صراحة نيوز – كتب حاتم الكسواني
في ظرف صعب مثل هذا الذي نمر فيه ، حيث تشهد غزة عملية إبادة جماعية لم يشهد التاريخ مثلها ، ويقترفها الإسرائيلي بتأييد أمريكي غربي يهدف للحفاظ على مشروعه الإستعماري الإحلالي الرابض على صدر مقدرات العالم العربي وإستقلال قراره .
ظرف يشهد صمودا بطوليا اسطوريا للمقاومة الفلسطينية في غزة يدخل شهره الثاني ، وعلى بعد أيام من عقد مؤتمر للقمة العربية في الرياض لبحث تداعيات معركة غزة ، وبوح الفكر الإستعماري الصهيوني بإمكانية إستخدام القنابل النووية في حروبه مع الأمة العربية .
ولوضع النقاط على الحروف نقول اول نقطة على أول حرف تشي بأن معظم يهود إسرائيل يؤمنون بنهج إبادة الآخر وإستعباده حدث ذلك في حرب سيناء بإبادة جنود مصريين تحت جنازير الدبابات الإسرائيلية ، وتكررت عمليات الإبادة الجماعية التي تقوم بها أذرع الكيان الإسرائيلي العسكرية والإستخبارية مرارا وتكرارا في مجازر فلسطين عام ،1948 ، وفي غزة والضفة الغربية .
هم أمة لا تقيم وزنا لحياة الآخر ولا للإتفاقيات التي تبرم معه أو للقوانين والأعراف الدولية .
أمة تكذب وتكذب وتكذب ولا تلتزم بوعودها وعهودها وإتفاقياتها .
فهل نأمن لهم ؟!
هؤلاء قوم لا نأمن لهم ، فقد لفظتهم أوروبا لعدم ولائهم ولجشعهم ومخادعتهم فلفظتهم وطردتهم ، وهاهم يعيدون الكرة بأفعالهم المشينة في بلادنا ،
فبعد أن حضروا إلينا لاجئين هاربين من حقهم وقتلهم واستضفناهم وامناهم وامنا لهم خدعونا وغدروا بنا وقتلوا أطفالنا وشيوخنا وبقروا بطون نسائنا وطردونا من بلادنا واستولوا على أراضينا
و عليه فنحن لن نأمن شرهم إلا بمواصلة مقاومتهم وطردهم من بلادنا التي أحتلوها و طردهم من جوارنا .
اما وقد طال الأمد الذي قامت به إسرائيل بجرائمها قتلا وتدميرا وحرقا وهدما للبيوت على رأس ساكنيها من أبناء غزة ، وملاحقة تجمعاتهم بالقصف الهمجي والقتل الجماعي في ساحات المستشفيات ومدارس وكالة الغوث وفي الطرقات والممرات المخصصة لمواكب النزوح للمناطق الآمنة فقد أصبح من الضروري ردع هذا المحتل الذي ثبت أنه ليس الأقوى ، والاقل قيمة إخلاقية ، ولا ينطبق عليه أي وصف من الأوصاف التي عملت وسائل الإعلام الهوليودية على زرعها في مخزون ذاكرتنا وأطرنا المرجعية ، بتصويره كواحة للديموقراطية و كقوة لا تقهر يجب أن نرتعب عند التعامل معها وأن نيأس من إمكانية مواجهتها والإنتصار عليها .
واصبح أيضا من الضروري إستنزافه ومحاصرته على المديين القصير والطويل بحرب استنزاف يومية إقتصادية وثقافية وعسكرية .
فإقتصاديا لابد من مقاطعتهم ومقاطعة كل من يدعمهم بأي شكل من الأشكال ، وفي حالة الحرب معهم او في غير الحرب و حتى يتخلوا عن مخططاتهم الخبيثة و اطماعهم ضد الأمة و في الأرض العربية .
نستنزفهم ثقافيا بعزلهم عزلا تاما عن الإنخراط بأي صورة وأي شكل من الأشكال في الحياة الثقافية العربية والإسلامية أو في الحراك الثقافي للدول الصديقة الآسيوية والأفريقية .
ونستنزفهم عسكريا وبلا هوادة وبالطريقة التي اتبعها الجيش المصري في حرب الإستنزاف التي شنها ضد الجيش الإسرائيلي منذ عام 68 حتى حرب السادس من أكتوبر المجيدة حتى لا نترك لهم وقت للراحة أو الشعور بالأمان فهم لا يطيقون الشعور بعدم الأمان .
نستنزفهم مادام هدفهم تحقيق حلم ” أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ” وعلى حساب أرضنا و تفتيت بنى ومصالح مجتمعاتنا .
اما مانراه مطلوبا من مؤتمر القمة العربي القادم فليس أقل من :
– اتخاذ موقف واضح بتأييد خيار المقاومة الفلسطينية لإسترداد الأرض والكرامة والتمسك بتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وتأسيس دولته المستقلة .
– حماية المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة باتخاذ إجراءات فاعلة تحقق هذه الغاية بقطع العلاقات الدبلوماسية ومسارات التطبيع مع إسرائيل ومع كل الدول المؤيدة لها في عملية الإبادة الجماعية التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني وبتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك وتحريك قوات عسكرية على طول حدود دول الطوق العربي تهديدا للتدخل العسكري في حالة استمرار العدوان .
– الإعلان عن إعتبار حركة حماس حركة تحرر وطني فلسطينية وواحدة من منظيمات منظمة التحرير الفلسطينية.
– الإعلان عن تأسيس اتفاقية عربية للتصنيع الحربي لتصنيع الأسلحة العربية الثقيلة والمتقدمة للإستقلال عن الدول الأجنبية في مجال التزود بالسلاح منها ، والبدء بتنفيذ برنامج نووي عربي عسكري ردا على التهديد بضرب غزة بقنبلة نووية ، الأمر الذي يعني بأن مثل هذه التصريحات هي بمثابة تهديد لكل دول الوطن العربي .
– استخدام سلاح النفط والتلويح بتخفيض كميات إنتاج النفط تصاعديا لحين وقف إطلاق النار .
– الإعلان عن مصالحات عربية في بيان القمة بين الفرقاء العرب ، و تشكيل لجان مصالحات وطنية في دول سوريا ، والعراق ، وليبيا ، والسودان ، و تخصيص صندوق قومي لإعادة بنائها و دعم دول الطوق المحيطة بإسرائيل .
– المطالبة بحقوق الوطن العربي بمياهه المسروقة ومؤازرة مصر والسودان وسوريا والعراق والأردن ولبنان بإستعادتها .
– إصلاح النظام الأساسي لجامعة الدول العربية خاصة البند الخاص بالتصويت على القرارات على مبدأ الأكثرية لا على مبدأ الإجماع .
– تأييد مواجهة المخططات الصهيونية للسيطرة على مداخل البحر الأحمر في باب المندب وتنفيذ مشروع قناة البحر الأبيض إيلات كقناة بديلة لقناة السويس
.- إحياء تجربة «مكتب المقاطعة المركزي» الذي كان يعمل على تنظيم مقاطعة إسرائيل من قبل كافة الدول العربية مجتمعة وتوقف عمله بسبب عدم اكتمال نصاب اجتماعاته منذ عام 1993.
– إحياء كافة الإتفاقيات الإقتصادية العربية للوصول إلى السوق العربية المشتركة .
وغيرها طيف واسع من الإجراءات والقرارات التي يمكن إتخاذها وتُفرح الأمة .
نعلم بأن مقالتنا تندرج تحت تصنيف الحلم … ولكنه حلم كل أبناء الأمة التي تحلم بمؤتمر قمة واحد تنسجم قراراته مع أحلامها وامانيها . .. فهل يكون مؤتمر قمة 11 تشرين ثاني /نوفمبر هو المؤتمر المنشود ؟!