صراحة نيوز – كتب عوض ضيف الله الملاحمه
نعم عماد العدوان ، ( مش ) زَعلان ، ولا عَتبان ، لأنه عارف ان وطنه لا يَعتبره إنسان ، وانه لا قيمة للإنسان في هكذا أوطان . كما ان عماد يعرف انه عند وزن الأوطان في ميزان الهيبة ، لم يعد هناك وزناً لوطنه بين الدول التي تحافظ على مواطنيها ، وتحميهم ، وتدافع عنهم ، وتعتبر هيبتهم من هيبة الوطن . عماد يعرف بينه وبين نفسه ان المسؤولين في وطنه ضِعاف ، لا يُرتجى منهم غَنيمة ، ولا يتوقع منهم نَفيلة .
يا عماد ، أنت لست مثل الصهيوني المُجرم القاتل / زيف حاي موردخاي مويال . هذا القاتل المُجرم الصهيوني الذي قتل مواطنين أردنيين في قلب عمان ، لم يرتكب جُرماً مثل جُرمك !؟ الصهيوني / زيف الزائف هو وكيانه ، إرتكب جريمة غريبة ، لم يحدث ما يشبهها في الكون ، وخلال ساعات كان النتن ياهو في إستقباله في الكيان ، متحدياً ، ومستكبراً ، ومتشفياً فينا لهشاشة مواقفنا ، وضياع هيبتنا ، وإسترخاص دَمِنا ، وبعد جريمته بسويعات كان بين أحضان حبيبته ، مُعززاً مُكرماً . هذا المُجرم الصهيوني قتل مواطنين أردنيين ، وغادر الأراضي الأردنية وكأنه قتل صرصورين — مع الإعتذار لأهل الضحيتين — وبعد سويعات كان بين أحضان حبيبته بعد إستقباله من النتن ياهو . ولنضفي مِسحة من تغطية — سخيفة — على ضعفنا وهواننا إعتبرناه دبلوماسياً ، تنطبق عليه الأعراف الدبلوماسية ، مُدعين أننا نحترم القوانين الدولية مهما كان حجم المُصاب . يا للخزي !؟ ولنحفظ شيئاً من كرامتنا — ولو أمام الجهلة — رقّينا حارساً ، ووهبناه صفة دبلوماسي !؟
مَرّت أسابيع مُرّة ، على قضية النائب/ عماد العدوان ، ولم نسمع بياناً ، او تصريحاً من أية جهة رسمية . صمت مُطبق ، وموقف مُغرق في الضعف والوهن ، والخزي ، وإسترخاص دم مواطننا وكرامته . للعلم ، ولمن لا يعرف ، هناك أسباباً عديدة ، ومتعددة للصمت والغياب الرسمي دوماً ، وليس في قضية النائب عماد العدوان فقط ، منها :- عدم توفر المعلومة لدى المسؤولين ، بسبب عدم الدراية . وعدم وجود تفويض يعطي للمسؤول مساحة من حرية التعبير والتفنن في عرض المعلومة . وعدم توافر القدرات عند بعض كبار المسؤولين لمواجهة وسائل الإعلام والناس والتحدث بطلاقة وأريحية وتمكن . كما ان ضعف وهوان الموقف الرسمي لا يُثري قدرات المسؤول المتمكن — إن وجِد — لذلك تُلجَم الألسنة . يضاف الى ذلك ان التعامل مع المسؤول كموظف صغير وضيع لا يترددون في إهانته عند إرتكابه الخطأ .. الخ .
آه يا القهر . آه يا عماد ، وطنك بدون أوتاد . وطنك بدون هيبة . وطنك يكاد يخجل من مواقفه الشرفاء .
آخ يا عماد كم هو شعور مؤلم عندما ترى وطنك ليس قادراً لأن يكون سنداً لك .
في ثمانينيات القرن الماضي سمعت ان مواطناً امريكياً ارتكب حادث سير كبير أدى لوقوع عدد من الوفيات ، في بلد عربي ، مما يستدعي توقيفه على الأقل لحين إستكمال الإجراءات ذات الصلة . حضر السفير الأمريكي ، ورفض مغادرة مكان التوقيف الا والمواطن الأمريكي برفقته ، وكان له ما أراد .
إعذرني يا عماد ، يا إبن قبيلة العدوان الشماء الأبية ، يامن أجدادك سطروا تاريخاً مجيداً ، تليداً ، ، مُشرفاً ، مُشرقاً ، ورفضوا كل الإغراءات للمساومة على فلسطين . إعذرني يا عماد ، لا بل أرجوك ان تعذر كافة الأردنيين الشرفاء على هذا الهوان ، والتخلي عنك ، والإعتذار منك لأننا لم نتمكن من ان نكون سنداً لك . فهوان موقفنا لم يات صدفة ، ولا إبن ساعته كما يُقال ، بل هو نتيجة طبيعية لهوانٍ أصاب الوطن بعامته ، حتى تردينا ، وفقدنا هيبتنا وإحترام الغير لنا . اعذرني يا عماد يا إبن العم إستعصى عليّ فهم قصتك . فاعذرني ربما ان غبائي وسطحية تفكيري لم يُسعفاني لفهم قصتك ، ومن كاد بك ، ومعرفة غايته ، ومن دبر ، ومن خطط ، ومن تآمر !؟
عماد ، يا إبن العم ، ما حصل معك من مكيدة دُبِرت لك في ليلٍ بهيم . عماد ، يا إبن العم ، رغم حبي الشديد لوطني الحبيب ، الا إنني — أحياناً — أكاد — أن أخجل من أردنيتي ، وقد كانت هذا العبارة عنوان مقالٍ لي قبل شهور . عماد ، يا إبن العم ، عليك ، وعلينا ان نعلم ان أوامر النتن ياهو تُستطاب ، وتُستجاب على الفور ، ويقال له سمعاً وطاعة ، مع خضوع وخنوع يليق بالنتن ياهو ومستوطنيه اللّمم !؟ وبعد هذا القهر ، أختمُ ببيتٍ من الشِعر للشاعر العملاق المتنبي حيث يقول :-
مَن يَهُن يَسهُلُ الهوانُ عليه / ما لِجُرحٍ بميتٍ إيلامُ .