الكيان .. يتشظى .. وسينهار

6 د للقراءة
6 د للقراءة
الكيان .. يتشظى .. وسينهار

صراحة نيوز – عوض ضيف الله الملاحمه

كُلُّ إحتلالٍ الى زوال . وكل مُتغطرسٍ له يوم ، لترتد عليه أفعاله . وكل العملاء الخونة سينكشفون ، وسيحاسَبون حساباً عسيراً . وكل نِضال سيطال المنال . وكل شهيد يرتقى هو بمثابة وعيد للمحتل وعملائه ، ونهاية سعيدة لصبر المناضلين . وأرض فلسطين ستلفظ المحتلين والخونة . كم إحتلال أصابها وزال !؟ ولماذ سُمي شعبها بالجبارين !؟ وأين وعد ربّ العالمين !؟

كَتبتُ عشرات المقالات المُدعّمة بأدلة ، والمستندة لأقوال وقناعات كبار قيادات الكيان من سياسيين ، وعسكريين ، وأمنيين ، وكُتاب ، وصحفيين ، ومفكرين ، ومؤرخين ، ونقلت أقوالهم التي يعبرون فيها عن إحباطهم ، وتشاؤمهم من إستمرار الكيان ، وأنهم يفكرون بالهجرة المعاكسة .

الكيان ، المُحتل ، الغاصب ، الطاريء يتفكك ، وسينهار من الداخل . فعناصر الإختلاف التي تصل حتى التنافر ، ورفض التعايش بين سكانه أكثر من أن تُحصى . وقاسمهم المشترك الوحيد يتمثل في حلم كيانهم الزائف .

إقرأوا بِدِقة ، كُلّ كلمة مما كتبه الكاتب الصهيوني الشهير / آري شبيت ، في صحيفة هآرتس الصهيونية ، عن وضع الكيان الداخلي وتفكك جبهته الداخلية ، سأنتقي بعض العبارات وأسردها نصاً دون أي تغيير ، او تعديلٍ ، أو إضافة بالمطلق :— [[ يبدو أننا إجتزنا نقطة اللاعودة ، ولم يعد بإمكان إسرائيل إنهاء الإحتلال ، ووقف الإستيطان ، وتحقيق السلام ، ويبدو انه لم يعد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الناس في هذه الدولة . إذا كان الوضع كذلك ، فإنه لا طعم للعيش في هذه البلاد ، وليس هناك طعم للكتابة في هآرتس ، ولا طعم لقراءة هآرتس . يجب فعل ما إقترحه ( روغل ألفر ) قبل عامين ، وهو مغادرة البلاد . إذا كانت الإسرائيلية واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية ، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي لدى كل مواطن إسرائيلي ، ليس فقط بالمعنى التقني ، بل بالمعنى النفسي أيضاً ، فقد إنتهى الأمر . يجب توديع الأصدقاء والإنتقال الى سان فرانسيسكو ، او برلين، او باريس . من هناك ، من بلاد القومية المتطرفة الألمانية الجديدة ، او بلاد القومية المتطرفة الأمريكية الجديدة ، يجب النظر بهدوء ومشاهدة دولة اسرائيل وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة . يجب ان نخطو ثلاث خطوات الى الوراء لنشاهد الدولة اليهودية الديموقراطية وهي تغرق . القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها ، هم الإسرائيليون أنفسهم ، وذلك بإبتداع لغة سياسية جديدة ، تعترف بالواقع ، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض . وأحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا ، وعدم الموت . الإسرائيليون ، منذ ان جاءوا الى فلسطين ، يدركون أنهم حصيلة كذبة ، إبتدعتها الحركة الصهيونية ، إستخدمت خلالها كل المَكر في الشخصية اليهودية ، عبر التاريخ . ومن خلال إستغلال ما سُمي المحرقة على يد هتلر ( الهولوكوست ) ، وتضخيمها ، إستطاعت الحركة الصهيونية ان تُقنع العالم بأن فلسطين هي أرض الميعاد ، وأن الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى . وهكذا تحول الذئب الى حَمَل ، يرضع من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين ، والأوروبيين ، حتى بات وحشاً نووياً . فقد أكد علماء آثار غربيون ويهود ، من أشهرهم ( إسرائيل فلنتشتاين ) من جامعة تل أبيب ، أن الهيكل أيضاً كذبة ، وقصة خرافية ليس لها وجود . كما أكدت ذلك عالِمة الآثار البريطانية ( كاتلين كابيونس ) التي طُردت من القدس لأنها فَضحت الأساطير الإسرائيلية . لعنة الكذب هي التي تلاحق الإسرائيليين ، ويوماً بعد يوم ، تصفعهم على وجوههم ، بشكل سكين بيد مقدسي ، وخليلي ، ونابلسي ، او بحجر جمّاعيني ، او سائق حافلة من يافا ، وحيفا ، وعكا . يُدرك الإسرائيليون ان لا مستقبل لهم في فلسطين ، فهي ليست أرض بلا شعب كما كذبوا ]] . إنتهى الإقتباس .

ها هو ربما الشاهد الألف من عُتاة الفكر الصهيوني ، يعترف أخيراً ، بأن كل الكيان كذبة ، وان الهيكل كذبة ، وان المحرقة كذبة ، وان الوطن الموعود كذبة ، وأن فلسطين أرض بلا شعب كذبة ، وان الإحتلال كذبة كبرى . وان الحقيقة الوحيدة هي عروبة فلسطين .

العدو مهزوم داخلياً ، وخارجياً ، وعلى الأرض ، ومُفكك ومُتنافر ، ومُتناحر مجتمعياً . لِتتعض الأنظمة العربية وزبانيتها ، ان لا يكونون صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم ، لا بل إن الكثير من الصهاينة بدأوا يُحكِّمون ضمائرهم ، ويتنكرون لكل كذبات الصهيونية العالمية ، ويفضحونها . لِتسمع الأنظمة العربية ، وتَعي ، ولِتستوعب ، ولِتفهم ، ان هذا الكلام يصدر عن أشهر الكتاب الصهاينة .

الغريب ان الأنظمة العربية لم تتعض من رفض الشعوب العربية لأي نوعٍ من أنواع التطبيع . أنظمتنا العربية ينطبق عليها المثل القائل : (( مثل اللي راح يحج والناس راجعة )) ، أي في الوقت الذي يتفكك فيه الكيان ، ويتصدع ، وأصبح قاب قوسين او أدنى من الإنهيار ، وكبار قادته ، ومفكرية ، وعسكريية ، وأمنييه بدأوا يكشفون كذبات الكيان ، ويدعون للهجرة المعاكسة ، بدأت الأنظمة العربية تتقاطر وتتقرب من الكيان ، ربما لتعيد اليه الحياة معتقدين أنهم يمكن ان يطيلوا عمره القصير باذن الله .

وأختم : الإحتلال يتشظى . الإحتلال الى زوال حتمي ، بإعتراف مفكريه ، وقيادييه ، وما هي الا مسألة وقتٍ ، لا أكثر . نعم الإحتلال الى زوال إن لم نتآمر نحن العرب على أنفسنا .

Share This Article