صراحة نيوز _زهدي جانبيك
أعجبتني مجموعة الشباب التي عادت إلى موقع الاعتصام ونظفت الموقع وجمعت القمامة في أكياس، لفتة رائعة تدل على عمق الوطنيّة والحرص على الوطن، مثل هذا الشباب (بكافة الأعمار) لا يجوز أبدًا أن يتنطع بعض المسؤولين لوصفهم بأنهم طابور خامس يعملون ضد الأردن وضد الملك وما إلى ذلك من “تشليخ” ليس له أي داع.
من حق الشعب الأردنيّ (بل من واجبه) أن يحتج ويتظاهر ويعتصم رفضًا واستنكارًا وشجبًا واعتراضًا على جرائم الصهاينة المجرمين. بل إنه يفقد مروءته إن لم يتحرك الدم في عروقه “وتهتز شواربه” وهو يشاهد هذه الانتهاكات والجرائم ضد أخواننا وأخوتنا في فلسطين ومنها غزة.
نعم، ضمن إطار حب الأردن والمحافظة عليه من واجب الشعب بكافة فئاته أن يحتج ويُعبر عن رفضه للاعتداءت الصهيونية على الأرض والعرض والمقدسات.
ومن حق الشعب أن يُطالب بما يريد دون أن يحد مطالبه أي سقف مهما علت وارتفعت المطالب.
ومن واجب السلطات الثلاث أن تحقق للشعب ما تستطيع من مطالب، وما لا تستطيعه، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
وعند عدم الاستطاعة لأي سبب فالواجب على السلطات أن توضح للشعب من خلال الحوار والتشاور أسباب عدم الاستطاعة، دون عصبية واتهامات أو لجوء إلى القوة.
ومن واجب المحتجين أن يحافظوا على أمنهم وأمن الوطن، ويتعاملوا مع أخوتهم وأبنائهم كشركاء وليس منافسين أو خصوم لا قدر الله، ومن واجبهم أن يتجنبوا أية أفعال أو نشاطات تستفز رجال الأمن، والعكس مطلوب من رجال الأمن.
لا شك أن السياسة والدبلوماسية الأردنيّة بحاجة إلى مخلب، فليستخدموا هذا المخلب لصالح الأردن وفلسطين وبالأخص منها غزة العزة، غزة هاشم، غزة الجهاد التي تخلى عنها الجميع.
استثمروا مخالب الحراك الشعبيّ لصالح الدبلوماسية، هذا ما يفعله الصهاينة من خلال استغلال التطرف والتنوع السياسي لتحقيق أهدافهم.
ذات ليلة ليست ببعيدة انضم سمو ولي العهد الأمير حسين إلى المعتصمين على الدوار الرابع، اطمأن على المواطنين وشكر رجال الأمن العام، وطلب منهم المحافطة على أمن المعتصمين.
ولو كان الامر بالمشورة لقلت: هذا وقتها يا سمو ولي العهد.
ولا يمنعك قول قائل أن الاخوان المسلمين يقودون الحراك في الشارع، ولا قول قائل أن المعارضة ترفع السقوف، قسموك ولي عهد المعارضة والأخوان والموالاة على حد سواء فكلهم أطياف سياسية من مكونات شعبك، تحبهم جميعًا، ويبادلونك حب بحب.