صراحة نيوز- د.عبد الفتاح طوقان
فهم دور مدير الاعلام و الاتصال في الديوان الملكي واهميته ايضا كمستشار اعلامي للملك يتشابه مع دورالمستشار الرئاسي في الولايات المتحدة الامريكية والمستشار الاعلامي للرئيس الفرنسي و يجب أن يكون المدير علي درجة عالية من الوعي بتاريخ الاردن و الهاشميين، وعلي اطلاع واسع بكل اتفاقات و معاهدات وعلاقات الاردن مع الخارج و الداخل وأن يكون ملما بجغرافية الاردن وحدوده و اهله الاصليين ومجالسه النيابية وحكوماته .
منصب مدير الاعلام ليس فقط مستشارا اعلاميا لحضرة الملك يحافظ على و يستثمر و يقدم صورة الملك الجماهيرية في الداخل والخارج بل هو ايضا مستشار سياسي مطلوب منه معرفة انواع الاعلام و اصحابه و طريقة مخاطبتهم واسس الاقناع و الحوار مع كافة المستويات. عليه التعامل مع شتى تفاصيل الحياة باستخدام أرقى الآلات والتكنولوجيات وبتطويع علوم الاتصال ليكون ذو تأثير فعال و قوي يخدم الاردن و الملك .
و حيث أنه أصبحت وسائل الإعلام ورسائلها جزءا من نسيج المجتمع وحياته في كل مكان في عالمنا، وذات تأثير مباشر في التّكوين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي للمجتمع، وقادرة على إحداث تغيّر في مسار الخيارات لهذه المجالات، وذلك فضلا عن إمكانيتها تشكيل الوعي وتحديد مسار سلوك الأفراد والجماعة فأن مسوؤليات مدير الاعلام تتخطي الدوام اليومي و قرأة الصحف و الانترنت و تتعداها الي تحليل كل ما ينشر و ما لا ينشر في فهم دقيق للحرف و النقطة و الصورة ..
و مدير الاتصال و الاعلام هو جزءا من فئة واسعة تشمل الاستراتيجيين و الامنين ومنظمي استطلاعات الرأي والمستشارين الإعلاميين ومستشاري الإعلانات وخبراء مواقع التواصل الاجتماعي وراصدي كل ما له علاقة بالملك والمملكة الاردنية.
و اقصد ان دور مدير الاعلام و الاتصال في الديوان الملكي يتمثل في تقديم المشورة للملك بشأن القضايا المهمة والمساعدة في تقديم أفكار الملك للجمهور و مخاطبة الغرب بطريقة علمية سهله و مقبولة لدي المتلقون.
يحتاج مدير الاعلام و الاتصال في الديوان الملكي خبرات سياسية و اقتصادية و المام باوضاع العالم و تقاطعها مع الوضع الاردني، و يحتاج إلى درجة علمية ومؤهلات و درايه بالتحليل و المقارانات وطبيعة الفهم و الادراك الامني و التنسيق مع المختصين بما يخدم الملك و الاردن و يحافظ علي الاسترتيجيات الامنية الاعلامية و ضليع باللغات الاجنبية و العربية وذو شخصية كاريزمية لا تهاب مواجهة الصحافة الغربية ومتحدث لبق جاهز الفكر و العقل في كل اللحظات و علي الهواْ مباشرة.
قادر علي فهم الملك دون ان يسأل ، يتطلع الي اشارات الملك من عينيه لا ينتظر هاتف يقول له ما يفعل، علي العكس هو الرأس و العقل المفكر و الخط الاول في اظهار ما يريد الملك دون رعونه او تخوف ام املاْ.
هو ليس منصب ترضية او مندوب جهة ، هو شخصية مستقله عليها واجب الحفاظ علي الهوية الاردنية ،و الوقوف ضد كل المحاولات المتعمدة من الطمس والتزوير والتشويه التي توجه للملك و للمملكة الاردنية. ومن هنا فأن من اهم ادواره ضرورة الحفاظ على الذاكرة التاريخية للمملكة الاردنية الهاشمية و صياغة الصورة المطلوبة في اصعب المراحل و اكثرها دقة من تاريخ الاردن و الهاشميين.
هناك قصور بلا شك في مراحل سابقة ، و هناك غياب واضح لم تتشكل فيه ادوار مدير الاعلام كعنصرا مؤثرا وفاعلا في الصحافة الاجنبية و خلل في معالجة امور الداخل مما أنعكس سلبا علي الصورة الجماهيرية للملك .
الاعلام و من خلال (وسائل الاتصال) اصبح محدّدا أساسيّا ورئيسيّا لشكل هذا الميدان ومكوّناته وحاضره ومستقبله والتعامل معه يحتاج الي نوعية ذات ذكاء متقد و فهم للاحداث قبل ان تتم و ليس رد فعل بعد الحدث.
مدير الاعلام والاتصال من المفترض أن يقود السياسة وهو أداة رائعة لاستخدام الديمقراطية والعولمة لخدمة اهداف الملك والمملكة ، ولمحاربة الوعي المصطنع و المزيف و التشويه ، وليست السياسة هي التي تقود الاعلام .
aftoukan@hotmail.com