يلعن أبوهم ما أهملنا

2 د للقراءة
2 د للقراءة
يلعن أبوهم ما أهملنا

صراحة نيوز – د. عديل الشرمان

سمعنا عن شخص في منطقتنا من طبعه أن يقلب الكلام، ذات مرة حلف يمين إلا يبيع ابنه عشان يدرّس الأرض،،، وذات مرة من شدة سخطه على الأعداء قال: الله يلعنهم ما أهملنا، وكان يقصد الله يلعنهم ما أهملهم،،،.

الآن مع كل خراب يحل بدولة عربية نذهب فورا لنظرية المؤامرة الحاضرة دوما كالكابوس في ذهنية المواطن العربي، ونحملها وزر ما يحلّ بنا من دمار وخراب، رأينا كيف كانت ومازالت سوريا ساحة صراع بين قوى كبرى وإقليمية (امريكا، روسيا، الغرب، تركيا، ايران…الخ)، والحال نفسه بالنسبة لليبيا، واليمن، والعراق، والسودان، حتى بات الطفل العربي يعرف ذلك وما عدنا بحاجة إلى تحليل، وما عدنا بحاجة للنظر للأمور من زاوية أوسع وأشمل، فجميعنا يعي حقيقة ما يجري على أرض الواقع العربي بكل أبعاده الواسعة والشاملة.

سئمنا وزهقنا من سماع وترديد مصطلحات عند كل دمار أو اقتتال أو خراب يحدث لدولة عربية (ساحة صراع، تنافس على النفوذ، تقاسم المصالح، مؤامرة دولية، صراع اقتصادي، مشروع تفتيت وتقسيم، تنفيذ مخططات، حرب على الإسلام…الخ)، تعودنا على ذلك، ولا جديد في كل هذا.

صرنا العوبة وشخشيخة في أياد الآخرين، وصرنا نعرف أعداءنا جيدا ونعرف أننا سنتلقى الضربات الموجعة من قبلهم، وننتظر متى وأين وكيف، والمشكلة أننا نعرف النمس جيدا ونطلب الدبس من…..، والكل يبحث عن مصالحة إلا نحن غارقون في البحث عن المناصب والكراسي والمكاسب والهمالة والعمالة، ونذهب إلى تحميل هذه القوى المسؤولية عما يحل بنا من خراب.

المشكلة فينا نحن، والحل بأيدينا، وهل ننتظر من أعدائنا حل مشاكلنا والتوسط لحلها، وإطفاء النار الدائرة بيننا وهم من أشعلوها، ومن مصلحتهم صب الزيت عليها، نعرف تماما أنهم هم من أغرقونا ونتعلق بقشهم لإنقاذ أنفسنا، هل رأيتم أو سمعتهم عن أمة وصل الهبل والجهل والخيانة بها إلى هذا الحد،،، فعلا البين يطسّنا، ويلعن أبوهم ما أهملنا.

Share This Article