صراحة نيوز- حاتم الكسواني
مازال مراسل قناة الجزيرة إسماعيل أبو عمر و زميله المصور أحمد مطر في العناية المركزة وفي حالة الخطر بعد إستهدافهما من قبل قوات الإحتلال الصهيوني واصابتهما بجروح خطيرة، أدت إلى بتر ساق أبو عمر اليمنى وإصابة ساقه اليسرى بصورة بالغة، بينما أصيب مطر في إحدى يديه بجروح بالغة وبشظايا بأنحاء جسده.
ومن الصادم بأن قوات الإحتلال الصهيوني قد دأبت على إستهداف الصحفيين الفلسطينيين في غزة لمنعهم من نقل الحقيقة و إزاحة الستار عن جرائم الإحتلال الصهيوني الذي إعتاد أن يعيش في الظلام وأن يقدم دائما رواية كاذبة عما يفعل ويقترف بحق المواطنين الفلسطينيين ، فمنذ تأسيس هذا الكيان المسخ الهجين ونحن نكتشف بأن كل مخططاته صيغت في الغرف السوداء وكل إتفاقياته المعلنة انطوت على مؤامرات وكذب يتلوه كذب .
وبعد طوفان الأقصى بدأت تتكشف أكاذيب الإحتلال بأثر رجعي لدرجة ان الكاتب اليهودي دانيال جولدهاجن كتب كتابا بين فيه بأن جزء من الهولوكست الذي أصطلح على تسميته بالمحرقة هو عملية قتل جماعية قام بها الحزب الصهيوني العالمي ” الداعي لتأسيس دولة لليهود في فلسطين ” ضد اليهود الإصلاحيين الذين رفضوا مغادرة ألمانيا إلى فلسطين بسبب الرفاهية ورغد العيش الذي كان يميز حياتهم هناك لإجبارهم على هجر وطنهم الأم إلى فلسطين و ذلك بالإتفاق مع الحزب النازي الألماني .
وحيث أن عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلهم الإحتلال زاد عن 120 صحفيا حتى الآن .. ناهيك عن الذين استهدفهم واصيبوا بجراح خطيرة فإن ذلك وبلا أدنى شك يعتبر شكلا من أشكال جرائم الحرب التى تضاف إلى جريمة الإبادة الجماعية الجارية بحق أهلنا في القطاع المنكوب .
ونحن إذ نترحم على هؤلاء الشهداء الأبرار من الصحفيين الفلسطينيين فإننا نكبر الدور الذي لعبوه في كشف حقيقة الجريمة التاريخية الشائنة التي إقترفها الإحتلال الصهيوني ضد أهلهم وناسهم في غزة ، فرغم تهديد ووعيد قوات الإحتلال الصهيوني لهم بقتلهم وقتل أسرهم ” آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم واولادهم وأحفادهم ” فقد صمدوا ولم يأبهوا بكل ألوان التهديد وحافظوا على وعدهم لوطنهم بنصرته والدفاع عنه بما يملكون من وسائل حتى أستشهدوا وما بدلوا تبديلا .. ولعمري فقد كانوا كقادة مؤتة قبل أن يسقط أحدهم يسلم الراية لمن يليه من الصحفيين الأبطال .
طوبى لكم أيها الشهداء الأبرار فأنتم مبعث فخر واعتزاز لزملائكم الصحفيين العرب ، وكتاب مجد فتح على أبواب الخلود … كتاب لن تطوى صفحاته على مدى الأيام … قصص بطولة ستروي عبر الأجيال في المجالس والندوات والمؤتمرات … عيد سيحتفل فيه كذكرى بطولة وفخار ، وسجل تجارب يقتدى بها دونت بحروف من نور ، وحفظت على انصع صفحات الصمود الوطني .
رحمكم الله واسكن