أكادُ أُجَنّْ .. من عِظَمِ .. المِحَنّْ

4 د للقراءة
4 د للقراءة
أكادُ أُجَنّْ .. من عِظَمِ .. المِحَنّْ

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمه

صحيح أنني كتبت مقالاً قبل أيام بعنوان ( ما ظل فيها كلام .. شُلَّتِ الأقلام ) . وفعلاً لم أعد قادراً على إكمال مقال ، وشجوني تعطلت . وتفكيري شُلًَّ تماماً . وأصبحت على وشك المعاناة من الكآبة . وأنا أتساءل باستمرار : كيف لعربي نقي يحمل صفات الرجل العربي الأبي ان يحتمل إبادة شقيقه العربي ، أمام ناظريه ، من عدو يقضم أوطاناً عربية قطعة قطعة ، وهو يعرف ان العدو سيتعشى به بعد ان يُكمل غدائه بشقيقه !؟ وينطبق عليه المثل الذي يقول ( أُكِلتُ يوم أُكِل الثور الأبيض ) . وهو مثلٌ يُضرب عند الشعور بالندم ، في وقتٍ لا ينفع فيه الندم .

ما يحدث في غزّة العِزة ، تشيبُ له الوِلدان . ويتعطل بسببه القلم واللسان . إنقضى ( ٢٠ ) يوماً متصلة بالتمام والكمال ، وغزة ما زالت تتعرض للإبادة . والأفظع انه ما زال التحشيد العالمي ضد غزة مستمراً ، وأي تحشيد !؟ إنه حِلف النيتو بكامل قوة أعضائه ، لذلك ليس هناك بارقة أملٍ لإيقاف هذا الإجرام غير المسبوق . والحديث عن وقف هذا القتل والدمار يعتبر جهلاً مُطلقاً ومُطبقاً ، حتى هذه الساعة .

إستسلمنا للأمر الواقع كعرب . وخَذلنا أبناء جِلدتنا . وبُحّت أصوات الشعوب العربية المسكينة ، التي لا تلوي على شيءٍ ، سوى القيام بمظاهرات او مسيرات او وقفات إحتجاجية ، هذا إذا سُمِحَ بذلك . وتكشف موقف النظام الرسمي العربي ، منذ اليوم الأول . وإكتفينا بالدعاء ، وتكرار جملة ( لا حول ولا قوة الا بالله ) . وإنفضح موقف النظام الرسمي العربي ، الذي ان لم يكن منحازاً للعدو الصهيوني ، فانه يساوي بين الضحية والجلاد المُحتل .

لكن الأكثر إيلاماً ، انه عندما سنحت فرصة لمخاطبة العالم ، لم يجرؤ اي مسؤولٍ عربي ، على الأقل بتفنيد كذب مسؤولي العدو . فمثلاً لم نفضح كذب العدو بأن المقاومة لم تقتل الأطفال الصهاينة أمام أُمهاتهم ، ولم تقم المقاومة بجز رؤوس الأطفال ولم يتم إغتصاب النساء وقتل العجزة من الصهاينة . مع ان البيت الأبيض كذّب رئيسه ، ونفى جز رؤوس الأطفال . كما ان الرئيس الأميركي ، إعترف بان النتن ياهو قد خدعه وغرر به . بينما تبجح وزير خارجية الكيان وعاد وكرر جز رؤوس الأطفال الصهاينة من قبل المقاومة ، ولم يتم التصدي له ، وتكذيب إدعاءاته من قبل اي مسؤول عربي !!؟؟

تخيلوا كم هُنّا ، وأُهِنّا ، وخِبنا ، ( وتمسحنا ) كنظام رسمي عربي . لدرجة انه لم يعد يجرؤ على الرد على أكاذيب العدو ، وتفنيد إدعاءاته . حتى توصيف الغرب للمقاومة الفلسطينية في غزة وتشبيهها بسيئة الذِكر داعش . لم يجرؤ مسؤول عربي على تذكير الغرب وخاصة أمريكا ، بأن داعش صنيعتهم ، وتأكد ذلك على ألسنة كبار المسؤولين ، مثل الرئيس الامريكي السابق ترامب ، الذي كررها مرات عديدة ، وكذلك السيدة / هيلاري كلينتون التي اعترفت بذلك نصاً في كتابها ، وكررته أكثر من مرة في مقابلات تلفزيونية !؟ والنظام الرسمي العربي خاف ، وخشي ، وعجز عن تذكيرهم بما أكده كبار المسؤولين الأمريكان !؟ يا للهوان !؟

وأختم ببيتٍ للشاعر العظيم المتفرد / المتنبي حيث قال :—
مَنْ يَهُن يَسهلُ الهَوانُ عليهِ / ما لِجُرحٍ بميتٍ إيلامُ

Share This Article