صراحة نيوز- كتب توفيق المبيضين
أن يُغرد البعض من السياسيين والأكاديميين والمهنيين او الإعلاميين او حتى المواطن العادي والبسيط ، خارج السرب ، هو أمر طبيعي في كثير من الحالات ، ويعتبر من باب وجهة النظر الشخصية وحرية الرأي ، لكن أن يقوم رجل أعمال ، مستثمرا ، صناعيا كان او تاجرا ، دفع بعمره كاملا لإنشاء وتطوير منشأته ، بمخالفة توجهات الغالبية العظمى من مجتمع بلده ووطنه ، ما يعتبره الكثيرين طعنا في الخاصرة ، وينشر ذلك عبر مواقع التواصل في ظل خسائر مادية فادحة ومُعلنة وواضحة للعيان، لحقت بكثير من المنشآت و التجار من وكلاء العلامات التجارية العالمية التي تم مقاطعتها شعبيا ، وما نجم عنها من إنهاء خدمات الآلاف من العاملين في هذه المنشآت وإغلاق لكثير من الفروع والمحال ، ووقف لأعمالها …، أن يقوم صاحب رأس مال ، بهذا العمل ، أعتبره إنتحارا إقتصاديا وماديا له ولمؤسستة ولمستقبل أبنائه وأحفاده ..، وحقيقة و شخصيا ، وفي هذه الحالة لست مقتنعا أنه رأيا ووجهة نظر شخصية ، ولا أضن أن رجلا إقتصاديا عاقلا ، دفع “دم قلبه” وأمضى عمره ببناء منشأته ، قد يقوم بهذا الفعل ، لكن ، قد يقوم به البعض ، إذا كان المردود (المادي والمعنوي) لفعله الشاذ الخارج عن السرب ، أعلى بكثير كثير مما قد ينتج من خسارة نتيجة لفعله .
نعم ، لن يقدم من هؤلاء على الإنتحار بهذه الطريقة ، ولا يفعلها أي عاقل ، وقد يفعلها البعض القليل ، منهم ، من هو ليس بعاقل ، او بالأحرى جاهلا لتداعيات ما قد يحدث أو غير مدركا لما يدور حوله ، ومنهم ممن يجد في هذا ، إستفادة مادية أو معنوية ، وتكون إستفادته أضعاف ما يتوقع أن يخسره ، فالإستفادة المادية معروفة ، وهي قبض مبلغا كبيرا من المال من “جهة ما” دفعته للقيام بهذا الفعل ، قد تكون هذه الجهة حكومية او إقتصادية او سياسية او تنظيم …الخ ،أما الإستفادة المعنوية ، فهي قد تتأتى نتيجة لوعود موثوقة بتسليمه او مقربين جدا منه ، منصبا ما وإشغاله لمنصبا و كُرسيّا ما يتوقع شغوره قريبا او لاحقا ، وبالتأكيد ، إشغال هذا الكرسي له منافع شخصية ومردودات مادية ومعنوية كبيرة جدا .
نصيحتي لأمثال هؤلاء ، لا تفكروا في الإنتحار بهذه الطريقة ، وأنصح ، وفي مثل هذه الحالات ، إلتزام الصمت ، وإلا ، فالمجتمع ، والمحاكم الشعبية لا ترحم ، وحتى لو نلتم كافة الحوافز المادية والمعنوية أو ما تعتقدون أنه تعويضا لخسائركم ، سيبقى أبنائكم وأحفادكم يعانون من تداعيات فعلتكم ….وللحديث بقية …