العيسوي … كان حاضراً هناك

3 د للقراءة
3 د للقراءة
العيسوي … كان حاضراً هناك

صراحة نيوز- حاتم القرعان

للأوطان تفاصيل عظيمة تختلف عن العلوم والمعارف ، ثمّة نصوص هناك يجيد قراءتها القرّاء ، فيبدعون بذلك ، وتجد بها المثقّف والعالم ، أما الأوطان نصوصها الصّدق والمواقف ، ولا يجيد فهمها إلّا من أحب الأرض وإشتم رائحة ترابها تحت المطر ، فتنرسم تفاصيل الأرض وحدودها بالشماغ على رؤوس المُخلصين من أبنائها ، وتميّز بهم الوطن !

بالشّماع المهدّب ، وبدبلوماسيته وتواضعه ، وحديثه المرن ، إستطاع ” أبا الحسن ” أن يكون سفيراً للكلمة والموقف المعبّر عن الشّعب الأردني الأصيل ، ويعد الإداري الأقدم في الدولة الأردنيّة الهاشميّة ، حيث التحق في السلك العسكري عام ١٩٥٨م وصولاً إلى رتبة عقيد ، فخرج من مهمّته العسكريّة بصفات أكثر إتزاناً وإنضباطاً ، وجبلت روحه على حب الوطن فكان متفانياً في عمله صادقاً في حمل الأمانة .

في بداية العقد التاسع من القرن الماضي ، إلتحق أبا الحسن إلى الدّيوان الملكي ، ليبدأ أعماله مديراً للدائرة الإدارية منتدباً من القوات المسلحة الأردنيّة ، فكانت مراحل ترقيته بها العدالة والإستحقاق على ما يقدمه من مجهودات إستثنائيّة ، وصولاً إلى تسلّمه رئيساً للديوان الملكي الهاشمي العامر ، مستمراً في إنجازاته ومسيرته الوطنيّة الفاعلة ، حتّى اليوم !

هذه التّفاصيل يعرفها كلّ من يعرف معالي يوسف العيسوي عن قرب ، أو من يعود لأرشيفه الإداريّ ذات مرّة ، فمن يعمل بالقرب من جلالة الملك عبدالله الثاني المعظّم لأكثر من ٣٠ عام ، وممثلاً ومندوباً عنه بالكثير من المناسبات لا ينتظر مقالة في عام ٢٠٢٣م .

التقيته في مواقع مختلفة من ربوع الوطن ، شماغه الأردنيّ الأصيل ، يروي تاريخ العيسوي عسكرياً ودبلوماسياً بإمتياز ، وهو أكثر تواضعاً مع النّاس ، ويبادلهم أطراف الحديث مع ما يناسب منابتهم ولهجاتهم المختلفة ، وحصناً آمناً لهم ويحمل تطلعاتهم إلى أروقة الدّيوان العامر .

المضافات والبيوت والعشائر الأردنيّة ، يميّزون ملامح العيسوي ويعرفونها جيداً ، ويتفهّمون رسائله التي لطالما تترجم رؤى جلالة الملك على أرض الواقع ، وتجده حاضراً في إفتتاح المشاريع والبرامج الملكيّة السّاميّة وفي المناسبات المجتمعيّة والوطنيّة ، إجابة واحدة أمام السّؤال عن حضور المحافل داخل الوطن ” العيسوي … كان حاضراً هُناك ” ، ليكون إبن العشائر جميعها ويشاركهم مواقفهم ويجلس في صدور مجالسهم بالسّعة والتّرحيب .

معالي رئيس الدّيوان الملكي الهاشميّ العامر ” أبا الحسن” إنموذجاً وصورة مشرقة لأبناء الدّولة البارّين ، الذين يسعون لإظهار الدّولة بأبهى صورها ، وكم يحتاج الأردن لمثل هذه القامات في مواقع حكومته !!!
العيسوي … كان حاضراً هُناك يحمل التّاريخ ورسائل عمّان .
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين.

Share This Article