الوطنية _ رجولة

4 د للقراءة
4 د للقراءة
الوطنية _ رجولة

صراحة نيوز  – بقلم  أحمد البدادوة

شخصيا -و هذا قلته مراراً- لو اجتمع كل سكان الأردن مجازا و طلبو مني أن أتحمل مسؤولية رئاسة الديوان الملكي لرفضت رفضا قاطعا .

فتحمل السيد يوسف العيسوي لمسؤولية رئاسة الديوان الملكي الهاشمي يبدو لي أمرا صعب ، لأسباب اهمها ، أن الديوان الملكي يمثل امر سياسي واجتماعي وسياق صعب اشبه بمقياس اللسانيات احد مقاسات علم الاجتماع الذي رغم تدريسه في الجامعات على يد اساتذة اكفاء الا انه استعصى على الكثير ،  حتى على طلاب العلم والسياسة بما فيها من حقيقة وليس ادعاء ،
فهذا الشخص وهو يوسف العيسوي استطاع الاقتراب لأصعب عملية من خلال رئاسه الديوان الملكي وهي غلق الباب الذي دخل منه أليأس لكثير من القطاعات المحلية عندما اوكل اليه مهمة حساسة ودقيقة كرئاسة الديوان ، وهذا ما عجز عنه وبكل صراحة كثير ممن تمتعو بهذا  الموقع الحساس من قبله ، وما عجز عنه سياسيين ووطنيين وخبراء اجتماع واعلاميين من غلقهم لهذا الباب ، فكانت قدرته على اغلاقه مقدمة  لغلق الباب الضيق واستبداله بالسعة الحقيقية له .

   وفي كثير من مقالاتي ورسائلي المختصرة  نبهت -أمام إستغراب كثيرين – النشطاء والمعارضين إلى تجنب إستهداف السيد العيسوي ما لم يصدر عنه ما يستوجب الرد .
لم يتم الإنصات لهذا التنبيه و كان كما رأيتم على منصات التواصل فتح هذه الجبهة و هو ما استغله العيسوي بنجاح ليقلبه على رؤوسهم بضبطه للبوصلة فمالت ديبلوماسيته في جميع الأوقات لمنع الناس من الرجوع للوراء او الالتفات إلى تلك الاصوات وادرك الشعب انه لا بد من تكذيبهم ورفض اي تشكيك او افتراء على الديوان الملكي او لرئيسه يوسف العيسوي .
ربما يفهم البعض كلامي هذا فهما خاطئا ، أما المعنى فواضح جدا ، فهو خارج موضع المدح والأطراء .
فعلاقة يوسف حسن العيسوي بالعسكرية والديوان الملكي لسنوات طوال كان لها اثرها لتصبح عوامل واحداث جعلت منه وطنيا متأصلا ومتمسكا بعقيدته الاسلامية متاثرا بالمعنى والمقام والأصل والجوهر من المنارات الهاشمية التي كان قريبا منها والتي ارشدتنا للحرية والشجاعه والاقدام حتى اصبحت مدرسة للعطاء والإخلاص والتضحيات .
ومع هذا كله فان مسالة رئاسة الديوان الملكي ليس كما يظنه البعض بما يتعلق بالمنصب او  الكرسي ، وانما بتشخيص النظريات حسب خصوصية التعددية في كل منطقة بهذا البلد وتطور الأوضاع وتحديثها عما كانت عليه سابقا ،
الاستطراد في كلامي هنا حتى نفهم ما معنى صياغة مهام هذه المؤسسة الحساسة والدقيقة وهي” الديوان الملكي ” مع الحيثيات والمعطيات اللازمة لها ضمن نظام اقتصادي وسياسي وعلاقات خارجية وتعددية وتراث حضاري في المملكة وهو ما يشكل مفهوم الديوان الملكي بشكل عام .
لذلك كانت المهمة الأصعب لرئيس الديوان الملكي حتى نفهم هذه النقطة ونعود الى التاريخ القريب للديوان  لنجد قدرة الشخص الذي يكلف برئاسته تتلخص  بتطبيق نقل مفهوم الديوان ورسالته من حيز الوعي إلى حيز التطبيق والممارسات الحياتية ، وهي عملية صعبة للغاية ، وهو ما استطاع السيد  يوسف العيسوي ان ينجح به بكل دقة وكفاءة ، فأصبحت الإشارة إليه  إشارة إلى مسؤولين فعليين مستعدون لأعمال وواجبات بعيدة المدى والذين لديهم القدرة ويرون اوطانهم افضل من شخصهم  واكبر منهم مهما تغيرت الظروف .
لهذا عندما نتكلم او نشير نتكلم ونشير عن ديبلوماسية ناجحة وقدرة بفتح نوافذ منها ياتي الحل ، ليس فقط كلام نقوله او نردده كلما اردنا ان نكتب ، فنحن نتكلم عن اطار فكري يجد الاخرين به نتيجة دائمة ، نتكلم  عن مفاهيم التأصيل  والشفافية والشجاعة والانضباط النفسي ، نتكلم عن معنى الوطنية ونقول
نعم .. الوطنية _ رجولة

Share This Article