صراحة نيوز_نشر موقع مجلة جامعة هارفارد تقريرا، قال فيه إن باحثين من جامعة هارفارد حققوا إنجازا رئيسيا في السعي نحو الحوسبة الكمومية المستقرة والقابلة للتطوير، وهي تكنولوجيا فائقة السرعة من شأنها أن تمكن من تحقيق تقدم يغير قواعد اللعبة في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الطب والعلوم والتمويل.
قام الفريق بقيادة ميخائيل لوكين، أستاذ الفيزياء بالجامعة والمدير المشارك لمبادرة هارفارد للفيزياء الكمومية، بإنشاء أول معالج كمي منطقي، قادر على تشفير ما يصل إلى 48 كيوبت منطقي، وتنفيذ مئات من عمليات “البوابات المنطقية”، وهو تحسن كبير مقارنة بالجهود السابقة.
نُشر هذا العمل في مجلة Nature، وتم تنفيذه بالتعاون مع ماركوس غرينر، أستاذ الفيزياء في جامعة هارفارد وزملاء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وشركة QuEra Computing، وهي شركة في بوسطن تأسست على التكنولوجيا من مختبرات جامعة هارفارد.
يعد هذا النظام أول عرض لتنفيذ خوارزمية واسعة النطاق على حاسوب كمي مصحح الأخطاء، ما يبشر بظهور حسابات كمومية مبكرة مرنة.
وصف لوكين هذا الإنجاز بأنه نقطة انعطاف محتملة شبيهة بالأيام الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي؛ فقد بدأت أفكار تصحيح الخطأ الكمي والمرونة، والتي تم وضع نظرياتها منذ فترة طويلة، تؤتي ثمارها.
وقال لوكين: “أعتقد أن هذه إحدى اللحظات التي يتضح فيها أن شيئا مميزا للغاية قادم. على الرغم من أنه لا تزال هناك تحديات أمامنا، فإننا نتوقع أن يؤدي هذا التقدم الجديد إلى تسريع التقدم نحو أجهزة كمبيوتر كمومية مفيدة وواسعة النطاق.”
وتوافق دينيس كالدويل من مؤسسة العلوم الوطنية على ذلك.
قالت كالدويل، القائمة بأعمال المدير المساعد لمديرية العلوم الرياضية والفيزيائية، التي دعمت البحث من خلال مراكز حدود الفيزياء التابعة لمؤسسة NSF وبرامج معاهد تحدي القفزة الكمية: “إن هذا الإنجاز هو بمثابة جولة قوة في هندسة الكم والتصميم. لم يقم الفريق بتسريع تطوير معالجة المعلومات الكمومية باستخدام الذرات المحايدة فحسب، بل فتح بابا جديدا لاستكشاف أجهزة الكيوبت المنطقية واسعة النطاق، التي يمكن أن تتيح فوائد تحويلية للعلم والمجتمع كله”.
في الحوسبة الكمومية، البت الكمي أو “الكيوبت” هو وحدة واحدة من المعلومات، تماما مثل البت الثنائي في الحوسبة الكلاسيكية. لأكثر من عقدين من الزمن، أظهر الفيزيائيون والمهندسون للعالم أن الحوسبة الكمومية ممكنة، من حيث المبدأ، من خلال التلاعب بالجسيمات الكمومية -سواء كانت ذرات أو أيونات أو فوتونات- لإنشاء كيوبتات فيزيائية.
لكن الاستغلال الناجح لغرابة ميكانيكا الكم في العمليات الحسابية هو أكثر تعقيدا من مجرد تجميع عدد كبير بما فيه الكفاية من الكيوبتات، التي هي بطبيعتها غير مستقرة وعرضة للانهيار خارج حالاتها الكمومية.