صراحة نيوز- حسين العموش
لا تنتظريه يا صغيرتي .. لن يأتِ .. انه هناك
في الجنه .. الوالده ايضا عنده هناك .. لا تحزني.. واختك الكبرى واخيك عندهما .. لولا وجودكِ عند بيت العم لكنتي معهم الان .
في غزة يوزعون اطفالهم على منازل الاقرباء حتى اذا دمرت آلة القتل ال ص ه ي و ن ي ه العمارة او المنزل بقي من العائلة فردا او فردين .
لا اعرف اسمك يا صغيرتي وشبيهة ابنتي يارا ليتك قريبة مني فاضمكما معا لاخبر يارا ان لها شقيقة غزاوية فلسطينية روعها الدمار ، تصحو مرارا في ليل غ ز ة المظلم الطويل على صيحات وبكاء والم .
في شوارع غ ز ة .. ثمة كرامة واباء ونخوة وحمية يفتقدها اغلب العربان .. في غ ز ة ثمة اطفال باتوا بلا اباء ولا امهات ولا اخوة .
الى الافق البعيد تنظرين .. تستجدين بصمتك وبراءتك عروبة شيعت الى مثواها الاخير .. ومسلمين لا يملكون سوى الدعاء على ال م غ ت ص ب .. ومسيرات مليونيه تجوب عواصم العرب لا العروبة .. تصدح حناجرهم بالغضب نهارا .. ثم تجمعهم اشهى الاطباق ليلا .
يا صغيرتي .. اعرف انك تجوعين في الليل ولا تجدين غير (غماس الشطة) وكسرة خبز بائته .. اعرف انك في هذه اللحظة تتمنين او تكبرين لتثأري من ال غ ز ا ة .. اعرف انك تشتاقين كثيرا لحضن الوالدة .. وللعب الغماية مع شقيقك .. اعرف انك تبحثين عن طفولة مغيبة وغائبة .. اعرف انك تسحّين دموع الاسى تحت الحرام وانتي تتظاهرين بالنوم حين تتذكرين انك لن تري اهلك مجددا الا في الجنة .
تذكري يا صغيرتي اننا اهلك والعزوة .. واننا رغم الهوان والضعف والخذلان نحتظن طيفكِ الصغير ..نهدهد كتفيك .. ونعيد في الحلم تصفيف شعركِ الجميل .. نتفقد فيه الشيب وننسل شعرات بيضاء .
تذكري اننا رغم البعد والخوف نحلم بكِ وبرفاقك الصغار الصغار حين يكبرون.. نحلم بغد مشرق .. تحملون فيه ارواحكم وتواجهون بها ع د و الامة .. اتصوركِ تلقين بالعروسة التي تحتضنين لتستبدلينها برشاش ٥٠٠ .. او ربما مسدس ليزر .. او بعدة قنابل تتفحصين الصاعق فيها قبل ان تقرأين فاتحة الكتاب .. هذه المرة لن تودعي الوالده والوالد انهم بانتظارك على باب الريّان يلوحون لك من بعيد .. ترسم الوالدة ابتسامة عتاب على شفتيها وهي تقول لكِ: تأخرتي .
ستقولين لها انك انشغلت ِ بتدريبات الشباب والصبايا في مخيم الشاطىء .. ستقولين لها ان العم محمد الضيف وضع الخطة باحكام ثم اجل التنفيذ مرارا .. ستخبرينها ان بيان ابو عبيدة بالوصول الى ت ل ا ب ي ب كان محكما هذه المرة .. وان ال ص ه ا ي ن ه تركوها وفروا الى البحر هلعا.. ستحظنك هذه المرة بشوق .. سيقبل الوالد جبينك شهيدة وقائد اثخن جراح العدو .. كلمة واحدة سيقولها الوالد ثم يغيب مثل طيف ،سيقول: الان انتصرنا .