صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
الأصدقاء ، رفاق العمر ، يغادرون بصمت ، وبتسارع كما تتساقط أوراق الخريف ، لأننا في خريف العمر ، يغادروننا دون ضجيج . كم تجرعتَ يا قلبي من ويلات ، وحسرات على فُقدان رفاق العمر . ها هو صديقي ، وقريبي ، وإبن خالي ، ورفيق الطفولة والصبا والشباب ، وزميل الدراسة في مدرسة الكرك الثانوية ، وزميل السكن في الكرك الحبيبة ، وزميل الدراسة في جامعة بغداد ، ها قد غادرنا من دنيا الفناء ، الى عالم الخلود إبن الخال / محمد عبدالمجيد حسن العقول الضمور ( أبو جاسم ) . الغالي ابو جاسم .. قرار مغادرتك حاسِمٌ لا رجعة فيه . محمد .. فِراقك آلمني ، وأوجعني . خبر وفاتك ثقيل ، ذاكرتي مرتبكة ، وأُعاني من شرود . يا وجع قلبي عليك يا محمد .
هل أبكيك ، أم أرثيك يا محمد !؟ حتى شفاهي ترتجف وأنا أرثيك يا غالي . أبكيك يا غالي وأنا أنعيك . تموج الأحرف بين عيوني ، فتختفي وتظهر . لله دَرُّك كم كُنت رجُلاً . عرفتك نَمِراً متوثباً ، وأسداً هصوراً . عرفتك رجلاً مِقداماً جسوراً . كنت مُحافظاً في وزارة الداخلية ، ومحافِظاً على قيمك النبيلة . أيها الليث الذي لا يَهاب ، أيها الرفيق الوفي ، يا زينة الرجال يا محمد . كم بيننا من قصص وحكايات !؟ وكم بيننا من روايات وأسرار !؟ وكم تعرضنا لمواقف يشيب لها الوِلدان .
حبيبي محمد ، إرقد بسلام ، بجوار ربٍّ رحيم ، أرحم بك مني ومن كل أهلك وذويك وأصدقاؤك الكُثر . في جنان الخُلد يا غالي . محمد حبيبي لو تكرمت يا غالي سلِّم على كل الغاليين الذين سبقوك . محمد سلِّم على والدك خالي الشيخ الجليل / عبدالمجيد ، سلِّم على خالي الشيخ الجليل / عبدالحليم ، سلِّم على جدتي / ختمه التي كنّا نشاركها فراشها أنا وأنت في طفولتنا ، سلِّم على الدكتور / خالد محمد عابد الضمور ، وعلى / محمود عبدالرحمن الملاحمه ، وعلى المهندس / عايد عوده العضايله ، وعلى الدكتور / عبدالوهاب عوده الطراونة ، وسلّم على شريكنا في السكن في الكرك المرحوم المحامي الأستاذ / عوني بدير .. وسلّم .. وسلِّم ، هُم كُثر يا محمد ، يصعب عليّ تذكُّرِهم ، وسرد أسمائهم .
محمد يا غالي ، يا رفيق الطفولة والصِبا والدراسة والعمر كله في أمان الله .. في أمان الله أغاتي .. وداعاً .. لا لقاء بعده في الدنيا ، والى لقاء في عالَمٍ أنت فيه ، وأنا أعجز عن توصيفه . محمد ، إسمح لي ان أُقدم خالص العزاء الى أبنائك وكافة أفراد عائلتك الصغيرة والى أشقائك وشقيقاتك والى قبيلة الضمور ، خوالي مصدر فخري وإعتزازي . في جِنان الخُلد بإذن ربٍّ غفورٍ رحيم . محمد هَوِّن عليك فشفيعك سَمِّيُكْ .
