة لها ثلاثة مُسببات هي :- ١ )) الموروث الإستعماري ، حيث ترك الإستعمار بؤر إشتعال داخل كل قطر ، وبؤر إشتعال بين الأقطار العربية كالحدود وغيرها . وأرى ان الإستعمار ربما نسي بؤر الإشتعال تلك ، لكن الأنظمة إشتغلت عليها ، وزادت عليها الكثير ، سواء على المستويات الداخلية ، او على مستوى العلاقات بين الأقطار . ٢ )) ومن أسباب الصراعات ، صراعات الأنظمة بين بعضها ، في تسابقها ، وتناحرها فيمن يكون الأكثر عمالة وإنصياعاً للغرب ، ليحظى بحظوة أكثر من غيره . وسبب إنصياع تلك الأنظمة للغرب ، أن للغرب الفضل في وصولهم الى قيادة تلك الأقطار ، والأهم أن الغرب هو سبب إستمرار تلك الأنظمة وبقائها ، لذلك يهددهم الغرب بضياع كراسيهم فيما لو رفع عنهم الحماية والرعاية . ٣ )) والنوع الثالث من الصراعات بين الأنظمة سببها تنفيذ الأنظمة لأجندات الغرب لإستمرار الصراعات ، وصناعة المؤمرات لتهديد الأنظمة لبعضها . ويهدف الغرب من ذلك وجود مبررات لإستمرار هيمنتهم وضمان إنقياد تلك الأنظمة وتبعيتها لهم .
إستناداً لما سبق ، أرى أنه لا ضير في ان توجه مجموعة السلام العربي جزءاً من جهودها التوعوية للشعوب العربية لترسيخ مفهوم السلام بين الأجيال . لكنني أرى ان مهمتهم الرئيسية تنحصر مع الأنظمة لإشاعة السلام بينها . راجياً من المجموعة التوضيح لنا كمواطنين عرب عن الآليات ، والأدوات التي تمتلكها المجموعة للتأثير على تلك الأنظمة ، والحصول على إستجابتها ، وتجاوبها مع تلك الجهود نبيلة الهدف . كما أرى ضرورة توجيه الجهود لمن يسيرون في فلك الأنظمة بحثاً عن المكاسب الشخصية ، لعل جهودكم تؤدي الى ثنيهم عن الإستمرار في مسايرة الأنظمة وإستخدامهم كأدوات لتسويق أجنداتها غير الوطنية ، وغير القومية .
متمنياً من كل قلبي التوفيق لمجموعة السلام العربي العربي ممثلة برئيسها فخامة الرئيس اليمني السابق / علي ناصر محمد ، وكافة أعضاء هيئتها التنفيذية التي تضم شخصيات عربية مرموقة ، عروبية النهج والفكر .