هل العودات .. هو الرئيس .. الآت ؟

4 د للقراءة
4 د للقراءة
هل العودات .. هو الرئيس .. الآت ؟

صراحة نيوز – كتب عوض ضيف الله الملاحمه

مما عهدناه في طريقة إختيار رؤساء الوزارات منذ تأسيس الدولة الأردنية الحديثة ، فإن كل المؤشرات تشير الى ان السيد / عبدالمنعم العودات ، هو رئيس الوزراء القادم ، ما لم تَحدُث مفاجأة ما ، تُحدِث تغييراً ، او ربما تأجيلاً على هذا الإختيار .

لا معرفة مُطلقاً بيني وبين السيد / العودات ، ومعرفتي به تنحصر في كونه شخصية نيابية عامة ، ترأس خلالها مجلس النواب ، وكان أداؤه ضعيفاً ، حسب الإنطباع الشعبي ، كما ترأس العديد من اللجان ، وأهمها اللجنة القانونية في مجلس النواب ، التي أبدع فيها بتمرير ما يصعب تمريره في أحايين كثيرة .

أسمع ، كمواطن أردني ، ان ملك البلاد يزور أحياناً بعض العائلات الأردنية ، دون الإعلان عن تلك الزيارات . لأن تلك الزيارات تكون ضمن إطار العلاقات العائلية العادية . لكن زيارته الأخيرة الى منزل السيد / العودات ، أرى انها لم تكن زيارة عادية ، بل إنها ربما تقع ضمن إطار الزيارات الهادفة لإيصال رسالة للعامة عن توجه ملك البلاد ونيَّته إختيار رئيس الوزراء القادم . والأدلة كثيرة منها : حجم الموكب المرافق ، والتجهيز التلفزيوني المُسبق ، وتمرير بعض المعلومات عما دار خلال الزيارة ، حيث تم حصر الأحاديث في الشأن الوطني والإقليمي . يضاف الى ذلك التلميع الرسمي الممنهج لشخص السيد / العودات خلال السنوات الماضية من لقاءات تلفزيونية عديدة ، وتوجت بإنتقائه رئيساً لمجلس النواب .

كمواطن بسيط القدرات ، والإمكانات ، والتفكير ، أرى ان هناك تشابهاً الى حدٍّ ما بين آلية إختيار رؤساء الوزارات ، وبين خِطبة الشباب للفتيات وفق عاداتنا . حيث يصل الى عِلم عائلة الشاب ان هناك فتاة مناسبة لخطبتها لإبنهم ، فيبدأ الحراك من جميع أفراد العائلة ، وكل يدلي بدلوه ، وربما تتضارب التقييمات أحياناً ، لكن في مرحلة معينة وعندما يصل القرار الى مرحلة الحسم ، يَحسِم الأب القرار ، إذا كان الوضع الداخلي للأسرة طبيعياً وكلمة الأب هي الأخيرة والنهائية ، او تحسِم الأم الأمر ، إذا كانت قد إقتنصت الكثير من أدوار الأب وهمشته ، وحولته الى مزهرية .

ياريت نغيِّر آلية إختيار الرئيس كما تغيرت آلية الخطبة ، التي تغيرنا ، وتطورنا فيها كثيراً وتجاوزنا الكثير من الخطوات ، والإجراءات التقليدية فأصبحنا نكتب الكتاب ونستخرج دفتر العائلة ثم ( نَكُدّْ ) الجاهة . والأكثر تقدماً أن أحد الشباب قبل بضع سنوات خطب خطيبته عبر سكايب مستثنياً الجاهة . كما غيّرنا من السامر والدبكة الى ال ( DJ ) ، وغيّرنا من بيت الشَعر والمضافات ، الى الصالات والفنادق ، وإستعضنا عن المناسف بالبوفيهات .. وغيرها .

يبدو أن لحظة تغيير رئيس الوزراء قد حانت ، بعد إستنزافه ، كما غيره . ويبدو ان الوطن أخذ به مقلباً مأساوياً . وبما ان المُجرَّب لا يُجرَّب ، وبما ان هذه الآلية في إختيار رؤساء الوزارات قد أصبحت قديمة ، وعقيمة ، ودمرت الوطن ، لماذا لا نُجرِّب آليات أخرى ، ولو بإقتباسها من دول العالم المتحضر ، وننوي ، ونُجِدُّ ، ونجتهد في تغيير تلك الآلية ، لعل الله يهدينا بالإصلاح الى الصلاح ، والخير العميم .

أو ببساطة وبفكرة محلية غير مستوردة ، ولا مُقتبسة لماذا لا نُغرِق في المحلية ونُشكَّل لجنة من عددٍ من الوطنيين أصحاب العقول الراجحة والمسيرة النظيفة ، ليتدارسوا ، ويُنسِّبوا عدداً من الشخصيات ، ممن يمكن الإختيار من بينهم ، ويتم تفنيد أسباب الإنتقاء كما يحصل في المناقصات النظيفة البعيدة عن الرشاوي ، وتطلب اللجنة من أول ثلاثة يقع عليهم الإختيار تقديم برنامج الحكومة القادمة فيما لو تم تكليفه بتشكيلة ، ويُرفع الأمر لملك البلاد ليتخذ القرار ؟

Share This Article