نحو تبديد القلق العام في امتحان التوجيهي..!

3 د للقراءة
3 د للقراءة
نحو تبديد القلق العام في امتحان التوجيهي..!

صراحة نيوز- أ. د. خالد عطية السعودي
أستاذ المناهج والتدريس – جامعة الطفيلة التقنية

إجراءات، وعمليات.. مكثفة تقوم بها وزارة التربية والتعليم من أجل تبديق القلق الذي يسبق اختبار الثانوية العامة ويرافقه، بل يبقى يسير وراءه، تاركا في كثير من الأحيان كدمات نفسية وآثار سلبية…!

القلق والتوتر لا يقتصر على الطالب والأسرة.. بل يمتد للجيران والأقارب.. فقد أوقفت بعض الأسر الزيارات، وأغلقت الأبواب بحجة “عندنا طالب توجيهي” …!

والقلق يرافق المعلم ومدير المدرسة والمشرف التربوي ومدير التربية… فالمعلم حريص على نجاح طلبته وتفوقهم، ومدير المدرسة حريص على سمعة مدرسته، ومدير التربية حريص على سمعة مديريته.. وهكذا يصبح الحرص قلقا مقيما..!

ربما لا يقل قلق الوزارة عن الفئات السابقة، فإدارة الامتحانات تعيش حالة من الطوارئ، وكذلك لجنة وضع الأسئلة التي تبقى واضعة يدها على قلبها تحسبا لخطأ ما في الامتحان…!

معالي وزير التربية والتعليم أدرك هذا القلق العام مبكرا، فقبل سنتين كلف مجلس التربية والتعليم نخبة من ذوي الاختصاص والخبرة في الشأن التربوي والتعليمي برئاسة أ. د.عزمي  محافظة؛ لتطوير امتحان الثانوية العامة.

اليوم، أعتقد أن معالي الوزير لديه رؤية حقيقية وجوهرية لتطوير هذا الامتحان بالشكل الذي يرتقي إلى المشروع الطموح الذي يحمله، بحيث ينعكس ذلك على  تجويد هذا الامتحان بالشكل الذي يحافظ على هيبة التعليم في الأردن ويحرُس سمعته الرائعة..!

تهدف الرؤية الجديدة إلى مساعدة الطالب في التوجه نحو التخصص الذي هو محط رغبته واهتمامه، وكذلك التخفيف من الضغوط النفسية والتوتر الذي يقع على عاتق مؤسسة الأسرة ومؤسسات الدولة المتعددة..!

يتبنى معالي الوزير قناعة مفتاحية أساسية: أن الأنظمة التربوية الحية هي التي تراجع سياساتها التربوية والتعليمية باستمرار ، وتعمل على تطوير خططها وبرامجها لتلبية احتياجات المجتمع المتجددة؛ لتكون في نهاية المطاف قادرة على المنافسة عالميا .

وفي هذا تطوير التعليم بشكل عام وامتحان الثانوية العامة بشكل خاص، بدأ السعي حثيثا نحو التطوير في ثلاثة مسارات؛ تطوير المناهج، وتدريب المعلمين قبل وأثناء الخدمة، وتحسين البيئة المدرسية..!

كانت الخطوة الحاسمة في هذا التطوير إقرار مجلس التربية التعليم لمخرجات تطوير الخطة الدراسية للوزارة والتي تشمل الصفوف من العاشر وحتى الصف الثاني عشر.

في الخطوة السابقة تفصيلات كثيرة تتعلق بالمدد الزمنية والمواد الدراسية والحقول المعرفية… وكل ذلك يؤشر على جدية واضحة في التعامل مع هذا الملف..!

وزارة التربية والتعليم ممثلة بكافة دوائرها، والمركز الوطني لتطوير المناهج وخبراء وباحثون وميدانيون يعملون ليل نهار لإنضاج هذا التصور..!
دعوات كثيرة أن يوفق الله هذه الجهود…

Share This Article