لماذا السكوت .. على السكين !؟

3 د للقراءة
3 د للقراءة
لماذا السكوت .. على السكين !؟

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمه

لا أدري لماذا غَفِلت حكومتنا عن خطر داهم وخطير وهو الأكثر إنتشاراً وتهديداً للسلم المجتمعي ، حيث يهدد حياة الناس بشكل مباشر ومباغت وخطير لأنه يودي بحياة المئات من الأبرياء سنوياً في الوطن . وأستغرب لماذا لم تتخذ الحكومة اي إجراء ولو إحترازياً للحد من هذا الخطر والمحافظة على حياة الأردنيين ، على الأقل من ناحية إعتبار المواطن المنكوب المسخوط المبتلى هو البقرة الحلوب لهذه الحكومات .

الخطر الداهم يتمثل في وجود السكين ، او عشرات السكاكين في البيت الواحد ، او العريشة ، او حتى بَرّاكية الزينكو ، حيث يستحيل ان يخلو ولو بيتاً واحداً منها مهما كانت درجة الفقر التي يُكابِدها ، حتى لو كان فقراً مُدقعاً ، او حتى لو لجأ أصحابه الى الحاويات ليقتاتوا على الفضلات والفُتات المتعفن الذي رفضت تأكله القطط ، والفئران ، والحشرات .

وإذا كانت الحكومة متشككة مما أطرح ، وتعتبره إستهدافاً لها ، وتجييشاً عليها ، وتشويهاً لسياساتها ، ونكراناً لقدراتها ، وإنتقاداً لأدائها ، وحرفاً لمسار إنجازاتها ، فان مصدر التثبت من المعلومة بين يديها لوحدها . وما على الحكومة الا إصدار اوامرها الى الأجهزة المختصة لتزويدها بإحصائيات الجنايات التي ترتكبها السكاكين ضد المواطنين الأبرياء ، لتكون على بيّنة من عدد القتلى الذين جَزّت رقابهم السكاكين القاتلة المجرمة ، او بترت أعضائهم ، او بقرت بطونهم ، او فرمت أصابعهم ، او شوهت وجوههم ، او إستنزفت دمائهم ، ودمرت عائلات ، وشردت أطفالاً ، وأدت الى مشاجرات بين العائلات . وكذلك تتعرف على عدد المصابين بجروح قطعية خطيرة إستلزم إدخالهم المستشفيات وكم كُلفة علاجهم ، وكم خسارة الوطن من إضطرارهم للتوقف عن الإنتاج ، والعطاء ؟ وكم تراجع الدخل الإجمالي الوطني بسبب السكاكين اللعينة الخبيثة .

كما على الحكومة ان تستخدم وتُفعّل كل قدراتها وإمكاناتها لتتعرف على شيء هام وخطير يتمثل في التحقق فيما اذا كانت هذه السكاكين عميلة لدولة أخرى ؟ وهل افعالها تندرج ضمن الأفعال الفردية ام هناك تنظيمات داخلية إخترقت الوطن وعششت في جنباته ؟

كما على الحكومة ان تعرف : هل سلاطة السكين أسطى من بعض الأقلام والألسنة ؟ وإذا كانت الإجابة نعم ، فلماذا لا تصادر كل السكاكين ، وتُلجم أصحاب الألسنة !؟ أم لأن أصحاب الألسنة الطويلة ( الوذفة ) يدورون في فلكها ، ويعتبرون من أدواتها !؟

وضعنا والله صار مثل بالع السكين ان بلعها بتسطحه وان طلّعها بتجرحه . بينما التابع ، والفاسد يتبرطع ، ويتبهرج ، ومهما بلع لا تصيبه حتى غصّة ، ولا يتقاسم مع أحدٍ حصة . ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

Share This Article