صراحة نيوز- الدكتور علي فواز العدوان
التنمية العالمية مفهوم يتعلق بالجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف أنحاء العالم.
يشمل ذلك دعم البلدان النامية في تحسين بنيتها التحتية، وتعزيز التعليم والصحة، وتعزيز فرص العمل والاستثمار.
ويشير إلى الجهود التي يمكن اتخاذها للتصدي للمخاطر المحتملة التي قد تؤثر على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
ويمكن أن يشمل ذلك التأمين ضد المخاطر الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل، وتطوير سياسات اقتصادية للتعامل مع التقلبات في أسواق العملات والأسعار.
وتتم عميات التوازن بين التنمية العالمية والضمان من المخاطر من خلال تنفيذ سياسات تنمية تأخذ في اعتبارها متغيرات المخاطر.
و تحسين قدرة الدول على التعامل مع المخاطر من خلال بناء مؤسسات قوية وتعزيز القدرة على التكيف والاستجابة.
من المهم أن يتم التفكير في هذين الجانبين معًا لضمان استدامة التنمية وتحقيق التوازن بين تحقيق النمو الاقتصادي وتقليل المخاطر الاقتصادية والاجتماعية.
وتعتبر مجموعة بريكس تكتل اقتصادي يضم خمس دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. تأسست هذه المجموعة بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة في هذه الدول. يمكن أن تسهم مجموعة بريكس في دعم التنمية العالمية وتعزيز ضمان المخاطر بطرق عدة:
تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، مما يعزز التجارة والاستثمار ويسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية.
تقوم مجموعة بريكس بتقديم التمويل والدعم لمشروعات التنمية في دول نامية، سواء كانت ذلك من خلال منح أو قروض تسهم في تحسين البنية التحتية وتعزيز القدرات التنموية.
من خلال التعاون في مجموعة بريكس، يمكن للدول الأعضاء تبادل الخبرات وتطوير استراتيجيات مشتركة لتعزيز الاستدامة الاقتصادية والبيئية.
و تعمل مجموعة بريكس على تعزيز آليات التعاون المالي، مثل إنشاء صندوق لمكافحة الأزمات أو تعزيز التعاون مع البنوك الدولية لتوفير تمويل للمشروعات التنموية.
و تسعى مجموعة بريكس إلى تحقيق التوازن في النظام الاقتصادي العالمي من خلال المشاركة في منتديات دولية ودعم إصلاحات تعزز المشاركة العادلة للدول النامية.
من خلال هذه الجهود، يمكن لمجموعة بريكس أن تلعب دورًا هامًا في دعم التنمية العالمية وتعزيز ضمان المخاطر، مما يسهم في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للدول الأعضاء وأيضًا للمجتمع الدولي بشكل عام.
ومن المقترح تعديل الاسم ليصبح «بريكس بلس» بعد إعلان الرئيس الجنوب الأفريقي في الثلث الاخير من العام الحالي خلال قمة البريكس المنعقدة في بلده عن قبول إنضمام ست دول جديدة للبريكس وهي السعودية و الإمارات، مصر، الأرجنتين، إثيوبيا، إيران، وذلك اعتباراً من بداية العام القادم .
عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة البرازيل وروسيا والهند والصين في يكاترينبورغ بروسيا في حزيران 2009 حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية. وعُقِدَ أول لقاء على المستوى الأعلى لزعماء دول” بريك” عام 2008 وذلك في جزيرة هوكايدو اليابانية وشارك في بالقمة الرئيس الروسيا فلاديمير بوتين ورئيس الصين هو جين تاو ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ ورئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق في القضايا الاقتصادية العالمية، بما فيها التعاون في النظام العالمي المالي وحل قضايا إمدادات الغذاء.
تشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها يقارب 40بالمية من سكان الأرض ومن المتوقع بحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصاد أغنى الدول في العالم ومن المتوقع أن تشكل هذه الدول حلفًا أو نادياً سياسياً فيما بينها مستقبلاً.
لم يتم تناول المناقشات حول توسيع ودخول الدول الأعضاء الجديدة إلا قليلاً حتى أوائل عام 2020 ، وبعد هذا التاريخ ، بدأ القادة وكبار الدبلوماسيين في الدول المؤسسة مناقشات لتوسيع المجموعة أبدت الجزائر والأرجنتين والبحرين وبنغلاديش وبيلاروسيا ومصر وإندونيسيا وإيران والمكسيك ونيجيريا وباكستان والسعودية والسودان وسوريا وتونس وتركيا والإمارات وفنزويلا وزيمبابوي اهتمامًا بعضوية بريكس في الاول من العام الحالي أعلنت روسيا أنها تدعم محاولة الجزائر للانضمام إلى البريكس.
هنالك معادلة اقتصادية يتفق عليها أغلب الباحثين والمتخصصين والتي تقول أنهُ كلما زادت مساحة الدول الجغرافية زادت حظوظها في الحصول على الموارد الطبيعية المتنوعة والثرورات الباطنية التي تحتاجها في تنمية اقتصادها ولو أخذنا هذه الفكرة وطبقناها على البريكس لوجدنا أن روسيا الاتحادية هي أكبر دولة من حيث المساحة في العالم وفي تشكل الدول الاعضاء في بيريكس في أربع قارات البرازيل في الأمريكتين، روسيا في أوروبا، الهند والصين في آسيا وجنوب أفريقيا في أفريقيا. تغطي الدول الأعضاء فيها مساحة تزيد على 27بالمئة من مساحة سطح الأرض.
يعتمد الهيكل المالي لبريكس على عنصرين رئيسيين الأول هو بنك التنمية الجديد ويشار إليه أحياناً باسم بنك تنمية البريكس والثاني ترتيبات احتياطي الطوارئ وتم توقيع الاتفاقيات الخاصة بكل منهما في عام 2014 وتم تفعيلهما عام 2015.
و تم الاتفاق على إنشاء بنك التنمية الجديد وصندوق احتياط نقدي جديد بقيمة 50 و 100 مليار دولارعلى التوالي ومقره شنغهاي وذلك أثناء القمة في شنغهاي تموز 2014 .
ترتيبات احتياطي الطوارئ لبريكس هو إطار لتوفير الحماية ضد ضغوط السيولة العالمية و يشمل قضايا العملة حيث تتأثر العملات الوطنية للأعضاء سلبًا بسبب الضغوط المالية العالمية وينظر إليه على أنه منافس لصندوق النقد الدولي وينظر إلى بنك التنمية الجديد كمثال على زيادة التعاون بين الجنوب والجنوب و يتكون الأساس القانوني من معاهدة إنشاء ترتيب احتياطي البريكس.
نظام الدفع لمجموعة بريكس تم الحديث عنه في قمة بريكس 2015 في روسيا، حيث بدأ وزراء من دول المجموعة، بإجراء مشاورات لنظام الدفع الذي سيكون بديلاً لنظام سويفت الدولي لتحويل الاموال وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن وزراء المالية والتنفيذيين في البريكس و البنك المركزي يتفاوضون ليتم وضع أنظمة الدفع والانتقال إلى التسويات بالعملات وطنية و نظام دفع متعدّد الأطراف متعدّد الجنسيات من شأنه توفير قدر أكبر من الاستقلالية سيخلق ضمانة أكيدة لـبريكس.
كما بدأ البنك المركزي الروسي بمشاورات مع دول بريكس لنظام الدفع الذي سيكون بديلا لنظام سويفت والفوائد الرئيسية التي تم إبرازها هي ”النسخ الاحتياطي” والتكرار في حالة حدوث تعطل في نظام سويفت. صرح نائب محافظ البنك المركزي الروسي أولغا سكوروبوجاتوفا في إن الموضوع الوحيد الذي قد يهمنا جميعًا في بريكس هو النظر والتحدث حول إمكانية وضع نظام ينطبق على دول البريكس ، وتستخدم كنسخة احتياطية
كما بدأت الصين في تطوير نظام الدفع الخاص بها والذي يسمى نظام المدفوعات عبر الحدود بين البنوك والذي سيكون بديلاً لنظام سويفت وهو نظام مدفوعات بديلة من شأنها أن توفر شبكة تمكن الشعوب في جميع أنحاء العالم لإرسال واستقبال المعلومات حول المعاملات المالية في بيئة آمنة وموحدة وموثوقة.
أن دول البريكس لا يشملها تحالف سياسي إلاَ أنها تنسق فيما بينها للتأثير في الاتفاقيات التجارية الأساسية، فلديها القدرة على تشكيل تكتل إقتصادي قوي خارج إطار المجموعة الصناعية السبعة G7 فدول البريكس أكثر تطوراً في المجال الاقتصادي في العالم وهذا الأمر يدعمه عدد من النقاط منها البرازيل عملاق أمريكا اللاتينية من أكثر الدول المزودة للمواد الخام، وروسيا مصدر عالمي للطاقة الكامنة والغاز ، والهند هي مصدر مهم لتكنولوجيا المعلومات، أما الصين فلها موقع إنتاجي وديموغرافي متقدم ومتطور، وأخيراً جنوب أفريقيا هي منطقة تعدين مهمة عالمياً وموقع استراتيجي عالمي مهم جدا بإشرافها على المحيط الهندي والمحيط الأطلسي معا، هذه الركائز المهمة تتمتع بها دول البريكس على الرغم من ارتفاع نسبة الأمية في بعض أعضائها كالهند مثلاً حيث نسبة الأمية فيها الى 30بالمية إلاَ أنها استطاعت تجاوز هذه الصعوبات بإصلاحات سياسية كي تتمكن من دخول الاقتصاد العالمي إذ تركز دول المجموعة بصورة دقيقة على التعليم والاستثمار الخارجي والمشاريع الصناعية المحلية الضخمة، مع دعمها بوزن دبلوماسي أكبر على الصعيد الدولي .