ما ظل فيها كلام .. شُلَّتِ الأقلام

5 د للقراءة
5 د للقراءة
ما ظل فيها كلام .. شُلَّتِ الأقلام

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمه

لا يستقيم ان يُنطَقَ بالكلام ، أمام الأفعال العِظام . لا قيمة للكلام ، أمام ما يقوم به المناضل الهُمام . لا يستوي الحديث ، عندما يُقدِم الأبطال على الموت الزُؤام . ما قيمة الأقلام إن لم تكتب أقوال رِجالٍ عِظام . لا أقلام ولا كلام في حضرت المناضل المِقدام .

تحرير الأوطان ، لا يحتاج للكلام ، شُلَّت الأقلام . تحرير الأوطان يحتاج لكل رجلٍ مقدام . الأفعال هي المطلوبة لا الأقوال ، ولا الأقلام ، ولا الكلام . عند تحرير الأوطان تُخرَس الأقلام ، والبدء بالنضال ، بعد التوكل على الواحد الديّان .

أصبحنا مَسخرة . أصبحنا عالة على قضايانا ، وعلى أنفسنا . أصبحنا أُلعوبة بيد دول مُتجبِّرة مُتغطرِسة . أصبحنا عَجَزة . أصبحنا بدون اي مقومٍ من مقومات الرجولة . حتى غيرة العرب فقدناها . وكرامة العربي نسيناها . وأنفة العربي تخلينا عنها . وكبرياء العربي ( مرمغناها )في التراب . أصبح الواحد منا خنزيراً ، لا غيرة ، ولا نظافة بدنٍ ، ولا عفة لسانٍ ، ولا نقاء سريرةٍ ، ولا طهارة قلب ، ولا مواقف رجال . ليتنا ننقلب الى بعض الحيوانات سامية السلوك . لسنا أسوداً في الوغى كما كنا . ولسنا نموراً في الإقدام والسَنا . ولسنا صقوراً في الإنقضاض والهجوم . كلنا اصبحنا في وجوم ، تنخر أجسامنا الهموم . وجوهنا مُكفهِرّه ، ونتخاذل عند اللزوم .

كل الحيوانات تدافع عن ممتلكاتها ، وأبنائها وكل ما يخصها . ليتنا نَشبهها . ليتنا نعتبرها قدوتنا . ليتنا نرتقي الى مصافِ قيمها . حتى الحيوانات تربأ بأنفسها عنا .

لا أظن ان عرب هذا الزمان من سلالة عدنان ولا قحطان . ربما اننا من سلالة الشيطان . والا فكيف وصلنا الى ، ورضينا بهذا الخُذلان ؟

أراضينا مُحتلة . ليست فلسطين فقط . ياليتها كانت فلسطين محتلة لوحدها ، لإعتبرناها دفع بلاء ، وصَدُّ حَسَد ، وخلاص من عين حاسد . لم يعد لنا كرامة لا كأفراد ، ولا جماعات ، ولا مجتمعات ، ولا دول . لو ان لدينا كرامة لما سكتنا عن : إحتلال عربستان ؟ وعن إحتلال الجزر الإماراتية الثلاثة ( طنب الصغرى ، والكبرى ، وأبو موسى ) ؟ لو ان لدينا الحد الأدنى من كرامة الرجال ، لما سكتنا عن احتلال لواء الإسكندرونة ؟ ولما سكتنا عن إحتلال الجولان ؟ ولما سكتنا عن تقسيم السودان ؟ ولما سكتنا عما يُفعل في العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان ولبنان ؟ ولما سكتنا عن تعطيش مصر وسوريا والعراق ؟ لو ان لدينا كرامة لما سكتنا عن تهديدات الكويت والبحرين والسعودية والإمارات ؟ لو ان لدينا كرامة لما سكتنا عن تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي ؟

لمعرفة حجم تخلي النظام الرسمي العربي عن القضية ، ارجو قراءة هذا التصريح الرسمي للحاخام / ديفيد وايس ، الناطق الرسمي بإسم حركة ناطوري كارتا اليهودية ، حيث قال : [[ أُعلن لكم زوال إسرائيل ، دولة إسرائيل ستنتهي لا محالة ، لأنها ضِدّ الله ، والله لا يريد إسرائيل ]].

أكاد أموت غيضاً وقهراً بسبب ما وصلنا اليه من هوان . تردينا ، وهانت علينا أنفسنا ، وإستمرأنا الذُلَّ والهوان ، واصبحنا نحن والذُلّ والهوان صنوان لا يفترقان . من يُصدِّق ان أنفة العربي تقبل بهذا الهوان والخذلان !؟ لو ان لدينا ذرة من كرامة لسعينا للموت الزؤام ، وشُلت الأقلام ، وجَفَتْ عيوننا المنام .

متى يعود لأمتنا الألق والصدق مع أنفسنا ؟ متى يعود لنا الحنق على كرامتنا التي هُدِرت ، وأراضينا التي سُلِبَتْ ، وهيبتنا التي ذهبت ، ودماء أبنائنا التي أُهرِقتْ ؟

ليت أمتنا تنهض ، وتنتفض ، وتنفض عنها غبار الذل والهوان . ليت لنا جبين يندى ، وجبهة تعرق ، وقلب يخفق . ما يعزيني انها سُنة الكون ، فكما تنهض الأُمم تخفق ، وكما تزدهر تندحر .

Share This Article