عشائرنا.. والتفاخر ..بالتصالح .. والتسامح

8 د للقراءة
8 د للقراءة
عشائرنا.. والتفاخر ..بالتصالح .. والتسامح

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمه

تشرفت يوم أمس الخميس الموافق ٢٠٢٣/٨/٢٤ ، بتلبية دعوة إبن قريتي ، وإبن جيرتنا الممتدة أباً عن جَد ، والنسيب الغانم راقي الخُلق والقيم ، رفيق العمر الباشا / فلاح عودة عمارة العضايلة ، للمشاركة في إستقبال جاهة كريمة من عدد كبير من شيوخ ، ووزراء ، ووجهاء ، وباشوات ، وشخصيات وطنية مرموقة من مختلف أطياف ومناطق الوطن ، برئاسة شيخٍ نبيلٍ ، جليل ، أصيل ، راقي النسب ، الشِيخة متأصلة به جينياً ، سعادة الشيخ / طلال صيتان الماضي ، إبن باديتنا الشمالية التي يتميز رجالها بالأنفةِ ، والكبرياء ، والكرم . وتحدّث الشيخ / طلال ، بفصاحته ، وطلاقتهِ ، وجرأته ، وخبرته في إصلاح ذات البين ، فعكس أصالته في كل كلمة تفوه بها . مما كان له أثراً إيجابياً طيباً في نفوس الحاضرين . حيث أشاد بالكرك وتاريخها ورجالاتها ، وتطرّق الى تاريخ عشيرة العضايلة ووصفَهم ب ( نزالين الدرب ) حيث كانوا يستضيفون المسافرين الغرباء بكل حفاوة وكرم . كما مجّد بهيّة الكرك ضد الإستعمار العثماني ، قائلاً : أننا كُنا نعتقد ان هيّة الكرك مرحلة ومَرّت ، الا ان الهيّة بقيت مُلازمة للكرك وعشائرها . فعندما حاول الإرهاب ان يضرب الأردن من خاصرته ( القوية ) الكرك تداعى أهل الكرك قبل ان تتداعى الدولة بأجهزتها ، فتيقنّا بان الهيّة نهج لأهل هذه المحافظة الطيبة . وأضاف : جئناكم بديّة الكرام ، وديّة الكرام الإعتذار . والإعتذار سوق له قيمة عالية في سوق الرجال الرجال الذين يُقدّرون معنى الإعتراف بالخطأ ويُقدّرون معنى الإعتذار . فنحن جئنا مُعتذرين ، ومُقدرين لكرامتكم . ونتمنى والجاهة الكريمة من أهلنا ان تعطونا ما جئنا من أجله وهو الصفح والتسامح الذي انتم أهلٌ له .

وجاء الرد الحصيف ، الكافي ، الوافي من الباشا / فلاح عودة عمارة العضايلة . مُتحدثاً بأسم عشائر الكرك كافة . حيث عرّج على تاريخ الكرك المجيد ، منذ معركة مؤتة الخالدة ، وإستقبال الكرك للمجاهد صلاح الدين الأيوبي ، الذي أقام فيها ، وإتخذها مُنطلقاً لتحرير القدس . وذاكراً بفخرٍ وشموخ سيرة الشيخ / ابراهيم الضمور ، والد الذبيحين ، وزوجته الشيخة عليا العقول — وأفتخر أنا شخصياً انها من بنات عَمّ والدتي — وتضحيتهما بولديهما ، حيث أعدمهما الحاكم العثماني المجرم حرقاً ، أمام والديهما . لأنهما رفضا تسليم دخيلهما المناضل الفلسطيني ، إبن نابلس الشيخ / قاسم الأحمد . قائلاً وبشموخ وفخر بأن الكرك دوماً تجمع ولا تُفرِّق . وإن عشائر الكرك كما كل عشائر الوطن تتميز بالتسامح وتجاوز زلات الآخرين . وسجّل الباشا / فلاح عَتَبَهُ على قناة رؤيا التلفزيونية . مؤكداً ان الإعلامي / عمر كلاب ، لم يُوفّق بما تلفظ به أبداً ، ضد عشيرتين أردنيتين أصيلتين . كما انه لم يتقيد بأدنى المعايير المهنية . وتبدى عدم إحترامه للرأي الآخر . مؤكداً ان الإعلامي يحمل رسالة سامية ، وعليه ان يتوخى الدِّقة ، والموضوعية ، وان يتجنب إثارة الفِتن ، وان يكون منحازاً دوماً للوطن . وختم حديثه بقبول الإعتذار بإسم جميع أبناء الكرك ، وحضور هذه القامات الوطنية التي تحظى بالإحترام . وتم إعتبار الباشا / فلاح العضايلة كفيل (( دفا )).

كما تحدث الشيخ المهندس / مراد عبدالحميد عمارة العضايلة منوهاً الى الخطأ الأكبر الذي إقترفه الإعلامي / عمر كلاب بحق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم . وعبر عن فخره بإنتسابه لعشيرة العضايلة الممتدة جذورها الى الغساسنة العرب .
مؤكداً على ان أهلنا ارضعونا منذ الصغر حُبَّ الحرية ، والكرامة ، والشجاعة . وختم كلامه بالترحيب بالجاهة الكريمة ، وتأكيده على تجاوز الإساءة كما تفضل الباشا / فلاح العضايلة .

وهكذا أُسدِل الستار على قضية أشغلت الرأي العام الأردني لأسابيع . وها هو الإعلامي / عمر كلاب ، قد جرّب بنفسه ، وتأكد من ان غمزه من طرف العشائر الأردنية ، لا طائل منه . وانه أدرك ان العشائر الأردنية لا ترد الردية بالردية ، بل ترد على الردية بالطيب ، والتسامح ، والترفع عن زلات الآخرين . كيف لا ، وعشائرنا الأردنية الأصيلة تُسامِح بالدمِ أحياناً .

يتسابقون على النيل من العشائر ، وتشويهها ، والطعن فيها ، ووصفِها بالتخلف والرجعية ، ويأخذون عليها عصبية الدم . وهي التي بقوانينها تمنع إهراق الدم ، وتحفظ كرامة الإنسان . يا لهؤلاء الناس المُغرقين في التحضر الزائف . ليتهم يَعقِلون ، ويُقدِّرون قيمة العشائر التي تساعد على إصلاح ذات البين ، وفك النَشَبْ ، وحماية الضعيف من تغوّل القوي الفاجر ، وإعادة الحقوق الى أصحابها . عشائرنا تساهم مساهمة فاعلة وقوية في إرساء السِلم المُجتمعي ، والتسامي فوق الجراح ، والحد من فَقْدِ الأرواح .

شكراً لأبناء العمومة الجيران والأنسباء عشيرة العضايلة . شكراً لعشيرة الخزاعي / الفريحات أنسباء قبيلتي الطراونة . بتنازُلِكم إرتقيتم ، وبترفُعِكم سَموتم ، وبتسامُحِكم تجاوزتم زلات الآخرين . طيبكم غطى على جُرحِكم . وأثبتم حتى لمن يُسيء اليكم انكم الأرقى ، والأنبل ، وأنكم ثابتون على ، ومتمسكون بعاداتكم الأصيلة النبيلة .

وأقول هنا ، أن أمريكا لا تمنح الجنسية للغير ، الا بعد تجاوز إمتحان معرفي عن مفاصل تاريخها . وبما ان الدولة الأردنية لا تشترط ذلك ، فإنني ادعو كل من يتجنس بالجنسية الأردنية ان يقرأ عن العشائر الأردنية ، ويتعرف على أعرافنا وعاداتنا ، وان يضع في ذهنه ضرورة التعايش معها ، وان يقبلها كما هي ، او يغادر الى بلدٍ آخر طائعاً مُختاراً ، اذا لم يستطع التعايش معها . كما أنصح الإعلامي / عمر كلاب ان يتعرف على الدعم غير المسبوق الذي قدمه الشيخ / ابراهيم الضمور ، الذي ضحى بولديه مقابل إجارة وحماية المناضل الشيخ / قاسم الأحمد . والشيخ / راشد الخزاعي الفريحات الذي علاوة على دعمه المناضلين الفلسطينيين ، انه كان يُجيرهم ، ويأويهم من العدو ، وانه تعرّض غير مرة للتهديد والإغتيال ، لكنه إستمر في دعمهم وإيوائهم غير عابيء بالمخاطر . ويشرفني انني قد سبق لي وكتبت عدة مقالات عنهما .

ليعلم الجميع ان عشائرنا تلعب دوراً وطنياً ، وإجتماعياً ، وأمنياً كبيراً ومتميزاً . كما انها تعتبر ضابطاً أخلاقياً لسلوك أفرادها .

لله در عشائرنا ، كم هي أصيلة — أراها مثل خُبز الشعير ماكول ومذموم — تتجاوز عن إساءات الآخرين . وحتى من يتقصدون الإساءة اليها عن جهلٍ ، او قصدٍ ، او خُبثٍ ، او دورانهم في فلك سياسات تستهدف النيل منها . الا انها تتسامى ، وتترفع عن الزلات ، فلا يَجِد المُسيء الا التسامح ، والكرم ، والرجولة ، والقيم النبيلة . يستعصي عليّ فهم سلوك هؤلاء ، يسيئون للعشائر ، ويلجأون اليها ، لتُنجيهم من زلاتهم . بالله عليكم كيف يستقيم هذا !؟ ومع أي منطقٍ يتَسِقْ !؟

هكذا هي عشائرنا أصيلة ، وستبقى على ما جُبِلت عليه . وأختم بأبيات من الشِعر ذات صِلة :—
وبعض الحروف كضغطِ الزِناد / تُصيبُ القلوب ، وتُدمي المُقلْ
وبعض الحروف كشرب الدواء / تدواي الجروح ، وتُشفي العِللْ .
وأخيراً :—
إحفظ لِسانكَ من لغطٍ ومن غَلَطٍ / كُل البلاء بهذا العضو مرصودُ .

Share This Article