ماذا قدم لنا المد القومي

4 د للقراءة
4 د للقراءة
ماذا قدم لنا المد القومي


صراحة نيوز-حاتم الكسواني

في حواراتنا المتوترة في هذه الأيام ، في ظل تجاهل الدول العربية لكل مايجري في غزة رغم خطورته يُطرحُ موضوع ما قدمه المد القومي العربي للأمة العربية  .

نطرح هذا الموضوع لأن احد الزملاء سألني: ماذا قدم المد القومي للأمة العربية ، واجاب هو على سؤاله  …صفر

لكنني اقول كاحد ابناء جيل المد القومي بانه أنجز لنا ما اضعناه ونبحث عنه اليوم .

فالمد القومي انجز لنا  إتفاقية الدفاع العربي المشترك التي لو كانت موجودة لما استفرد الصهيوني باطفال ونساء وشيوخ غزة .

والمد القومي العربي ترك لنا قيمة الإعتماد على الذات في مجالات الصناعة والزراعة وراجت في زمانه مشاريع الإصلاح الزراعي ، وفي بعض الدول القائدة للمد القومي  أُنهي عهد الإقطاع فيها  ، ورفع شعار الأرض لمن يزرعها حيث  تم توزيع الحيازات الزراعية على الفلاحين ليزرعوها .

وفي زمانه انطلقت ثورة القطاع الصناعي بمشاريع وطنية كبرى كمشروعي الغزل والنسيج والحديد والصلب في مصر وثورة الصناعات الإستخراجية في بعض البلاد العربية كما تم في الأردن بإستخراج ثرواته من الفوسفات والبوتاس والأسمنت … وغيرها
والحقيقة  فإن المد القومي ليس لب  موضوعنا الأساسي بل ان توجهاته التي نحتاجها اليوم هي لب  موضوعنا …. فغزة تعيدنا إلى عهد النهوض العربي وأماني الوحدة والتكامل الإقتصادي والتعاون العسكري في مجالات التدريب والتصنيع والدفاع المشترك .
نحن في الأردن عشنا أياما واجهنا بها العدو الصهيوني ولكننا شهدنا في بعض أحيانًها  وجود وحدات من الجيوش العربية  هبت للدفاع عن بلادنا إلتزام بإتفاقية الدفاع العربي المشترك أو بحافز من النخوة ومشاعر الأخوة العربية ، فالطالما شاهدنا جنودا سعوديين وعراقيين وأفرادا من  جيوش عربية أخرى ترابط على حدودنا مع  فلسطين المحتلة  .
إن غزة اليوم وبعد أن كشفت حجم التحالف الأمريكي والغربي مع العدو الصهيوني وتواطئه معه سواء بتهديده للأمة العربية في دول الطوق أو تلك التي تدور في محوره  تصريحا وتلميحا بعدم التدخل لنصرة غزة  في معركة طوفان الأقصى حتى لا تنال  عقابه إن تدخلت  ، كما عايشنا حماية أمريكا للكيان الصهيوني  من إيقاع  العقاب القانوني الأممي عليه  بإصرارها على منطق  عدم وجود مخالفات للقانون الدولي فيما أقترفه الإحتلال ضد أهل غزة لأنه بكل  بساطة يعتبر جرائمه  دفاع مشروع عن النفس .
و قد ثبت بما لا يدع مجالا للشك صحة مقولة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك بأن المتغطي بالامريكان بردان ، وأن المعتمد عليهم خسران لأنهم سرعان ما يفرطون بأصدقائهم العرب عندما يتعلق الأمر بحماية إسرائيل كمشروع إستعماري  وظيفي اوجدته دولة الإستعمار القديم بريطانيا وورثته الولايات المتحدة الامريكية منها في اوج قوتها .

وثبت أيضا بأن أمريكا تتدخل بقوة ضد أي بلد عربي  يصحو  ويتجه لتحقيق مصالحه ومصالح شعبه فيتململ للإنعتاق من سيطرة الغول الأمريكي الجاثم فوق صدر قراره الوطني وثرواته ويبدأ بصياغة مشروعه التقدمي الوطني ” كما حصل مع دول الربيع العربي ”  فيتحول الأمريكي من بلد صديق  حريص على حماية حقوق الإنسان والحفاظ على تطبيق الحريات العامة و معايير الممارسة الديموقراطية كما يدعي  الى عدو لدود و قوة إستعمارية محتلة تسيطر على آبار الغاز والنفط وكل ثمين في ديارنا .

إن هذه الصورة الشيطانية للإدارة الأمريكية لم نشهدها في زمن المد القومي ،  وما كان متاح لها أن تمارس ما تمارسه اليوم من لعب وتلاعب باقدارنا في العالم العربي بل أننا نعدو اليوم ككرة تتقاذفها أقدام الأمريكي ، اوبيدق يحركه كيف يشاء على رقعة شطرنجه

Share This Article