صراحة نيوز – بقلم العميد المتقاعد زهدي جانبك
أنهيت قبل شهرين مناقشة رسالة ماجستير بعنوان (اثر التدريب على تطوير مهارات الريادة لدى المشاركين لتأسيس مشروع جديد أو ادامة مشروع قائم)…في البحث الميداني تواصلت مع اكثر من 1300 شاب تلقى تدريبا رياديا…
النتائج سانشرها تباعا وحسب مستجدات المجتمع.
ولكن حجم الاحباط الذي لمسته واطلعت عليه عن قرب لدى الشباب مخيف ويدق أجراس الانذار كلها…
مؤسسة ولي العهد التقطت ما يحدث منذ زمن، وقادت العديد من برامج الحوار، وآخرها والذي تم افتتاحه اليوم “منتدى تواصل”.
أسوأ انواع الاحباط تحدث عند غرس تفاؤل غير مبني على أسس صحيحة وحقيقية في اذهان الشباب (والمواطنين بشكل عام)، ثم يكتشف المخاطب ان الواقع عكس ما قيل وتم الترويج له…
لان هذا الأمر سيتسبب باحباط مضاعف من جهة، وفقدان الثقة بالجهة التي اشاعت التفاؤل على أسس غير حقيقية وخادعة من جهة اخرى.
الشباب الاردني، والشعب بشكل عام، لديه عزيمة على مواجهة الصعوبات والتعامل مع التحديات، لكنه لا يتقبل الخداع أو تجميل الصورة واظهار الواقع على غير حقيقته…
ولذلك فإن افضل استراتيجية لمواجهة التحديات هي التعامل مع الواقع كما هو دون تجميل،… ودون تشاؤم أيضا…
فالتعامل مع الواقع يؤدي إلى معالجة المشاكل الحقيقية ويوفر الجهد والمال والوقت الذي يتم استنزافها في حل مشاكل لا وجود لها على حساب المشاكل الحقيقية الموجودة، فتأتي الحلول والتوصيات محبطة وبعيدة عن الواقع تماما.
اكتب اليوم تعليقا على منتدى تواصل الذي اطلقته مؤسسة ولي العهد…
فقد بدأ الإعلان عن المنتدى على الموقع الالكتروني الرسمي (فيسبوك) للمؤسسة منذ بداية نيسان، وتوالى بعدها الإعلان عن المحاور المختلفة للمنتدى ومنها محور سيادة القانون الذي تم الإعلان عنه يوم 25 نيسان،… وبسبب اهتماماتي الامنية فقد اعرته انتباها اكبر من غيره.
لفت انتباهي في الاعلان ان مؤسسة ولي العهد تعتمد في رسم استراتيجيتها الحوارية على إحصائية الأمن العام لعام 2021 التي تشير الى انخفاض الجريمة بنسبة 15% (من شدة حماس مصمم الإعلان كتب: انخفضت الجريمة الى 66%)… وهذا خطأ قاتل.
مثل هذا الخطأ لا يجوز أن يصدر عن مؤسسة ولي العهد الا اذا كان مقصودا إظهار صورة غير حقيقية للمشاركين الشباب.
وحتى لا يتعجل القاريء الكريم ويبرر ذلك بمقولة خطأ مطبعي،… يتوجب علي ان أوضح ان مؤسسة ولي العهد اعتمدت إحصائية 2021 التي تظهر انخفاض الجريمة، ولم تتمكن من عرض إحصائية عام 2022 التي تظهر ارتفاع الجريمة في الأردن بنسبة 9% والتي نشرتها مديرية الامن العام بتاريخ 7 نيسان 2023… وبررت المؤسسة ذلك بأن الإعداد للمنتدى تم بشهر آذار والاحصائية الجنائية الحديثة صدرت بداية نيسان…
مع الاحترام للمؤسسة وجهودها هذا مبرر غير مقبول من مؤسسة بهذا الحجم وهذه الأهمية… ف معلوماتها يجب أن تكون دقيقة صحيحة واقعية لأنها الأساس الذي يعتمد عليه حوار الشباب، ومنه ستأتي التوصيات لمعالجة مشاكل المستقبل… فإذا كان الأساس ضعيفا، سيكون البناء كله ضعيفا ايلا للسقوط ومحبطا للشباب.