صراحة نيوز – كتب عوض ضيف الله الملاحمه
لبّيك يا أقصى ، سنذهب لِلّحَدِّ الأقصى في نِضالِنا وتَضحِياتنا من أجلِك يا أقصى . يا مَسرى رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم . يا قِبلتنا الأولى . يا مَهبط البُراق ، ومُصلى رُسُلِ الله وأنبيائه سنُضحي من أجلك ، ونتجاهل أصحاب النفاق . أنت الكرامة ، أنت العِزة . هذا لِسان حال المقدسيين الأبطال الشجعان ، وليس لِسان حالنا نحن المتخاذلين .
للهِ دَرُّكُمْ ، تفردتم في بطولاتكم ، ومقاومتكم ، لِأعتى عدو ، وأشرس مُحتل . الذي يبدو ان نهجه الإحتلالي الإستيطاني قد إختل ، مُعتقداً خطأً بأنكم كأي شعب ، يرضخ ، ولا يصرخ من رصاص جلاوزته . لم يَدُرْ في خُلده جسارتكم ، وحجم تضحياتكم ، وصبركم على جَورِهِ وقهره وقتَلِه . لم يَعتبِر هذا العدو من وداع الأمهات لأبنائهن الشهداء بالزغاريد . لم يُدرك بعد ، ان الشهادة أصبحت عادة .
إقشعر بدني ، وأنا أُتابع هتافاتكم وأنتم تُرددون بأصوات التحدي والإقدام : تكبير .. الله أكبر .. بالروح بالدم نفديك يا أقصى . بالروح ، بالدم ، نفديك يا أقصى . وآهات المرابطات الباسلات وأنينهن ، من وحشية ضربات جنود العدو وَهُنَّ يستنجِدنَ بالله : يا الله ، يا الله ، يا الله ، اللهم إنا مغلوبون فأنتصر لنا .
المرابطون يخاطبوننا ويقولون لكل العرب : نحن ندافع عنكم ، نعيد لكم شيئاً من كرامتكم ، نُذكِّركُم بعروبتكم ، وإسلامكم ، وشجاعتكم الجينية ، وإقدامكم الموروث . لكننا نعلم ان خنوعكم المُكتسب وذِلّتكم يَحولان دون إنتصاركم لأقصاكم .
يا مسجدنا الأقصى .. قلوبنا عليك الأقسى
الأقصى يستصرخنا ، والعالَم يستسخفنا
ما أقسانا يا أقصى
ما أنذلنا يا أقصى
ما أحقرنا يا أقصى
تخلينا عن نخوتنا وشهامتنا يا أقصى
تخلّينا عن عروبتنا يا أقصى
يفترِسُك الأعداء ونحن نِيام يا أقصى
أيُّ خُنوعٍ وأيُّ ذِلَّةٍ إرتضيناها يا أقصى !؟
نِساءُ القدس هُنَّ رِجالك يا أقصى
ضاعت مبادؤنا يا أقصى
تَستغِثْ بمن يا أقصى !؟
أُقصِيت عنّا رجولتنا يا أقصى
أُقصِيت عنّا شهامتنا يا أقصى
أُقصِيت عنّا كرامتنا يا أقصى
تستنجد بمن يا أقصى !؟
المرابطون والمعتكفون فقط هم رجالك يا أقصى
ذِلَّة تراكمت فوق ذِلّة يا أقصى
حتى إنتفت رجولتنا يا أقصى
لبيك .. وسعديك يا أقصى
ونحن لا لبينا .. ولا سعدينا يا أقصى
نحن أوضع من نعليك يا أقصى
ثوارك هم أهلُك يا أقصى
لَمْلِمْ جراحك وحدك يا أقصى
لا تعتب على أشباه الرجال يا أقصى
لا تعتب على من يلعق النعال يا أقصى
لا حَمِيّة لدينا يا أقصى
إستمرأنا الذُلَّ والخنوع والخضوع يا أقصى
صيامنا ليس أكثر من جوع يا أقصى
وقيامنا ليس ركوعاً يا أقصى
ركوعنا ليس لله يا أقصى
ركوعنا خنوع يا أقصى
ديننا منا براء يا أقصى
عروبتنا أصبحت خلف ظهورنا يا أقصى
لا أرض ولا عِرض ولا مُقدسات
تُلهب مشاعرنا يا أقصى
نحن نفتقر لقِيم الرجولة يا أقصى
هنيئاً للعدو في صمتنا يا أقصى
ستدور الدائرة بعدك على الأردن يا أقصى
بدأنا تسليمه بالقطعة يا أقصى
من الفُرات الى النيل .. يا أقصى
أقصى طموح للعدو يتحقق يا أقصى
بل أقسى وأقصى من ذلك يا أقصى
تغلغل العدو في دمانا بعد أرضِنا يا أقصى
أصبحنا صهاينة يا أقصى
بعض اليهود أرجى مِناّ يا أقصى
ناطوري كارتا عروبيون أكثر مِنّا يا أقصى
خَسِئنا وخِبنا وذُلِلّنا يا أقصى
لا تعتب علينا يا أقصى
إنتسابنا اليك يشوهك يا أقصى
إقصِينا من ذاكرتك يا أقصى
إمحينا من خارطتك يا أقصى
لم نَعُد نُشرِّفك يا أقصى
لَمْلِمْ جِراحك لوحدك يا أقصى
فلا أمل في الخونة يا أقصى
نحن ضِباع لم نَعُد سِباع يا أقصى
لا بل الكِلاب لديها وفاء أكثر مِنّا يا أقصى
حتى الكِلاب لا تَهاب من يَمَس جِرائها يا أقصى
ونحن نلعق حذاء عدونا تَقرُّباً يا أقصى
كَفكِف دموعك التي لم تَعُد تُثيرُنا يا أقصى
نحن أموات يا أقصى
نحن في سُبات كما بعض الحيوانات يا أقصى
سُبات الأموات يا أقصى
إخلع نعليك واصفعنا يا أقصى
لا تلطمنا بيدك خوفاً على طُهرِكَ يا أقصى
نبحث عن سلام مزعوم يا أقصى
مع عدوٍ خداعٍ يا أقصى
ستلحق بك الأردن يا أقصى
بعد تهويدك يا أقصى
سنؤكل بعد قضمك يا أقصى
نحن لسنا أجيال نِضالٍ يا أقصى
نحن أجيال خُنوعٍ وذِلَّةٍ يا أقصى
لا أدري من أي مِلة أصبحنا يا أقصى
رَسُولنا قال إننا سنُصبح غُثاءاً يا أقصى
نحن غثاء بلا إنتماء يا أقصى
زمن الخطاب قد ولى وغاب يا أقصى
( قَلِّعْ ) شوكك لوحدك يا أقصى
لم تعد تعنينا يا أقصى
سنتشارك بالنضال معك يا أقصى
عندما يُحتل الأردن ويُقصى
إخلع نعليك واصفعنا على وجوهنا يا أقصى .