صراحة نيوز- كتبت – نور الدويري
يولد الأردنيون متعبين بالفطرة فهم يولدون وهم مدركين ان الحياة في وطننا العظيم تحتاج نضالا عسيرا لأن الاردن أرض شوك الغادرين لانه أرض حمية المظلومين فكتب عليه قدر النضال وحيدا وعسرة وراء عسرة حتى صرنا نضحك ونحن نبكي من شدة التعود، الاردنييون يمضون حياتهم يحرثون صحراء الفرض التي اصطادها أبناء الطبقة المخملية واولادهم حتى انني مللت سماع دولة سابق من عندنا يتحدث عن الإصلاح الإداري واول ما امسك احد أبنائه السلطة لعن ابو الإصلاح بكندره!
الاردنييون يركضون بين صفا الإرادة ومروه الطموح وكان الأرض ترفض ان تنشق ماء يروي القلوب الحزينة والخاطر المكسور والعقل المرهق.
اتعلمون كنت اليوم في الطفيلة أشد مدن وطني الصابر صبرا كنت بين شموخ رجالها الصامدين المؤازوين للوطن وهم لله أقرب، من قررت الدولة أن تنفي الشيوعيين إليها فوعى رجالها سريعا، وتعلم شبابها السياسة الفريدة مبكرا.
في الطفيلة وجوه شاحبه كسرت قلبي، من شدة الظيم والقهر الذي تخفيه خطاباته القوية ولغة اجسادهم الجسورة، عيون شباب الطفيلة متأملة سارحة في مستقبل يعلمون انه أصعب من الحاضر!
في الطفيلة ترى الغروب بشكل مختلف الشمس تستريح على جبالها وقت الغروب!، تشعر أن سماءها قريبة تلمسها بكلتا يديك، ثمة تواصل رباني بين سماء الطفيلة وأرضها وكأن شمس الطفيلة تقبل جبين جبالها وتأنس خيباتها بحكومات مأزومه، أن ثمة يقظة ستأتي وحق سيعلو وأزمة ستنتهي، تلمس شمس الطفيلة بخيوط اشعتها قلوب قانطيها فتدفعهم للصبر أكثر وكأنها تطمئن أوجاعهم أن الفقر سينتهي يوما وأن قهر الرجال سيرحل بلا عودة وأن النساء سيلونن شعرهن بلون شمس الطفيلة فرحا.
لون صحراء الطفيلة مختلف فلا تبدو صحرائها صفراء بل لامعة تميل للبياض، تدرك أن من هنا ابتعثت معجزة ما، هنا لقاء يشبه لقاء موسى مع ربه ثمة طاقة قوية في الطفيلة تستشعرها فورا، فمناضلون الطفيلة لا يقبضون على جمر الصبر حبا بالوطن فقط بل تسكنهم سكينة ما رغم الملامح الصلبة التي تهدد بإنفجار غضب يقلقك.
في الطفيلة نساء مناضلات لا يتركن رجالهن بلا تعزيز ضخم للمقاومة والقتال لأجل هدف يقتنعن به!
في الطفيلة آمال الأردن تقبع أن هبت عاصفة الخوف فرجالها على أتم الاستعداد كما في الجنوب والشمال والبادية الزاخرة بالعنفوان.
مراوح الطفيلة كثيرة ورغم ذلك الكهرباء فيها غالية، والاضاءة باهتة تبا كيف لطاقة المتجددة ان تصل بيوت الطفيلة فلا امل اذن ان تصل بيوتنا أيضا، دفء القلوب كبير في الطفيلة رغم برد البيوت يتلفحون بالفروة الأردنية !
هم يؤمنون بنا ونحن نؤمن بهم.
الطفيلة… ادي من ترابها شوي!