صراحة نيوز – عوض ضيف الله الملاحمه
من مهازل القَدر — كما يُقال — ان يتدخل فصيل عراقي عميل ، تابع ذليل لسادته الفرس المجوس ، ويتجرأ على الأردن ، القُطر العربي الأصيل ، ويتدخل في شأننا الداخلي ، ويعترض على ترخيص حزب أردني وطني ، تم تأسيسه عام ١٩٩٢ ، وفقاً للدستور والقانون .
لأن من يحكمون العراق العظيم منذ عقدين من الزمان لم يُشغِلوا مواقع رسمية حكومية ، لهذا يقترفون أخطاءاً قاتلة تدل على جهالتهم ، لانهم يفتقرون لمعرفة أبجديات التعامل بين الدول . ثم لأنهم يرتبطون بفصيل ، عميل للفرس المجوس ، أسيادهم ، الذين يوجهونهم ، وينظِّرون لهم ، ويسيرونهم كيفما شاءوا ، ويرسمون لهم سياساتهم ، قسراً ، وليس إخيتاراً ، من منطلق التبعية . ولأنهم أطاحوا بهيبة العراق العظيم وإستقلاله ، وحولوه لمحافظة إيرانية ، كاملة التبعية ، والإدارة . لذلك قادهم جهلهم ، وتبعيتهم للتدخل في شأن قطر عربي شقيق للعراق . الأردن الصابر على كل الإنعكاسات السلبية لإنفلات الأوضاع في العراق . الأردن الرسمي والشعبي ، الوفي للعراق كقطر عربي شقيق ، أصيل ، فأعانه ، وضحى كثيراً وتكلّف الكثير من أرواح جيشه العربي ، ليساهم في التقليل من أضرار التنظيمات التي إستهدفت سيادة العراق وشعبه . الأردن الرسمي والشعبي الذي لم يخذل العراق يوماً ، أصبح في مرمى نيران فصيل عراقي شكلاً ، وفارسي مجوسي إنتماءاً ، وتنظيماً ، وتبعية ، وتوجيهاً .
أتمنى على الأشقاء العقلاء في العراق ان يعلموا ان الحزب يحمل إسم (( حزب البعث العربي الإشتراكي الأردني)) ، وهو حزب أردني ، مرخص رسمياً من قبل الدولة الأردنية ، وفق الدستور والقانون ، منذ أكثر من ثلاثة عقود ، وانه ملتزم بأدائه ، وتفاعلاته، ونشاطاته ، وتوجهاته ، وأهدافه ، وسياساته ، ونهجه بنصوص مواد قانون الأحزاب الأردني ، وأن ما حصل مؤخراً يندرج ضمن تصويب أوضاع الحزب ليتماشى مع التعديلات الأخيرة على قانون الأحزاب الأردني . وأضيف ليطمئن الأشقاء في العراق الرسمي ، بأن هذا الحزب الأردني ، الذي يحمل إسم الأردن يُعتبر واحداً من ( ٢٦ ) حزباً قامت بتصويب أوضاعها خلال نفس الفترة ، وفق متطلبات قانون الأحزاب الأردني ليتوافق مع التعديلات التي طرأت على قانون الأحزاب .
كما أود ان أُعلِم الأشقاء في العراق الرسمي ، أن إسم هذا الحزب ، موجود ومنذ عقود طويلة في غالبية الأقطار العربية مثل : سورية ، لبنان ، السودان ، تونس ، وموريتانيا . وأنها أحزاب قُطرية ، تم تأسيسها وفق متطلبات كل قُطر — وأنه لا ضير في أنها تحمل نهجاً قومياً ، لكن إهتماماتها الأساسية قُطرية .
كما أود ان يَعلم الأشقاء في العراق ان هناك عدداً من الأحزاب الأردنية تحمِل فكراً شيوعياً أُممياً ، وإشتراكياً ، وإسلامياً ، لكنها أحزاب أردنية ، أُسست وتمارس نشاطاتها وفق قانون الأحزاب الأردني . يعني ان كل الأحزاب في الأردن سواء كانت تحمل فكراً أُممياً ، او إسلامياً ، او قومياً ، هي أحزاب قُطرية ، أردنية ، وأن قانون الأحزاب الأردني هو الذي يحكم ، ويحدد نشاطاتها ، ويمنعها من التمدد ، او التفاعل ، او التواصل مع الخارج سواء أقطاراً ، او أحزاباً .
فصيل عراقي هزيل يُشعِل ويَشحن الخطاب الرسمي العراقي ضد الأردن . ويتخذ من شأن قُطري مبرراً ، او تجاوزاً للحدود لمجرد تشابه بالإسم . الا يعلمون ان أسماء الأحزاب في أغلب دول العالم تتشابه !؟ فحزب العمال مثلاً ، موجود كمسمى في أغلب دول العالم شرقه وغربه ، وكذلك الحزب الديمقراطي ، والحزب الإشتراكي ، والأحزاب الدينية سواء إسلامية او مسيحية !؟
أتمنى على العقلاء من الأشقاء في العراق العظيم ان يرعووا ، ويراعوا العقلانية ، والمنطق في تقييمهم . ومما يثير العجب : لماذا لم يتم الإستيضاح من الحكومة الأردنية لوأد الفتنة التي يحاولون إشعالها بين شعبين عربيين شقيقين !؟ كما أتمنى عليهم ان يَعتبروا ان ذلك شأناً أردنياً محضاً ، وان لا يسمحوا لأنفسهم بان يتعدوا على شأن داخلي أردني . وان لا ينسوا بأن الأردن لم يتدخل يوماً في شأنٍ عراقي داخلي ، إحتراماً للعراق ولشعبه العربي العظيم .
وأختم وأقول : أن الأردن الرسمي ، والشعبي لم يسمح لنفسه يوما بالتدخل بالشأن الداخلي العراقي ، لان النهج الرسمي الأردني منذ تأسيس الأردن الحديث ، لم يتدخل في الشأن الداخلي لأية دولة على الاطلاق ، لان ذلك هو ديدنه ونهجه الثابت عليه منذ مئة عام .