مآسي اللون الواحد في نهج الحكومات

5 د للقراءة
5 د للقراءة
مآسي اللون الواحد في نهج الحكومات

كتب ماجد القرعان

بالتأكيد يوجد اختلاف بوجهات النظر حيال اداء الحكومات المتعاقبة ولا اقصد هنا الإنجازات الوطنية من تنمية وتطوير للمؤسسات وتعظيم لمستوى الخدمات والتي ارى انها وبغالبها تحققت بجهود فردية لأشخاص كانوا في مواقع المسؤولية حيث ما زلنا نفتقر للعمل وفق استراتيجيات وخطط وبرامج وطنية الا ما ندر حيث سادت ادارات الفزعة وقلة الحيلة وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب الذي يُهيمن على العديد من الإدارات والذي يُعد اهم اسباب الترهل الذي يعاني منه القطاع العام منذ سنوات .

بأختصار استطيع القول ان جل معاناتنا هي من الحكومات التي اتصفت باللون الواحد واقصد انها التي يُديرها رأس واحد ويجمع القريق المصالح وتبادل المنافع والمكتسبات والتغطية على قصور بعضهم على قاعدة ( شيلني لأشيلك واستر لأستر ) والذاكرة الأردنية تحتفظ باسماء معدودة لرؤساء حكومات ما انزلقوا في متاهات اللون الواحد وكانوا للاردن بكافة قراها ومدنها وباديتها ومخيماتها قمة في العطاء والتفاني والإنجاز لجميع الناس .

وحتى لا اقع في المحظور وينال مني قانون الجرائم الألكترونية اسوق دلالات على ما تقدم يذكرها من واكبوا آخر عشر حكومات على الأقل فرئيس احداها تحدى ان كان احد من ابناء محافظته عين أكثر منه وحرص خلال حكومته على تولية العديد من ابناء محافظته المقربين ارفع المناصب وزاد في موضوع الخدمات بنقل مخصصات محافظات اخرى لمشاريع في محافظته ورئيس أخر حرص عند تشكيل حكومته أن يأتي بغالبية فريقه من اصدقاءه ومعارفه ومن أتراب له في دراسته الإبتدائية واصحاب كأس حيث كان المؤهل والخبرات أخر ما يُفكر به واعادنا بنهجه الى المربع الأول بحجم المديونية وتردي الخدمات وندرة المشاريع التنموية باستثناء تلك التي جاءت بمعونات دولية وحتى هذه لم تسلم من خنصرة مخصصاتها .

وثالث اعتبر المنصب ورثة شرعية واختار فريقه بناء على ترشيحات المقربين منه ولا انسى هنا التذكير بادخاله سكرتيره الشخصي عضوا في الحكومة لأكتشف بعد سنوات طويلة ان دافعه لم يكن لسواد عيون السكرتير بل لما كان لدى السكرتير من مواهب كانت مدفونة…..! .

ملاحظة اخرى تمتاز بها العديد من الدوائر والمؤسسات حيث نجد ان كم كبير من موظفيها اما من بلدات وقرى محافظة بعينها أو من ابناء عشيرة بعينها فهل يُعقل ان توظيفهم كان بناء على مؤهلاتهم لعدم توفر المؤهلات المطلوبة لدى ابناء باقي المحافظات !!!!

في عهد الحكومة الحالية صفنت طويلا عند حالات استغناء عن شخصيات وانهاء خدمات شخصيات اخرى من الصعوبة ان تنساهم ذاكرة الأردنيين لحسن ادائهم واخلاصهم وتفانيهم في اداء واجباتهم لكل الوطن وحقيقة لم اجد دافع لذلك سوى اللون الواحد واذكر في هذا الصدد العين حاليا جمال الصرايرة الذي تولى رئاسة مجلس ادارة شركة البوتاس الأردنية وفي عهد تضاعفت ارباح الشركة مرات ومرات وتنامت مشاريعها بصورة عززت مكانتها الإقتصادية لتتصدر كافة الشركات في حجم الأرباح والمسؤولية الإجتماعية التي لم تستثني قرية أو مدينة ومحافظة ومخيم منها حيث تم في المرة الأولى استقطابه لمنصب نائب رئيس وزراء لنحو شهرين واعتقد ان من سعى الى ذلك كان هدفه ليُبعده عن شركة البوتاس لكن الأمر لم ينجح جراء توجيهات عليا باعادته الى منصبه رئيسا لمجلس ادارة الشركة وبعد فترة قصيرة تم التنسيب باسمه لعضوية مجلس الاعيان على اعتبار ان ذلك بناء على رغبة توجيهات عليا وهو أمر غير مقنع بالنسبة لي وأعتقد ان الأمر دبر بليل لإبعاده عن الشركة لكن الذي خفف من تداعيات ذلك ان من خلفه بالمنصب شخصية له مكانة مقدرة ومشهود له باخلاصه وتفانيه ولا اعتقد ان من سعى لإبعاد الصرايرة كان وراء اختيار سلفه .

بصورة واخرى فان التعينات في المناصب القيادية في غالبها لم تستند على اسس ومعايير بل على سياسة اللون الواحد التي يحكمها المحاصصات والصداقات والمناطقية والتي ثمنها اقصاء كفاءات دون ادنى اعتبار وطني .

رحم الله شهيد الوطن وصفي التل الذي اغتالته يد الغدر قبل نحو 52 عاما فقد كان للاردن وللاردنيين جميعهم لا تختلف محبته لقرى النمته وايل والراجف في الجنوب على سبيل المثال عن محبته لكافة قرى وبلدات ومدن المملكة في الشمال والوسط وأذكر في هذا المقام انه قرر اقامة مساكن للاسر المتدنية الدخل وأن اول مشروع تم تنفيذه كان في قرية عيمة بمحافظة الطفيلة .

الأستثناء ان نذكر في هذا الزمن الرجال الرجال الذين تفانوا في خدمة وطنيهم بعيدا عن مآسي اللون الواحد الذي يجمع الخلان على حساب المصالح العليا للوطن .

Share This Article