صراحة نيوز- حاتم الكسواني
بعد متابعتنا لكثير من التحليلات حول قرارات محكمة العدل الدولية تثبت بان تقصيرا مقصودا شابها ، وقد تمثل في اكثر من امر اولهما عدم النص على وقف إطلاق النار الفوري للحد من عدد القتلى المتقاعد يوما بعد يوم ، ثم إعطاء مهلة شهر كامل للعدو الصهيوني لتنفيذ توصيات المحكمة الدولية وتقديم تقرير من سلطات الإحتلال لا من جهة رقابية حولها ، تماما كتلك المهل التي منحت لإسرائيل من امريكا مرة بعد أخرى لتحقيق أهدافها والإنتقال إلى المرحلة الثالثة للحرب .
وعليه فإن العدو الصهيوني مازال ينفذ مجازره بشكل يشي بعدم إقامته وزنا لقرارات محكمة العدل الدولية ، وكان هذه القرارات خصصت لمنحه مهلة إضافية تستكمل المهل الأمريكية والغربية التي منحت له لتنفيذ مخطاطته لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة .
إن نتائج الحرب التي وصلنا اليها حتى هذا اليوم ورغم ما قدمته المقاومة من بطولات ونتائج مشرفة إلا انها على الجانب الصهيوني تثير شهية القادة الجدد المستقبليين من الصهاينة المتطرفيين لمحاكاة أساليب وطموحات واطماع أمثال نتنياهو وبن غفير وسموريتش التوراتية وتدفعهم للإنتقال إلى تنفيذ مراحل أخرى من حلم اسرائيل الكبرى .
فالضعف والتهاون العربي يخلق تطرفا واطماعا صهيونية متزايدة ولا محدودة تنتقل مع التعليمات التلمودية المتطرفة عبر الأجيال بشكل يصعب معه منعها ووقف تدحرجها .
ويحتم هذا الامر على قيادات الأمة العربية أن تغير نهجها في التعامل مع العدو الصهيوني بشكل يتناسب طرديا مع قساوة ما أصاب الفلسطينيين من أذى لا تصلحه الأيام و لا يشفي المه وغليله تعاقب الأجيال ..فكم عائلة شطبت من السجل المدني بغزة وكم طفل يُتم او أضحى وحيدًا في هذه الدنيا بعد إبادة كل أفراد عائلته ، وكم امرأة رملت ، و كم من الشباب و الشابات حطمت آمالهم وأحلامهم و امتداداتهم الأسرية والعائلية .
لابد من منع هذا العدو المستند إلى قناعات تلمودية تشرع له حق إبادة الفلسطينيين والعرب كواجب ديني تمارسه عليهم الطغمة الصهيونية بالقوة العسكرية ، فما يجري على الفلسطينيين اليوم سيجري على كل المواطنين العرب في مناطق أرض إسرائيل التلمودية من الفرات إلى النيل عاجلا او آجلا ، ولا يعتقد أحد أنه ناجٍ من هذا المصير .. فإسرائيل دأبت على تنفيذ خططها مرحليا…مرحلة بعد مرحلة وبكل قسوة وبلا هوادة مستمدة من تعاليمها التوراتية التلمودية ” “فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا» ( سفر صموئيل الأول 15: 3).
إن وصاي القتل والإبادة التوراتية المزورة والمحرفة طبعا ولكن يؤمن بها الصهاينة الإسرائيليون والمسيحيون المتصهينون هي ما يفعله جيش الكيان الصهيوني اليوم بالفلسطينيين .
فبعد محو غزة منزلا منزلا وتهجير الناس في كل الإنحاء يمارس جيش الكيان أساليبه المتعسفة بحق المواطنين الفلسطينيين ، فما أن يستقر النازحون ويبنون خيمهم في مكان ما حتى تُطلق عليهم قذائف الدبابات وتُشن عليهم غارات الطيارات ويؤمرون بالتوجه إلى وجهة أخرى … اذهبوا جنوبا …اذهبوا غربا ..شرقا … اذهبوا إلى اللامكان غير الآمن … إنها سادية العقل العسكري الصهيوني وتوحشه الذي يمارسه على الشعب الفلسطيني لدرجة انه يقوم بقنص الأطفال حاملي الرايات البيضاء .
فهل نتحمل جنونهم وقسوتهم ام نرد لهم الصاع صاعين ونتعامل معهم بنفس اسلوبهم فالعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم .
و لابد ان تكون المعركة معركة الكل العربي وعلى كل الساحات وفي كل الجبهات ، فتشتيت العدو الصهيوني وإدراكه أنه يواجه الأمة سيردع عربدته وغلوائه، ويضبط تصريحات قادته الإستقوائية البلطجية… فهم ببساطة استقووا على الأمة لأنهم وجدوا تخاذلا منها ، كما وجدوا ضعفا في إرادتها ، وتقصيرا في صون كرامتها .
والحقيقة نقول إن القوى الدولية المصطفة الى جانب اسرائيل ومحكمة العدل الدولية التي لم تسارع بوقف جرائمها عند حدها تجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة تعيده إلى خرابه و بدائيته .
ونقول ايضا بان غزة اليوم درع مصر … والضفة الغربية درع الأردن ، وتأسيس الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة ستكون درعا للأمة العربية … فلا تفقدوا أيها العرب دروعكم