إذا طَبّعت السعودية .. إنتهت القضية

4 د للقراءة
4 د للقراءة
إذا طَبّعت السعودية .. إنتهت القضية

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمه

من المؤسف ان القضية الفلسطينية لم تتقدم ولو خطوة واحدة للأمام لتحقيق حُلم الشعب الفلسطيني بالتحرير ، وذلك مُنذ بداياتها عام ١٩٤٨ . وكل الأطراف التي كان يُرتجى منها المساندة ، لم تتجاوز الآمال الخائبة ، غير المؤمل تحقيقها .

فمثلاً إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، أنعش أملاً . لكنه خاب بعد تكشف أهدافها ، ومسيرتها على أرض الواقع . وإنحدرت الآمال الى هاوية سحيقة بعد هزيمة حزيران عام ١٩٦٧ . وبعد لاءات الخرطوم العربية الثلاثة ، إنتعشت الآمال بأن يُسفِر الإجماع العربي عن شيءٍ إيجابي للقضية . لكن خاب الظن بعد مؤتمر الرباط عام ١٩٧٤ ، الذي إعتبر منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني . مما حجَّم من دائرة الإهتمام في القضية . حيث تقلص إعتبارها من قضية عالمية تهم كل أحرار العالم . الى قضية إسلامية تهم كل دول العالم الإسلامي . وإستمر الإنحدار الى إعتبارها قضية عربية ، ثم الى إعتبارها قضية فلسطينية بحته .

وإنتعشت آمال التحرير عندما قامت الإنتفاضة الفلسطينية الأولى في الداخل عام ١٩٨٧ . لكن منظمة التحرير ان لم تكن قد شاركت في إجهاضها ، فعلى الأقل انها لم تُحسِن إستثمارها . فتحوّل أمل الإنتفاضة الى هزيمة .

وتوالت الإنكسارات ، وإستمر التراجع ، عندما تم جلب العرب مخفورين الى مؤتمر مدريد للسلام عام ١٩٩١ .
واكتمل الإنحدار عندما قررت منظمة التحرير الفلسطينية الإنفراد في مؤتمر أوسلو عام ١٩٩٣ . حيث أعطت كل شيء للعدو الصهيوني ، واكتفت بوعود هلامية ، شفوية من العدو ، على إعتبار ان العدو مشهود له بالمصداقية والتزامه بوعوده !؟ واعتبرت المنظمة ان موافقة العدو على إقامة السلطة ( الوطنية ) الفلسطينية ، هي بداية لقيام الدولة الفلسطينية . وتلاعبنا بالمسمى وحولناه من رئيس سلطة ، الى رئيس دولة فلسطين ، وفردنا له السجاد الأحمر ، وصدحت الموسيقات بالسلام الوطني الفلسطيني ، واعتبرناه تفخيماً ، بينما في الواقع هو تزويراً للواقع . وتنصل العدو من كل تعهداته ، وقَلَبَ ظَهْرَ المِجَنّ للسلطة ، وبدأ بالتخلص من عرفات لانه لم يوافق على اتفاقية واي ريفر — التي كنا نعتبرها إستسلامية — وأتى العدو بعباس ، ومع ان عباس قَدّم للصهاينة أكثر مما كانوا يأملون ، الا انهم تخلوا عنه بعد ان استنزفوه . وذلك تمهيداً للمرحلة القادمة وفق المخطط الصهيوني ، حيث سيحجم دور السلطة الى دور إدارة محلية ، ليتخلص الكيان من كلفة الإحتلال ، ويُنهي أية آمال بتطور السلطة الى دولة .

وتوالت الدول العربية ، لا بل تسابقت للتطبيع مع العدو خلال السنوات القليلة الماضية . لكن الضربة قاصمة الظهر للقضية تتمثل فيما يتم تدواله هذه الأيام بأن التطبيع بين السعودية والكيان قد أصبح قاب قوسين او أدنى من التحقق . فإذا طبّعت السعودية مع الكيان ، فقد إنتهت القضية .

ما يؤلم انه مع بداية تخلخل الكيان داخلياً ، ومجتمعياً ، وسياسياً ان يتم التقارب والتطبيع معه لإنقاذه .

من الملاحظ ان القضية الفلسطينية تاهت ، ثم ضاعت ، ثم انتهت . لكنني أرى انها لن تموت عند المناضلين الفلسطينيين الشرفاء في الداخل الذين تجرعوا كل ويلات الاحتلال .

Share This Article