صراحة نيوز _كتبت ملك سويدان
يقصد هجرة الأدمغة العربية، هجرة أصحاب الكفاءات العربية من أوطانهم. ليس الموضوع جديداً لمناقشته، بيد أنه في الآونة الأخيرة، أدت الحروب وتردي الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والفساد الإداري والبطالة وعدم توفر فرص العمل وغيرها من العوامل المختلفة إلى دفع الشباب العربي للبحث عن تأمين مستقبله خارج بلاده، خاصة من فئة خريجي الجامعات.
وتعتبر هجرة الأدمغة من أبرز المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تسعى وتحرص الحكومات على إيقافها، لاستغلال قدرات هذه الأدمغة المتميزة في بناء وتطوير أوطانها.
وتجذب دول المهجر تلك العقول النابغة إليها عبر إغراءات ومزايا عدة عجزت أوطانها الأصلية عن تقديمها، أبرزها توفير فرص للعمل، ارتفاع دخل الفرد، دعم وتشجيع البحث العلمي، توفر مراكز التعليم والتدريب بجودة عالية تلبي متطلبات سوق العمل، حرية الفكر، …إلخ. حيث تستفيد دول المهجر من المهاجرين في تنمية اقتصادها لذا تجد دولة من حجم كندا مثلاً تعمل دائماً على تسهيل الهجرة و الترحيب بالمهاجرين.
حسب دراسات أجرتها الجامعة العربية ومنظمة اليونسكو والبنك الدولي، بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي تساهم بثلث هجرة الكفاءات من البلدان النامية، 50% منهم أطباء و23% مهندسين و15% ينتمون إلى مجموعة الكفاءات والعقول، وجهتهم في المقام الأول أوروبا وكندا وأستراليا. وإنني أتساءل: إلى متى ستظل الدول العربية تتجاهل مشكلة كفاءاتها المهاجرة؟
حسب رؤيتي كصحفية، أجد من بين أسباب هجرة العقول أيضاً، أن كثير الدول العربية اليوم تعاني غياب عدالة توزيع فرص العمل وتوفيرها لصالح فئة ما دون أخرى وانتشار الواسطة والمحسوبية دون الالتفات إلى ذوي الكفاءات العلمية والخبرات، الشيء الذي جعل من الطبيعي أن تهاجر أغلب هذه الأدمغة إلى من يقدرها وينصفها.