‏”بريكس” بين التنمية العالمية والضمان من المخاطر

8 د للقراءة
8 د للقراءة
‏"بريكس" بين التنمية العالمية والضمان من المخاطر

صراحة نيوز- الدكتور علي فواز العدوان


التنمية العالمية مفهوم يتعلق بالجهود التي يبذلها المجتمع الدولي ‏لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف أنحاء العالم‎.‎
يشمل ذلك دعم البلدان النامية في تحسين بنيتها التحتية، وتعزيز ‏التعليم والصحة، وتعزيز فرص العمل والاستثمار‎.‎
ويشير إلى الجهود التي يمكن اتخاذها للتصدي للمخاطر المحتملة ‏التي قد تؤثر على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي‎.‎
ويمكن أن يشمل ذلك التأمين ضد المخاطر الطبيعية مثل ‏الفيضانات والزلازل، وتطوير سياسات اقتصادية للتعامل مع ‏التقلبات في أسواق العملات والأسعار‎.‎
وتتم عميات التوازن بين التنمية العالمية والضمان من المخاطر من ‏خلال تنفيذ سياسات تنمية تأخذ في اعتبارها متغيرات المخاطر‎.‎
و تحسين قدرة الدول على التعامل مع المخاطر من خلال بناء ‏مؤسسات قوية وتعزيز القدرة على التكيف والاستجابة‎.‎
من المهم أن يتم التفكير في هذين الجانبين معًا لضمان استدامة التنمية ‏وتحقيق التوازن بين تحقيق النمو الاقتصادي وتقليل المخاطر الاقتصادية ‏والاجتماعية‎.‎
وتعتبر مجموعة بريكس تكتل اقتصادي يضم خمس دول هي البرازيل ‏وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. تأسست هذه المجموعة بهدف ‏تعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة في هذه الدول. يمكن أن ‏تسهم مجموعة بريكس في دعم التنمية العالمية وتعزيز ضمان المخاطر ‏بطرق عدة‎:‎
تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، مما يعزز ‏التجارة والاستثمار ويسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية‎.‎
تقوم مجموعة بريكس بتقديم التمويل والدعم لمشروعات التنمية ‏في دول نامية، سواء كانت ذلك من خلال منح أو قروض تسهم ‏في تحسين البنية التحتية وتعزيز القدرات التنموية‎.‎
من خلال التعاون في مجموعة بريكس، يمكن للدول الأعضاء تبادل ‏الخبرات وتطوير استراتيجيات مشتركة لتعزيز الاستدامة ‏الاقتصادية والبيئية‎.‎
و تعمل مجموعة بريكس على تعزيز آليات التعاون المالي، مثل ‏إنشاء صندوق لمكافحة الأزمات أو تعزيز التعاون مع البنوك الدولية ‏لتوفير تمويل للمشروعات التنموية‎.‎
و تسعى مجموعة بريكس إلى تحقيق التوازن في النظام الاقتصادي ‏العالمي من خلال المشاركة في منتديات دولية ودعم إصلاحات ‏تعزز المشاركة العادلة للدول النامية‎.‎
من خلال هذه الجهود، يمكن لمجموعة بريكس أن تلعب دورًا هامًا في ‏دعم التنمية العالمية وتعزيز ضمان المخاطر، مما يسهم في تحسين ‏الظروف الاقتصادية والاجتماعية للدول الأعضاء وأيضًا للمجتمع الدولي ‏بشكل عام‎.‎
ومن المقترح تعديل الاسم ليصبح «بريكس بلس» بعد إعلان الرئيس ‏الجنوب الأفريقي في الثلث الاخير من العام الحالي‎ ‎خلال قمة البريكس ‏المنعقدة في بلده عن قبول إنضمام ست دول جديدة للبريكس ‏وهي‎ ‎السعودية و‎ ‎الإمارات،‎ ‎مصر،‎ ‎الأرجنتين،‎ ‎إثيوبيا،‎ ‎إيران، وذلك ‏اعتباراً من بداية العام القادم‎ .‎
عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة ‏‎ ‎البرازيل‎ ‎وروسيا‎ ‎والهند‎ ‎والصين‎ ‎في‎ ‎يكاترينبورغ‎ ‎بروسيا‎ ‎في‎ ‎حزيران‎ 2009 ‎حيث تضمنت الإعلان عن ‏تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية‎.‎‏ وعُقِدَ أول لقاء على المستوى الأعلى ‏لزعماء دول” بريك” عام‎ 2008‎‏ وذلك في جزيرة‎ ‎هوكايدو‎ ‎اليابانية‎ ‎‏ ‏وشارك في بالقمة الرئيس الروسيا‎ ‎فلاديمير بوتين‎ ‎ورئيس الصين‎ ‎هو ‏جين تاو‎ ‎ورئيس وزراء الهند‎ ‎مانموهان سينغ‎ ‎ورئيس البرازيل‎ ‎لويس ‏إيناسيو لولا دا سيلفا‎ ‎واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق في ‏القضايا الاقتصادية العالمية، بما فيها التعاون في النظام العالمي المالي ‏وحل قضايا إمدادات الغذاء‎. ‎
تشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها يقارب ‏‏40بالمية من سكان الأرض ومن المتوقع بحلول عام‎ 2050 ‎أن تنافس ‏اقتصادات هذه الدول،‎ ‎اقتصاد‎ ‎أغنى الدول في‎ ‎العالم‎ ‎ومن المتوقع أن ‏تشكل هذه الدول حلفًا أو نادياً سياسياً فيما بينها مستقبلاً.‏
لم يتم تناول المناقشات حول توسيع ودخول الدول الأعضاء الجديدة إلا ‏قليلاً حتى أوائل عام‎ 2020 ‎، وبعد هذا التاريخ ، بدأ القادة وكبار ‏الدبلوماسيين في الدول المؤسسة مناقشات لتوسيع المجموعة أبدت ‏الجزائر والأرجنتين والبحرين وبنغلاديش وبيلاروسيا ومصر وإندونيسيا ‏وإيران والمكسيك ونيجيريا وباكستان والسعودية والسودان وسوريا ‏وتونس وتركيا والإمارات وفنزويلا وزيمبابوي اهتمامًا بعضوية بريكس ‏في الاول من العام الحالي أعلنت روسيا أنها تدعم محاولة الجزائر ‏للانضمام إلى البريكس.‏‎ ‎
هنالك معادلة اقتصادية يتفق عليها أغلب الباحثين والمتخصصين والتي ‏تقول أنهُ كلما زادت مساحة الدول الجغرافية زادت حظوظها في ‏الحصول على الموارد الطبيعية المتنوعة والثرورات الباطنية التي ‏تحتاجها في تنمية اقتصادها ولو أخذنا هذه الفكرة وطبقناها على البريكس ‏لوجدنا أن روسيا الاتحادية هي أكبر دولة من حيث المساحة في العالم ‏وفي تشكل الدول الاعضاء في بيريكس في أربع قارات البرازيل في ‏الأمريكتين، روسيا في أوروبا، الهند والصين في آسيا وجنوب أفريقيا في ‏أفريقيا. تغطي الدول الأعضاء فيها مساحة تزيد على 27بالمئة من ‏مساحة ‏‎ ‎سطح الأرض.‏
‎ ‎
يعتمد الهيكل المالي لبريكس على عنصرين رئيسيين الأول هو‎ ‎بنك ‏التنمية الجديد ويشار إليه أحياناً باسم بنك تنمية البريكس‎ ‎والثاني ترتيبات ‏احتياطي الطوارئ وتم توقيع الاتفاقيات الخاصة بكل منهما في ‏عام‎ 2014 ‎وتم تفعيلهما عام‎ 2015‎‏.‏
و تم الاتفاق على إنشاء‎ ‎بنك التنمية الجديد‎ ‎وصندوق احتياط نقدي جديد ‏بقيمة 50 و 100 مليار دولارعلى التوالي ومقره‎ ‎شنغهاي‎ ‎وذلك أثناء ‏القمة في شنغهاي تموز 2014‏‎ ‎‏.‏
ترتيبات احتياطي الطوارئ لبريكس‎ ‎هو إطار لتوفير الحماية ضد ضغوط ‏السيولة العالمية و يشمل قضايا‎ ‎العملة‎ ‎حيث تتأثر العملات الوطنية ‏للأعضاء سلبًا بسبب الضغوط المالية العالمية وينظر إليه‎ ‎على أنه منافس ‏لصندوق النقد الدولي وينظر إلى بنك التنمية الجديد كمثال على زيادة ‏التعاون بين الجنوب والجنوب و يتكون الأساس القانوني من معاهدة ‏إنشاء ترتيب احتياطي البريكس. ‏
نظام الدفع لمجموعة بريكس‎ ‎تم الحديث عنه في‎ ‎قمة بريكس ‏‏2015‏‎ ‎في‎ ‎روسيا، حيث بدأ وزراء من دول المجموعة، بإجراء مشاورات ‏لنظام الدفع الذي سيكون بديلاً لنظام‎ ‎سويفت الدولي لتحويل الاموال ‏‎ ‎وصرح نائب‎ ‎وزير الخارجية الروسي‎ ‎سيرغي ريابكوف‎ ‎‏ إن وزراء ‏المالية والتنفيذيين في البريكس و البنك المركزي‎ ‎يتفاوضون ليتم وضع ‏أنظمة الدفع والانتقال إلى التسويات بالعملات وطنية و نظام دفع متعدّد ‏الأطراف متعدّد الجنسيات من شأنه توفير قدر أكبر من الاستقلالية ‏سيخلق ضمانة أكيدة لـبريكس.‏
كما بدأ‎ ‎البنك المركزي الروسي‎ ‎بمشاورات مع دول بريكس لنظام الدفع ‏الذي سيكون بديلا لنظام سويفت والفوائد الرئيسية التي تم إبرازها هي ‏‏”النسخ الاحتياطي” والتكرار في حالة حدوث تعطل في نظام‎ ‎سويفت‎. ‎صرح نائب محافظ البنك المركزي الروسي‎ ‎أولغا سكوروبوجاتوفا‎ ‎في إن ‏الموضوع الوحيد الذي قد يهمنا جميعًا في بريكس هو النظر والتحدث ‏حول إمكانية وضع نظام ينطبق على دول البريكس ، وتستخدم كنسخة ‏احتياطية
كما بدأت الصين في تطوير نظام الدفع الخاص بها والذي يسمى‎ ‎نظام ‏المدفوعات عبر الحدود بين البنوك والذي سيكون بديلاً لنظام سويفت ‏وهو نظام مدفوعات بديلة من شأنها أن توفر شبكة تمكن الشعوب في ‏جميع أنحاء العالم لإرسال واستقبال المعلومات حول المعاملات المالية ‏في بيئة آمنة وموحدة وموثوقة‎. ‎
أن دول البريكس لا يشملها تحالف سياسي إلاَ أنها تنسق فيما بينها للتأثير ‏في الاتفاقيات التجارية الأساسية، فلديها القدرة على تشكيل تكتل إقتصادي ‏قوي خارج إطار‎ ‎المجموعة الصناعية السبعة‎ G7‎‏ فدول البريكس أكثر ‏تطوراً في المجال الاقتصادي في العالم وهذا الأمر يدعمه عدد من النقاط ‏منها البرازيل عملاق أمريكا اللاتينية من أكثر الدول المزودة للمواد ‏الخام، وروسيا مصدر عالمي للطاقة الكامنة والغاز ، والهند هي مصدر ‏مهم لتكنولوجيا المعلومات، أما الصين فلها موقع إنتاجي وديموغرافي ‏متقدم ومتطور، وأخيراً جنوب أفريقيا هي منطقة تعدين مهمة عالمياً ‏وموقع استراتيجي عالمي مهم جدا بإشرافها على المحيط الهندي والمحيط ‏الأطلسي معا، هذه الركائز المهمة تتمتع بها دول البريكس على الرغم ‏من ارتفاع نسبة الأمية في بعض أعضائها كالهند مثلاً حيث نسبة الأمية ‏فيها الى 30بالمية إلاَ أنها استطاعت تجاوز هذه الصعوبات بإصلاحات ‏سياسية كي تتمكن من دخول الاقتصاد العالمي إذ تركز دول المجموعة ‏بصورة دقيقة على التعليم والاستثمار الخارجي والمشاريع الصناعية ‏المحلية الضخمة، مع دعمها بوزن دبلوماسي أكبر على الصعيد الدولي‎ .‎

Share This Article