صراحة نيوز- متابعة ملك سويدان
78 يوماً من الحرب في غزة،لم تكن هذه الحرب الأولى، لكنها الأطول على القطاع. وتشهد غزه عدواناً وقصفاً متواصلين على جميع أنحاء القطاع، شمالاً وجنوباً، عمد على هدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وتزايد أعداد جثث الشهداء العالقة تحت الركام يومياً،وما زاد حجم المعاناة، أن فرق الإغاثة تعتمد كلياً عند أداء مهامها على الآليات البسيطة غير المتخصصة وحدها، فضلاً عدم توفر وقود كاف لتشغيل جرافاتها من الأساس،ما أدى إلى تحلل تلك الجثث وظهور وانتشار كثير من الأمراض والأوبئة.
فالكثير من سكان غزة اليوم، خصوصاً الأطفال، يعانون من حالات تسمم و اسهال قاتلة نتيجة الأغذية والمياه الملوثة،لكن السبب الأبرز لانتشار الأمراض هناك، تحلل الجثث وتعفنها نتيجة صعوبة دفنها، ما جعلها سبباً مباشراً في تلوث الجو ونقل البكتيريا الضارة وبدء كارثة صحية كبرى.
وعلى مر جميع العصور والأزمنة، شهد العالم عديد الحروب التي ساهمت في ظهور أمراض خطيرة و مميته، مثل الإنفلونزا الإسبانية، الكوليرا، الطاعون وغيرها. إلا أن الأمراض لم تكن من نصيب سكان غزه فقط، فقد سجل الجيش الاسرائيلي عديد حالات قيء وتسمم بين جنوده، فحسب ما ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت، إن قوات الاحتلال في قطاع غزة واجهت ارتفاعاً في حالات الإصابة بعد انتشار بكتيريا الدوسنتاريا، وتم إجلاء 18جندياً من غزة إلى قاعدة تدريب اللواء لتلقي العلاج.
من دورها حذرت منظمة الصحة العالمية من أخطار انتشار وباء بقطاع غزة، في ظل تدهور المنظومة الصحية هناك مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 78 على التوالي.كما ذكرت المتحدثة باسم الصحة العالمية مارغريت هاريس، إن وضع المنظومة الصحية في غزة “يزداد سوءاً”، وأن هناك “مخاطر من وباء كبير” دون أن تحدد نوعه، مؤكدة وجود أدلة ومؤشرات على ذلك.
وإذا ما استمرت الحرب زمناً أطول، وظلت مشكلة عدم تعقيم للمياه والغذاء ودفن الجثث على حالها، فعلى دول المنطقة بأسرها أن تستعد قريباً إلى مواجهة كارثة صحية جديدة، قادرة على ضرب الجميع بلا استثناء.