صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمه
تخاذل النظام الرسمي العربي فاقع وكريه . يصعب على القلم مداراته او التخفيف من توصيفه . كما يصعب على القلم المترفع عن بذيء القول ان يوصفه بما يستحق من الفاظ تليق به . النظام الرسمي العربي يخذل مواطنية في كل شيء ، وشأن ، مهما صغُر او كَبُر ، من سوء تنفيذ مناهل الشوارع ، وحتى القضايا العربية المصيرية الكبرى .
يجثمون على صدورنا ، ويخذلونا ، ويمتهنونا ، ويهينونا . ويتعدون على كراماتنا ، وحرياتنا . ويُلجمون الأقلام الحرّة . وينهبون خيراتنا وثرواتنا واموالنا . ويحكمونا بالحديد والنار .
ألا يستحون !؟ ألا يخجلون !؟ هل لديهم عِرق حياء !؟
الا تحمرّ وجوههم !؟ هل يسري في عروقهم دمٌ عربي !؟ ألم يسمعوا بنخوة العربي !؟ ألم يسمعوا ب وآمعتصماه !؟
أوهمونا ، وخدعونا ، وضحكوا علينا عندما اقنعونا بان جيش العدو لا يُقهر . وانه اذا حاربناهم سنخسر . ونبقى طول العمر نتحسر . ونقول ياليتنا لم نحارب عدونا ، وبدل ذلك كان من الأفضل التقرب منه وخطب وده ، لنعيش في مأمن .
فتبين ان العدو نمر من ورق . وانه كيانٌ متآكل مجتمعياً ، وسياسياً ، وعسكرياً . كيان لا يملك من مقومات المجتمعات شيء . لأنهم ليسوا اكثر من لَمَمّْ ، تقاطروا من كل أقطار العالم . وانهم لولا حلف الناتو وامريكا بالذات لما إستمروا ككيان .
وها هم مجموعة من الثوار الأحرار ، رغم الحصار الذي استمر ل ( ١٦ ) عاماً ( مرمغوا ) هامة العدو بالتراب ، وزلزلوا كيان الكيان ، وفقدوا هيبتهم ، وكُسرت ( عنطزتهم ) . وتم إختراقهم ، وتم إرباكهم من حوالي الف مقاتل ، تسلّحوا بعقيدة عظيمة ، وقضية عادلة فهاجموا ، وثبتوا ، وصبروا ، وأوجعوا ذلك العدو ، وضربوه في مقتل . ولولا الأساطيل التي حُشِدت ، والدعم بالمليارات ، ومساندة جيوش الناتو لوصلوا حدّ الإنهيار . وكلما شعروا بمرارة الوضع لجأوا لقصف الاف المنازل ، وهدموها على رؤوس الأطفال والنساء .
صحيح ان العدو أثخن الجراح بقتل الأطفال والنساء وهدم البيوت على رؤوس العائلات . لكننا لم نشاهد ان جيش العدو أسر مناضلاً ، او كشف أنفاقاً . بل ان المناضلين إصطنعوا انفاقاً زائفة ملغمة ، كمصائد مغفلين لجيش العدو . فكان جنود العدو يفرحون بإكتشاف مداخل للأنفاق فيندفعون بحماس شديد ، فتنفجر الألغام ويُدفن جنود العدو فيها ، ويصبحون فطايس .
والأكثر إيلاماً وإحراجاً للعدو ان المناضلين الأبطال سلّموا أسرى العدو من شمال غزة ، وليس من جنوبها كما كان يعتقد العدو . كيف تم هذا مع اعتقاد العدو انه دمر شمال غزة تماماً ، وان الكل هجرها حتى المناضلين . ونسي العدو انه حتى سيطرته فوق الأرض كما كان يعتقد كانت مؤقته ، وان المناضلين يسيطرون على تحت الارض ، وانهم يختفون من فوق الأرض حتى يستدرجوه ويخرجون له كما الأشباح .
غزة حققت نصراً مؤزراً في الشوط الأول من حرب العدو عليها . والدليل لجوء العدو الى الهدنة المُذلة له ، والموافقة على تبادل الأسرى ، حيث يُطلِق العدو ثلاثة أضعاف العدد الذي تُطلِقه المقاومة ، وليس بينهم من جنود العدو الأسرى .
أما اذا كان هناك شوطاً ثانياً للحرب ، فإن رب العباد وحده هو الذي يعلم منتهاها . لكن علينا ان لا ننسى ما حققت تلك الحرب للقضية الفلسطينية . فقد وضعت القضية على طاولة أولويات العالم بأسره . كما ان شعوب العالم إنقشع عنها ضباب الإعلام الصهيوني الكاذب ، بفضل وسائل التواصل الإجتماعي فأصبح مصدر المعلومة لشعوب الغرب فردي وليس من خلال محطات التلفزة الصهيونية . وكانت النتيجة المذهلة حيث اكدت إحصائيات عالمية محايدة ان ( ٩٥ ٪ ) من شعوب العالم تؤيد القضية الفلسطينية ، وان ( ٥٪ ) فقط تؤيد الكيان . ثم تصوروا ان عائلات الأسرى الصهاينة رفعوا علم فلسطين عند استقبالهم للأسرى ، عرفاناً بحسن معاملة المقاومة للأسرى . سبحان مُغير الأحوال ، سبحان الذي يُغير ولا يتغير . اللهم إنصر المقاومة والشعب العربي على النظام الرسمي العربي أولاً وعلى الصهاينة ثانياً .