المحتل تلميذ غبي

2 د للقراءة
2 د للقراءة
المحتل تلميذ غبي

صراحة نيوز _منذر الحوارات
اقتبست هذه الجملة من دليلي في متحف الشهداء في العاصمة الجزائرية حيث كان يقدم الشرح عن تاريخ دخول المستعمر الفرنسي للجزائر منذ تذرعه بحادثة المروحة حتى خروجه مهزوماً بعد ثلاثة عشر عقداً، تخللتها جرائم ومجازر لا تكاد تحصى ولا توصف لحجم بشاعتها وقسوة معاناة الناس بعدها وقبلها، ومع ذلك صمد الشعب العظيم وقدم مئات الآلاف من الشهداء إلى أن تحقق له الاستقلال، ومشهد الثورة الجزائرية على اتساعه لن يكون الأول ولا الأخير فقد تكررت فصوله مع بلدان وشعوب عديدة، فالمستعمر يبدأ غالباً بصناعة الرواية يتلوها اختلاق الذريعة والتي ليست دائماً سلبية بل قد تتقمص دور المُصلح، وبعد أن تتثبت أقدامه يشيح اللثام عن وجهه الحقيقي بكل بشاعته ويبدأ تنفيذ فصول مخططه الشرير.

بنوها عبر آلاف السنين، لقد بدأ ذلك منذ اليوم الأول لهذا الاحتلال، وحتى يجد تبريرا لذلك صنع روايته الخاصة عن هذه الأرض وهو ما وفرته النصوص التوراتية التي تم لي عنقها لتتواءم مع التصور الصهيوني لأرض الميعاد، والتي كانت آخر تقليعاتها بأنه يجب قتل الفلسطينيين أو تهجيرهم، لذلك وجدنا الآلة العسكرية لدولة الاحتلال تدوس كل القيم المتعلقة بحقوق الإنسان في غزة، لأنها منذ البداية قررت أنه يجب نزع صفة الإنسانية عن هؤلاء الفلسطينيين حتى يسهل على الجندي قتلهم بدم بارد.
دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تخترع العجلة من جديد بل هي تقوم حرفيا بتدوير ما فعله كل الغزاة قبلها وفشلوا فيه، صحيح بأنها تحاول وساستها إقناع نفسها بأنها تبتدع نموذجا ناجحا، لكنها لا تستطيع حتى الآن، أنها غارقة في الشكل التقليدي للاحتلال وأنها أمام شعب قرر أن لا يستسلم وقرر أن يقاوم وأنه لن يسمح بإبادته تحت أي ظرف، لذلك فإسرائيل ليست سوى تلميذ غبي لم يستطع التعلم من دروس أساتذته من المحتلين الذين سحقتهم اقدام تلك الشعوب وحررت نفسها رغم قساوة الثمن الذي دفعته ويبدو ان الفلسطينيون قرر دفع الثمن الغالي وقرروا ان يثبتوا أنهم تلاميذ نجباء وأذكياء تعلموا من دروس التاريخ بينما مُحتليهم يراوحون مكانهم من الغباء وعدم القدرة على التعلم من الطغاة الذين سبقوهم لذلك سينهزمون مهما طال الزمن.

Share This Article