صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمه
نعمممم ، غزة العزة غرزت المخرز في عيون الكيان . نعمممم ، غزة العزة غرزت المخرز في عيون كل الغرب الذي يدعم الكيان بلا حدود . نعمممم ، غزة العزة غرزت المخرز في عيون الخونة ، والمتخاذلين ، والمتنفعين الذين حولوا أعدل قضية الى بورصة ، ترتفع وتنخفض حسبما يقبضون مقابل خياناتهم .
قد يقول قائل ان هكذا عمليات لن تحرر فلسطين ، وان رد العدو سيكون مزلزلاً وأكثر قسوة من المعتاد . مثل هؤلاء لا يعرفون ان النضال عمل تراكمي . وان تحرير الأرض المغتصبة لن يتم نتيجة لعملية او عدة عمليات . نعم النضال ضد المحتل عمل تراكمي ، يُحسب صغيره ، كما كبيرة . ولتأكيد صحة ذلك ، أُذكِّر بما فعله الفلاح الفيتنامي الذي أحبط هجوماً أمريكياً ضخماً . هذا الفلاح كان يحترف تربية النحل . وعندما نمى الى علمه ان المحتل الامريكي يُعِد لهجوم ساحق على إحدى مناطق تمركز الثوار الفيتناميين ، قام باغلاق الخلايا على النحل لعدة أيام ، وما ان سمع بتقدم جحافل الجيش الأمريكي ، الذي يسلك منطقة جبلية صعبة وطرقها ضيقة جداً ، وبعد ان دخلت كل القوات الامريكية في الطريق الجبلي ، فتح الفلاح الفيتنامي البطل خلايا النحل الجائع ، فهاجم النحل الجنود الامريكان بشراسة منقطعة النظير ، مما أحبط الهجوم وتراجع الجيش الامريكي الأقوى والأشرس والمدجج بأحدث الأسلحة .
أهل غزة ، لا يخسرون شيئاً أبداً . لانهم يعيشون في سجن كبير منذ عقود من الزمن . فلا ماء نقي ، ولا هواء نظيف ، ولا عمل ، ولا تواصل مع الخارج ، ولا حياة ، ولا محروقات ، ولا مستشفيات ، ولا .. ولا .. ولا ، . يعني ينطبق عليهم المثل القائل ( عايشين من قِلة الموت ) .
نعم سيقصف العدو غزة ، وسيقتل ، ويدمر ، بلا رحمه . وهذا ليس بغريب ولا بجديد ، فكم مرة قصف غزة وقتل ودمر ؟
هؤلاء الأبطال الشجعان البواسل ، شككوا العدو بقدراته ، ومسخوا هيبته ، واحدثوا إرباكاً لم يشهده العدو مطلقاً . هؤلاء الأبطال إشتبكوا مع العدو في ( ٢٥ ) موقعاً . أغاروا على جنود العدو وهم في ثكناتهم ، ودباباتهم ، وسحبوهم كأنهم خِراف . هؤلاء الأبطال جعلوا جنود العدو وسكان المستوطنات يختبؤن في حاويات القمامة . فقتلوا ، وجرحوا ، وأسروا أعداداً من جيش العدو .
فلتسقط مقاومة فنادق الخمسة نجوم . ويعيش الإنقسام الفلسطيني الذي يجنبنا الاستسلام للعدو . ولتعش المقاومة . والنصر للأبطال المقاومين . ويشرفني ان أكرر ما كتبته في مقالاتي ، وما قلته في كافة الأوساط الثقافية ان الأمل معقود على فلسطينيي الداخل فقط . والخزي والعار لكل متخاذل ، جبان ، رعديد إنحرف عن دعم القضية الفلسطينية لأي سبب كان . والفخر ، والنصر للعروبة وللقضية الأعدل في تاريخ البشرية .
يا أحرار العرب ، هذه العملية ، وعمليات عرين الأسود ، وكتائب جنين وغيرها ، تؤكد ان جذوة النضال ما زالت مُتقدة ، وان التحرير قادم لا محالة .