صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
ليس سهلا على الكاتب ان يتناول حياة ومسيرة الأشخاص الذين يتركون البصمات في حياتهم خشية تفسيرات البعض من قصيري النظر بالرغم من أن أمثال هؤلاء هم بمثابة القدوة الذين تفتقدهم المجتمعات بوجه عام ليحذو حذوهم الأخرين من أجل انفسهم واسرهم ومجتمعاتهم .
مثالي هنا شخصية اعتبرها استثنائية في عصرنا الحالي عصامي مكافح تربى على طيب الخلق والتواضع وحب الخير للاخرين اعتمد على نفسه الى ان أصبح احد كبار رجال الأعمال الذي يشار اليه بالبنان على صدق تعامله وتواضعه واحترامه للأخرين مهما علت أو دنت مراتبهم وأحوالهم واعتزازه بما انجزه منذ ان اسس مصنعا للاثاث المعدني والذي احتفل قبل ايام بمرور خمسين عاما على تأسيسه وتطور واصبح أكبر مصنع متعدد الأغراض في الشرق الأوسط بلا منافس لتصل منتجات شركاته التي تتصف بجودتها الى غالبية الدول الأوروبية والعربية والولايات المتحدة الأمريكية .
انه الحاج”محمد سعيد” نظمي عابدين ابو فراس رئيس مجلس ادارة شركة المدينة للصناعات الهندسية أطال الله في عمره الذي تعرفت على شخصيته من خلال حديث متلفز عن نشأته ومسيرته.
فمنذ طفولته لم ينجذب كباقي الأطفال من اترابه ليلعب ويلهو معهم فقد عشق الإستكشاف لما حوله وامامه ويستذكر في حديثه حين وجد على الارض علبة بوية تلميع احذية معدنية أخذها وبدأ يُفكر كيف له ان يستفيد منها وخطر بباله عمل اربعة ثقوب فيها ومن ثم طلب خيط من والدته وعمل منها بكرة لرفع الأشياء قد تكون أول بكرة تم تصميمها في العالم غير ان امكانياته لم تسمح له بتطويرها كما هي الان والتي تُستخدم لرفع مواد البناء الى اعلى العمارات على سبيل المثال .
يقول الحاج ابو فراس قدوتي والدي ووالدتي رحمهما الله اللذان غرسا في حب الخير للناس والأعتماد على النفس والتواضع وبعد النظر والأبتعاد عن الصغائر ويستذكر على سبيل المثال كيف ان والدته كانت في كل صباح تعمل له ثلاث سندويشات حين يذهب للمدرسة وتقول له واحدة لك والأخريتين تعطيها لمن أحوالهم صعبة ويستذكر تربية وتوجيهات والده له الذي غرس فيه الأعتماد على النفس والطموح وحب الخير للجميع لكنه ورغم كل ذلك بقي مصرا دائما على معرفة ما حوله وامامه ليستكشف محيطه وما يُمكن ان يفعله من اجل مستقبله فكان ان عشق صناعة وتشكيل المعادن وهو يحرص يوميا على الدعاء لوالده ووالدته على طيب وحس التربية لأبنائهم وبناتهم .
يقول ابو فراس الذي تربى في ظروف صعبة وتمكن من شق طريقه وتربية ابنائه على ذات السمات والصفات ” هيك تربينا وكل الناس خير وبركة ”
ابا فراس زار مرارا معظم دول أوروبا والدول العربية وقام بزيارة واحدة للولايات المتحدة الأمريكية وكانت اغلبها زيارات عمل اسفرت عن اعتماد وكلاء فيها لمنتجات شركاته ويعتز بان لا منافسين له على مستوى الشرق الأوسط والعديد من هذه الدول وبخاصة في مجال صناعة ثلاجات السوبر ماركت وغيرها من الصناعات المعدنية لكن وبالمقابل لم ينسى أو يتجاهل شركاءه في النجاحات التي حققها وبخاصة صغار العمال والموظفين الذين يحرص على توطيد علاقته بهم وتفقد أحوالهم واحتياجاتهم وكذلك الكثيرين ممن تعرف عليهم خلال مسيرته العملية .
أما الأردن وفلسطين فعشقه لهما عظيم وكبير وتبقى عمان درة المدن التي يعشقها ولا يخفي ذلك حين يقول ان اسعد اللحظات له حين يعود من زياراته الخارجية الى الوطن لتطأ اقدامه تراب عمان .
أما اللوحة التي تزين مكتبه فهي الآية الكريمة ” وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ” فيما مبدأه في الحياة ان لا تعلم يده اليسرى ما فعلته أو انفقته يده اليمنى من خير وعطاء للمحتاجين وهو الأمر الأستثناء ايضا في عصرنا الحالي .
بقي ان اشير بعجالة الى ان ابرز منتجات المدينة للصناعات الهندسية التي تميزت بجودتها هي صناعه الرفوف المعدنيه وصناعه تجهيزات مطابخ ستانلس ستيل للمطاعم والفنادق وتجميع الاجهزه الالكترونيه وصناعة الخزائن المعدنية وصناعة اجهزة التبريد وغرف التبريد وثلاجات العرض والفريزرات وطناجر الغلي وسلق اللحوم والمواد الغذائية والمقالي وشويات البلاطه وطباخات مع الافران وصناعة اجهزة ومعدات المطابخ المركزيه واجزائها وصناعة كاونترات الكاش وتجهييز المطاعم والفنادق بالمعدات وإنشاء المستودعات والهناجر .
بقي ان اشير الى ان شركة المدينة للصناعات الهندسية كانت من ضمن كبرى الشركات الأردنية التي تم تكريمها في يوم الصناعة الأردنية عام 2022 ضمن الشركات الأكثر تصديرا التي ساهمت صادراتها في تقليل العجز في الميزان التجاري الأردني .
اطال الله في عمر ابا فراس ووفقه وابناءه في مسيرتهم التي تميزت بالخير والعطاء للوطن وللناس .
