طوفان الأقصى .. هو الأقسى .. وهمّش الخونة وأقصى

8 د للقراءة
8 د للقراءة
طوفان الأقصى .. هو الأقسى .. وهمّش الخونة وأقصى

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمه

طوفان الأقصى ، هو الأقسى على العدو ، كما انه همّش دور الخونة وأقصاهم . طوفان الأقصى مصدر فخرنا الأقصى . طوفان الأقصى ضرب العدو وأدمى . العملاء حاولوا تخويفنا من عدو ، تبين انه نمرٌ من ورق . الجبناء أرعبونا بان جيش العدو جيشٌ لا يُقهر . ونسوا ان هذا الجيش قد هُزم في معركة الكرامة عام ١٩٦٨ ، وفي حرب أكتوبر ١٩٧٣ . المُرتجفون حاولوا التشكيك في ان ضربات المناضلين الفلسطينيين هي ليست أكثر من دغدغات لا توجع العدو . الأنذال حاولوا بتخطيط ممنهج خبيث إطفاء جذوة النضال الفلسطيني .

لكنهم خابوا ، وخارت قواهم ، وتكشفت عمالتهم ، عندما صُدِموا ، وإرتجفوا كما العدو من بسالة ، وجسارة ، وإقدام المناضلين الفلسطينيين ، عندما باغتوا العدو في مستوطناته ، والأدهى والأقسى في معسكراته ، لا بل وحتى في أبراج دباباته عندما قفز اليها نمور المقاومة ، وسحبوهم ، وسحلوهم ، وقتلوهم ، او جرحوهم ، او أسروهم ، ولم تُجدِهم دباباتهم ، ومعداتهم العسكرية نفعاً .

من يَحمِل فِكر النضال ، لا يعرف المُحال . هو يعرف شيئاً واحداً ان الحرب سِجال . وان المناضل لا يعترف في القيل والقال أبداً ، هو يؤمن بالأفعال . والنضال الحقيقي أفعال في الميدان ، ونزف دماء ، وشهادة وخسارة للأرواح ، حيث تصبح الحياة والموت صنوان ، لا يختلفان ، لا يفترقان .

تعددت مصاعب الكيان . ولم يَعُد الكيان كما كان . فالإنهيارات تترى . وجنوح الكيان للتشدد ، لم يَعُد يُجدي . فمن مسيرات ، ومظاهرات لشهور ، خلخلت مجتمعاً هشاً ، يتكون من لَمَمِ ، جُلِبوا من شتات الأرض ، لا يعرفون الأرض ، ولا يعرفون شجاعة أهلها . ولم يسمعوا ، وان سمعوا ، لم يفهموا ، وإن فهموا لم يُدركوا بأنهم شعبُ الجبارين . الذين يناضلون ولا يلينون ، ولا يملّون ، ولا يجزعون من كثرة عدد الشهداء ، ولم يردعهم عدد الأسرى ، وهم بأرضهم يلتصقون وهم بها أدرى .

خوفونا من تطرف حكوماتهم . وتزمت وزرائهم . وارعبونا من تطور معداتهم . وحاولوا إفهامنا بانه العدو الذي لا يُقهر .

وأرى انه من الضروري ان نذهب الى تحديد العِبر من طوفان الأقصى :—
١ )) يجب علينا ان لا ننسى ان هذا الرعب الذي إجتاح العدو تأتى من ثوار بأسلحة خفيفة وبسيطة وتدريب متواضع وقدرات مالية ضعيفة جداً ، وان هذه الحرب ليست بين جيشين متقابلين .
٢ )) المبادأة ، والمبادرة إنطلقت من المقاومة الفلسطينية .
٣ )) نقل المعركة الى الأراضي المحتلة ، أي الإنتقال الى مرحلة الهجوم بدلاً من الدفاع .
٤ )) إقتحام عدد من المستوطنات والسيطرة عليها تماماً وإشاعة الدمار فيها ، وقتل وجرح وأسر العشرات من المستوطنين .
٥ )) إقتحام عدد من القواعد العسكرية شديدة التحصين ، عالية التسليح بكافة انواع الأسلحة الفتاكة شديدة التطور ، وقتل وجرح وأسر العشرات من العلوج ، وإقتيادهم كما الخِراف .
٦ )) أرى ان الصدمة ، والرعب ، والإرتباك ، والتردد ، والشلل الذي أصاب جيش العدو وقياداته أهم ، وأبلغ ، وأشد تأثيراً من تأثير الفتك بهم .
٧ )) زعزعة الثقة ، وزوال الشعور بالغطرسة والفوقية والتفوق عند قيادات العدو العسكرية والسياسية . وإنهيار الروح المعنوية للجنود والسكان .
٨ )) بث الرعب في صفوف السكان ، فمنهم من التجأ لحاويات القمامة للإختباء ، ومنهم من هرب وإحتمى بالغابات ، والأهم إكتظاظ المطارات بالمغادرين الى بلدانهم الأصلية التي جاءوا منها .
٩ )) لا بد وان هذه العملية ستؤثر سلباً على نسبة القادمين من المهاجرين الجدد ، وزيادة أعداد الهجرة العكسية .
١٠ )) فقدان الجندي لثقته بقياداته العسكرية ، وفقدان المدنيين الثقة بقياداتهم السياسية ، مما يزيد من حالة الإرتباك وعدم الإستقرار في الكيان .
١١ )) تنامي قدرات المقاومة كماً ، ونوعاً .
١٢ )) إقدام المقاومة على المبادأة دليل أكيد على إكتفاء المقاومة ذاتياً من ناحية التسلح ، كما يؤكد إعتماد المقاومة على نفسها في إنتاج الأسلحة وخاصة الصواريخ ، إضافة لتطور مداياتها حيث أصبحت تصل الصواريخ أهدافاً على بعد ( ٢٢٠ ) كم .
١٣ )) رفع الروح المعنوية لكافة أطياف المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة .
١٤ )) فرض القضية الفلسطينية على الساحة الدولية ، لتحتل الأهمية الأولى على سلم أولويات دول الغرب خاصة والعالم عامة .
١٥ )) تنمية ورفع الروح المعنوية للمقاومة عربياً وفلسطينياً ودولياً لدى الشعوب الحرة .

لله دَرُّ البطل / محمد الضيف ابو خالد . مسؤول الجناح العسكري في حركة حماس . شابٌ مُقعد ، مبتور الساقين ، يُقعِد ، ويُعقِّد حياة العدو وأذنابه . شاب لا يستطيع السير على قدميه ، ويتحرك على كرسي متحرك ، هو الذي حرك المياة الراكدة ، ووضع القضية الفلسطينية على سُلم أولويات العالم بأسره .

أكاد لا أستوعب كيفية الإعداد المعنوي لهؤلاء المناضلين ، ولا كيفية الشحن والإقناع لخلق هذا الحماس وهذا الإقدام ، وهم يُعِدون أنفسهم للإستشهاد ببسالة منقطعة النظير . لا أدري كيف يتم تزويد المقاتلين بالخدمات اللوجستية . ولا أدري كيف يتبادلون المهام ، الا يستريحون ، الا يتغذون لإستدامة الإشتباك والقتال ؟

أقصانا ، وأسرانا ، وقضيتنا تحركت بفعل هذه العملية النوعية غير المسبوقة . طوفان الأقصى ، هو الأقسى على العدو . طوفان الأقصى ، أقصى ، وهمّش الخونة المُرتجفون الذين باعوا أغلى وأقدس أرض بأبخس الأثمان .الذين لا يُقدِّرون قيمة الأوطان ، لأنهم لا يتصفون بأية صفةٍ من صفات الإنسان .

وأختم بأبيات للشاعر اليمني / عامر الصبري ، نظمها خصيصاً لهذه العملية البطولية ( طوفان الأقصى ) وهي بعنوان : سيف القدس :—
اللهُ أكبر سُلّ السيف يا قلمُ / واسرج جوادك فالهيجاءُ تضطرمُ / أقدِم فجالِد ودافع واقتدِح شرراً / فالحربُ ليست بغير النار تنحَسِمُ / يا أُمة الدِّينِ في الأرجاء قاطبةً / ماذا صنعتم تجاه القدس ويَحَكُمُ / إن السكوت عن الأقصى مؤازرةٌ / للمعتدينَ وتأييدٌ لحربهمُ / سكوت قومي عن الأقصى مبايعةٌ / حِيكت وصادق جُنحُ اللّيل ختمَهمُ / مسرى الرسولِ فإن نتركه تترُكنا / مآثر العِزِّ والإسلامُ والقيمُ / لله دَرُّ فتى الأقصى وهِمّتِهِ / سبعون عاماً وما زَلّتْ لهم قَدَمُ / ماذا تبقى من الإسلامِ لو تركوا / شعباً يموتُ وبيتُ الله ينهدِمُ / فما فلسطينُ الا جوفُ مقبرةٍ / تثُورُ من حسّ من يدروا فتَلتَهِمُ / فيها أسودٌ على الأنقابِ رابضةٌ / تُسقي القرود كؤوسَ الموتِ إن هجموا / هُمُ البراكينَ تحت الأرضِ ساكِنةٌ / هُمُ الأعاصيرَ فوق الأرضِ تحتَدِمُ / مُغالبُ الله مغلوبٌ ومُندحِرٌ / مُحارِبُ الله مَحروبٌ ومُنهزِمُ .

Share This Article